من وحي الصرخة” ✍️ فضل البرطي.
” من وحي الصرخة”
✍️ فضل البرطي.
منعطفات كبيرة وخطيرة مرت بها الصرخة منذ إنطلاقتها من اعالي جبال مران بمحافظة صعدة على يد الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه).
فما ان دوى صداها ليصل الى مسامع نظام الحكم العميل ممثلا بنظام عفاش الذي كان قائمآ أنذاك. إلا وبدأت المؤامرات تحاك والضغوطات تتوسع والترهيب والتهديد يتمدد ويكبر ضد الشهيد القائد من جميع الجهات والتوجهات سياسيآ ودينيآ وثقافيآ وعسكريآ وغيره. على المستويين الداخلي والخارجي.
نظام عفاش كان يخشى من هذه الصرخة ويتذمر منها ويمتعض ويغتاض من ترديدها لأنه يعلم ويدرك في قرارة نفسه وعلى ثقة مطلقة بأن هذا الشعار ليس مجرد كلمات تقال او مفردات تتردد فقط وإنما يحمل خلفه مشروع عظيم سيجرف بنظام حكمه العميل الى مزبلة التاريخ ويهوي بعرش ملكه الى حيث لا رجعه.
فبداء بإرسال لجان الوساطات من علماء السوء والسياسيين في منظومة حكمه الى الشهيد القائد بغرض اقناعه بعدم ترديد الصرخة .
وبحكمة الواثق بالله كان رد الشهيد القائد لهذه اللجان
” قولوا لعلي عبدالله صالح اذا كان عليه ضغوطات من امريكا فنحن علينا ضغوط من الله ومن الذي هو احق ان نخشاه ونخاف منه امريكا ام الله).
هذا الرد المزلزل ادخل عفاش في ديمومة وجعله في حيرة من امره تائه في بحر من الظلمات إذ كيف يمكن اسكات الشهيد ومن معه وماهي الطرق والحيل للوصول الى ذلك.
فعمد الى ارسال السفير الامريكي(إدموند جيمس هول) والذي كان هو الحاكم الفعلي لليمن في تلك الفترة. وبحماية من جيشه وبرفقة مجموعة من علماء الخسة والنفاق من حزب الاصلاح والسلف الطالح. الى صعدة لطمس شعارات الصرخة المطبوعة على الجبال والصخور هناك. حتى انه كان يوجد هناك شعارآ في اعلى قمة احد الجبال لم يستطيع السفير ومن معه الوصول اليه لطمسه فتم قصفه بطلقة دبابة.
هذه الخطوة من قبل عفاش قوبلت بإستياء وسخط كبير وردود افعال غاضبة من قبل الاحرار في صعدة وغيرها لتزداد معه الاصوات المتعاطفة مع الشعار والمرددة للصرخة.
لتخرج من حيز مران وصعده الى العاصمة صنعاء و ترديدها من قبل بعض المجاهدين في الجامع الكبير.. فما كان من عفاش وبدعم امريكي مباشر إلا ان سخر جميع اجهزة الدولة الحكومية وفي مقدمتها جهاز الأمن السياسي
والذي اوكلت اليه المهمة بالدرجة الاولى لمتابعة ومطاردة وترقب كل من يصرخ بهذا الشعار وبالفعل فقد نجح الامن السياسي في القاء القبض على الكثير من المجاهدين ليس لدهائه وحكمته بل لأن هتافهم بشعار الصرخة كان علنيآ من داخل المساجد وبعد صلاة كل جمعة و اقتيادهم الى السجون وتعذيبهم اشدالعذاب فمنهم من وصل الى حد الجنون ومنهم الى حالات نفسية ومنهم من مات داخل السجن من شدة التعذيب والضرب وقسوة المعاملة.
ليأتي امر الشهيد القائد بأن يصرخ كل فرد من على سقف منزله وبثقة المؤمن الصادق يطلق عبارته المفعمة باليقين أن اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في اماكن ومناطق اخرى..
وهناء أصبح الوضع والأمور بشكل عام تسير في اتجاه طردي بمعنى انه كلما امعن نظام عفاش في اجرامه وتضييقه على الشعار والصرخة كلما زاد تعاطف الناس والإنضواء تحت لواءها وكلما توسعت وانتشرت اكثر واكبر مما هي عليه.واصبح سقفها مفتوح ولا حدود له. وهو ما ادركه عفاش ونظامه ودفعه لإتخاذ اجراءات وخيارات اخرى في محاولة يائسة لإيقاف ذلك المد المعادي لأمريكا واسرائيل ونظام حكمه الفاسد.
وكان من ضمن هذه الاجراءات والخيارات التي اتخذها عفاش هو اعلان الحرب الظالمة الاولى على صعدة في العام 2002م وبدعم امريكي وتدخل سعودي مباشر.
فتم ارسال الجيوش المجيشه والمعسكرات والألوية بقيادة الجنرال الفار علي محسن الأحمر والمجهزة بأحدث الاسلحة وانواع التقنيات التكنولوجية والعسكرية لمواجهة الشهيد وبضع نفر ممن يقاتلون بجانبه بأسلحتهم الشخصية. لشن حرب همجية شعواء ظالمة احرقت الاخضر واليابس وطالت كل مقومات الحياة في صعدة والتي تفتقر اساسآ لمعظم المشاريع والمقومات والخدمات كمحافظة بسبب السياسات المتخذة ضدها والإقصاء الذي كانت تعيشه بفعل المتنفذين من اعلى هرم السلطة وحتى اصغر موظف فيها.
لتنتهي هذه الحرب الاولى بحصيلة آلاف المنازل التي هدمت على رؤوس ساكنيها والارواح البريئة التي ازهقت دونما ذنب ارتكبته او جرم اقترفته سوى ان بعضها هتفت بشعار البراءة من اعداء الله .. وفيها ارتقى الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي.( رضوان الله عليه).شهيدآ ليلاقي ربه مجاهدآ بطلآ شجاعآ ابيآ رافضآ لكل انواع الظلم والتسلط والعبودية والاستبداد.
وكاشفآ لكل مخططات ومشاريع دول الاستكبار العالمي ممثلة بأمريكا واسرائيل وعملائها ممن يدعون العروبة والإسلام.
ومع ذلك ظل الشعار قائمآ وشامخآ بشموخ جبال صعدة ورجالها ومجاهديها ومؤمنيها.
ولم يفلح عفاش ونظامه في اخماده واسكاته فأتبع حربه الاولى بخمسة حروب اخرى اشد واقسى واعتى من سابقتها لكن دون جدوى ايضآ فموضوع الشعار لن يعد مقتصرآ على صعده وبعض جوامع صنعاء. بل قد تجاوز ذلك الحدود الى مناطق اخرى. حتى وصلت الى ماهي عليه اليوم.
بأبحرآ من الدماء وآلاف من الشهداء . فلا يظن المعتوهين والمتسلقين على المسيرة والمتسلطين على الاخرين ان شعار الصرخة مجرد كلمات تقال.