يا ترى لماذا فقط بعد ثورة 21 سبتمبر دون غيرها من الثورات في اليمن قام بعدها بعدة أشهر أكبر وأعتى عدوان وتحالف عالمي ضدها لمحاولة اجهاضها ؟
لماذا تم التصريح بعد ثورة 21 سبتمبر من رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يشعر بالقلق ؟ لماذا يا ترى أقلقتهم هذه الثورة دون غيرها من الثورات العديدة في تاريخ اليمن ؟
لماذا هذه الثورة بالذات لم يرضوا عنها ؟ لماذا في بعد أحداث 11 فبراير التي قادها حزب الاصلاح لم يعقبها أي عدوان وبالعكس تمت التسوية واستلموا المناصب والحقائب الوزارية وانسحبوا من الساحات وانتهت ثورتهم التي كانوا يدعون أنها تهدف إلى نقل اليمن إلى عصر رفض الوصاية كما كانوا يزعمون ؟
وحدهم ثوار 21 سبتمبر استمروا في الساحات لمدة مايقارب العامين ورفضوا الانبطاح للمؤامرة الخليجية وأصروا على تحقيق أهدافهم النضالية والتي تدعو الى حرية اليمن واستقلاله ورفضه لأي وصاية خارجية
سأجيب عن بعض التساؤلات وسأطرح أسئلة قد تستنبطون من خلالها بعض الأجوبة على الأسئلة السابقة ومنها :-
هل تعلمون أننا وبرغم أننا في حالة عدوان كبير وحصار واحتلال ومرتزقة يقاتلون ضدنا من كل الأجناس والألوان إلا أننا استطعنا أن نصمد ونواجه بل ونكسر هيبة المعتدين منذ الشهر الثاني أو الثالث من العدوان ؟ وهذه من منجزات من ؟ ومن الذي يقاتل في الجبهات ؟ هل هو الجيش القوي الذي بنوه خلال 55 سنة من تاريخ الثورات السابقة ؟
هل تعلمون أن أنصار الله ولا غيرهم يؤهلون مئات الآلاف من المقاتلين الذين يسطرون ملاحم اسطورية في الجبهات وذلك من خلال دورات عسكرية يتم أخذ فيها فنون التدريب العسكري في شهرين أو ثلاثة أشهر ما يأخذه غيرهم في كليات عسكرية لمدة أربع سنوات وربما أكثر ويتخرج كل يوم أبطال كالوحوش يتوجهون لساحات الوغى ليلقنوا الأعداء والمحتلين والمرتزقة دروسا لن ينسوها ولن يستوعبوها إلا وهم في جهنم الكبرى ؟ فيا ترى هذه الدورات العسكرية من منجزات من ؟ فلنجب بإنصاف ودون تعصب هل هي من منجزات فبراير أم من منجزات 26 سبتمبر أم من منجزات 14 أكتوبر ؟
سؤال آخر ومهم ؟ هل يصدق أحد أنه وفي غضون أقل من سنتين من تاريخ ثورة 21 سبتمبر بدأنا نسمع أن اليمن يطور صناعة الصواريخ محليا وأنه يمتلك استخبارات قوية مخيفة للعدو تجعل من أغلب هذه الصواريخ تصل إلى أهدافها وبدقة عالية ؟
هذا من منجزات من ؟ هل سمعتم على مر تاريخ 55 سنة أن اليمن يصنع حتى ابرة أو ألعاب نارية ؟ بل بالعكس المصنع الوحيد الذي امتلكه اليمن للغزل والنسيج تم إغلاقه بسبب الفساد وكذلك المؤسسة الاقتصادية اليمنية والتي كانت أحد أعمدة الاقتصاد الوطني أيضا تم نهبها وتدميرها بالتدريج بسبب لوبي الفساد فهل يعتبر هذا انجاز لثورة 26 سبتمبر أم تشويه لها ؟
من منجزات 21 سبتمبر انشاء مؤسسة الحبوب اليمنية والبدء في عمل خطة تنفيذية مزمنة تصل لليمن إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وفعلا بدأت الجهود في العمل في الجانب الزراعي وفتحت الجبهة الزراعية رغم ظروف العدوان إلا أن هناك من الداخل من سعى لعرقلة هذه المؤسسة بل ومحاربتها لأنها طمحت طموح قد لا يتماشى مع أهواء من وقعوا اتفاقيات في تاريخ حكمهم لمنع زراعة القمح في اليمن السعيد في البلدة الطيبة ؟؟
طبعا ثورة 21 سبتمبر لم تتنفس الصعداء بعد ولم تأخذ نفسها حتى تكالبت ضدها كل قوى الشر والعدوان محاولين وأد وهجها الثوري وإخماد زخمها الشعبي ولم يكتفوا فقط بالعدوان العسكري عليها بل عملوا بكل طاقتهم على تشويهها مستخدمين كافة أنواع الاساليب والطرق التي ربما لم تخطر حتى في بال ابليس نفسه فإتجهوا الى الحرب النفسية والى الشائعات المفبركة وإلى حملات التشويه الممنهجة ضد من صنع هذه الثورة التي نقلت اليمن نقلة نوعية وجعلته محط أنظار العالم في غضون ثلاثة أعوام فقط من قيامها فكيف سيكون الحال بعد عشر سنوات من الثورة إن شاء الله خاصة لو أتيحت لها الفرصة في تحقيق أهدافها وستتاح الفرصة بإذن الله بعد النصر على المعتدين وعلى المفسدين ؟
رغم الإرهاصات والعقبات والمؤامرات التي تواجهها هذه الثورة إلا أن كل الشواهد والدلائل تؤكد عظمة هذه المنجزات رغم قصر المدة من تاريخ قيامها .
السفير الأمريكي كان مطًلع جيدا على مشروع بناء الدولة المدنية الذي قدمه أنصار الله في مؤتمر الحوار الوطني وكان يدرك أن أنصار الله لو أتيحت لهم الفرصة أنهم سيصنعون المعجزات في اليمن بسبب أن لديهم قائد حكيم الرؤية عزير بربه وبشعبه سيأخذ اليمن إلى بر الأمان وينهض بها في أقل فترة ممكنة ليحول اليمن إلى دولة لها قيمتها وسيادتها وقيمتها بين الدول ويجعل من الشعوب الأخرى تحترم مكانة اليمني ولن يجرؤ أحد على المساس بكرامة أي مواطن يمني خارج اليمن مثلما كان يحصل حيث كان اليمني محل سخرية الآخرين
وفعلا بعد ثورة 21 سبتمبر رأينا كتاب عرب لهم مكانتهم يكتبون ويشيدون بعظمة هذا الانسان اليمني بل ورأينا مواقع أجنبية ومحللين روس وغرب يتحدثون عن عظمة اليمني وعن ضعف من فكر بالاعتداء عليه ..
وفي الأخير لو أننا أصلا كنا نعيش في استقلال وكرامة وحرية وعدم الهيمنة الخارجية هل يا ترى كنًا سنحتاج لثورة تعيد لليمني كرامته المنتهكة وسيادته المسلوبة ؟
فليطمئن كل أحرار اليمن أن الثورة مستمرة طالما وقائدها موجود ينبض بالحياة ولو حدثت بعض الاختلالات ولو تسلق عليها بعض المتسلقين والمتمصلحين ولو حدث اشكاليات ومظالم فهذا طبيعي عقب أي ثورة ولكن الثورة سترمي بكل هؤلاء عرض الحائط وستستمر ولن تهدأ حتى تحقيق أهدافها ولو حاربوها وتكالبوا عليها فصحيح سيؤخرونها ويؤخرون انجازاتها لكنهم مستحيل يستطيعوا اخمادها ويكفي من انجازات 21 سبتمبر أن اليمني في الخارج أصبح يشار له بالبنان بكل فخر وعز , أستنتج إذن أن صمود 900 يوم هو أحد انجازات 21 سبتمبر وكل الانتصارات التي قد تحققت ولا زالت تتحقق هي من انجازات 21 سبتمبر ولولا أن هناك من الشركاء من عمل على تشويه الأنصار منذ تشكيل حكومة ما يسمى الإنقاذ لكان ثوار 21 سبتمبر استمروا في عمل الاصلاح المؤسسي ومحاربة المفسدين وايقافهم عند حدهم ليوقن الشعب أن زمان الفساد الذي شوهوا به ثورة 26 سبتمبر ولى وحل محله زمان الحساب والعقاب فكل قرار صائب يساهم في الحد من ظاهرة الفساد يعتبر من منجزات 21 سبتمبر والثورة مستمرة