من فلسطين إلى اليمن قوى العدوان الصهيوأمريكي تتقاسم الهزائم
من فلسطين إلى اليمن قوى العدوان الصهيوأمريكي تتقاسم الهزائم
لقرابة قرن كامل والعدو الصهيوني يمارس القتل اليومي ويقوم بتشريد وإبادة وتهجير جماعي لأبناء فلسطين بدعم وتواطئ غربي كامل مستغلاً حالة الهشاشة والضعف العربي ومستثمراً خيانة الأنظمة العربية وبيعها للقضية الفلسطينية وتخليها عن الشعب الفلسطيني الذي ظل لسنوات طويلة يكابد ألم الخذلان وبغي المستعمر المعتدي، ولكن هذا الشعب لم يستسلم بل واصل التصدي للكيان الصهيوني بكل الوسائل حتى بالحجارة وصولاً للصواريخ والطائرات المسيرة.
ما يمز المرحلة أن الكيان الصهيوني لم لوحده من يمارس الاعتداءات ويشن الحروب على الشعوب العربية بل اصبح له شركاء من داخل البيت العربي يمارسون أبشع صور التنكيل كما يفعله النظام السعودي ومعه رديفه الإماراتي بحق الشعب اليمني من جرائم تفوق ما يفعله الكيان الصهيوني وكل لذلك خدمة للكيان الصهيوني وتنفيذا لمؤامراته..
لقد تجلى ما هو أبعد من ذلك عندما وجدنا الأدوات الأمريكية في المنطقة تلتقي على مسرح التعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني وتعلن بكل وقاحة عن تأييده للكيان الغاصب وما يقوم به من عدوان بشكل مستمر بحق الشعب الفلسطيني كون هذه الأنظمة الخائنة ترى أن بقائها مرهون بالتولي لليهود والنصارى والاندماج معهم سياسيا وثقافيا وإعلاميا وعلى كل المستويات بتشجيع ودعم أمريكي وكما ساند الصهاينة ودعموا العدوان على اليمن رد النظام السعودي والإماراتي الجميل لإخوانهم اليهود وساندوهم في عدوانهم الأخير على غزة ولكن كيف كانت النتيجة؟
رهانات خاسرة
يشترك العدو الصهيوني في عدوانه المستمر على أبناء فلسطين والنظام السعودي ورديفه الإماراتي في عدوانهما على الشعب اليمني في أنهما راهنا بشكل كبير على مساحة الضعف وانعدام الإمكانيات التي يعاني منها الشعبين اليمني والفلسطيني فكان ذلك مغرياً للكيانات الصهيوأمريكية في شن عدوان شامل على الشعبين وإن اختلفا في التوقيت فإنهما لم يختلفا في الأهداف ومع ذلك كانت المفاجآت أقوى من كل التوقعات التي رسمها أولئك المعتدين المجرمين فعلى الساحة اليمنية صمد الشعب اليمني صمودا لا تقدر اللغة على التعبير عنه وتعجز الكلمات عن رسم صورة من صوره الأسطورية لقد ثبت الشعب اليمني وما زال ست سنوات وخلالها لقن الغزاة والمعتدين ما لم يتوقعوه واذاقهم ذل الهزائم وجرعهم كؤوس العار والخيبة وعلى المستوى الفلسطيني كانت إسرائيل بغرورها المعهود وبطمأنينة لاسابق لها معتقدة أن أعراس التطبيع المستمرة مع بعض الأنظمة العربية سيجعل من السهل توجيه صفعة قاسية للمقاومة الفلسطينية لكنها تفاجأت بأن الصواريخ الفلسطينية حولت سماء المستوطنات الصهيونية إلى جحيم غير مسبوق وغير متوقع انتهى بهزيمة لم يذق مثلها الكيان الغاصب منذ تأسيسه.
الشعب اليمني والقضية الفلسطينية
يمكن القول أن المشتركات كثيرة بين الشعبين اليمني والفلسطيني ولكنهم في هذه الفترة بالذات يلتقيان بشكل رئيسي في المظلومية الواحدة فكلاهما معتدى عليه من قوى الاستكبار وقوى النفاق والخيانة من داخل الأمة ولكون الشعب اليمني تميز منذ طرأت القضية الفلسطينية بوقوفه التام معها وظل وفيا لها وهذا ما جعل الكيان الصهيوني يدرك جيداً أن المسار الذي يسلكه الشعب اليمني مع القضية الفلسطينية مسار غير مقبول بالنسبة له خاصة مع بروز المشروع القرآني فبدأ يحيك المؤامرات ويدفع باتجاه مواجهة اليقظة اليمنية التي بذرها المشروع القرآني الذي اطلقه الشهيد القائد والذي يعتبر الشعار من أهم وأبرز ما أغضب الكيان وأدواته.. فكانت الحروب الست وما تلاها إلى أن شنت قوى النفاق التي كانت تقف خلف النظام السباق عدوانا مباشراً برعاية وتخطيط أمريكي ودعم صهيوني بريطاني فرنسي.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد أشار أكثر من مرة إلى أن من أبرز دوافع العدوان على الشعب اليمني هو وقوفه مع القضية الفلسطينية ففي خطابه بمناسبة يوم القدس العالمي ١٤٣٦هـ ذكر أن من أهم أسباب العدوان على اليمن هو تبني الشعب اليمني للقضية الفلسطينية حيث قال: (( الاستهداف لشعبنا اليمني العزيز، كان أهم أسبابه ما عُرف به شعبنا اليمني العزيز من قيم، وأخلاق، ومبادئ، ومن تفاعل بارزٍ ومتميزٍ في أوساط الشعوب العربية تجاه فلسطين، وتجاه القضية الفلسطينية، وتجاه العداء لإسرائيل، حينما تنامى الوعي في أوساط شعبنا اليمني، وحينما تميز مستوى التفاعل في المسيرات، والمظاهرات، حتى ونحن في الذكرى السنوية للعدوان على غزة نستذكر كيف خرج الشعب اليمني أثناء العدوان على غزة بشكلٍ لا مثيل له في أي بلد عربي آخر، بشكلٍ متميز، بشكلٍ كبير، وبتفاعلٍ كبير، وفعلاً إن مئات الآلاف من أبناء شعبنا اليمني لَيَتُوقُون، ويتشوقون، ويتمنون أنْ لو كان بالإمكان أن يكونوا جنباً إلى جنب مع المقاومة في فلسطين، ومع المقاومة في لبنان في مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي).
معركة (سيف القدس) نصر كبير وإنجاز نوعي
لم يكن العدوان الصهيوني على غزة هو الأول من نوعه فقد سبقه عدوان مماثل في عام (2008) وعدوان آخر في 2012 تلاه عدوان 2014م لكن ما يميز العدوان الأخير أن المقاومة الفلسطينية حققت انتصار كبير وإنجاز نوعي ووصف السيد عبد الملك بأن المقاومة الفلسطينية انتصرت انتصاراً كبيراً رغم الاسناد الكبير للعدو الصهيوني من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول عديدة بما فيها دول وأنظمة محسوبة على الدول العربية ابرزها النظام الإماراتي والسعودي اللذان جاهرا بعدائهما للشعب الفلسطيني ومساندتهما للكيان الغاصب.. لكن الرد الصاعق للمقاومة فاجأ الكيان وكشف هشاشته واثبت الفلسطينيون أنهم قادرون على رد الصاع صاعين وبرزت القوة الصاروخية بشكل فاعل في الردع الفلسطيني للعدو الصهيوني حتى أن الكيان دخل في شلل تام طوال العشرة أيام من العدوان ما جعله يلجأ كالمعتاد للتواصل بالوسطاء المعروفين الذين في كل جولة من عدوانه يلجأ إليهم عندما يستوجع من الرد الفلسطيني..
في ملحمة (سيف القدس) كشف الفلسطينيون عن قدرات صاروخية نوعية منها صواريخ بعيدة المدى منها صاروخ “القاسم المطور” وهو صاروخ نوعي أدخلته سرايا القدس إلى الخدمة بالوحدات الصاروخية خلال معركة سيف القدس بتاريخ 14 مايو 2021م، ويحمل هذا الصاروخ المطور رأس متفجر بوزن 400 كيلو جرام TNT ومدى قاتل 200 متر، كما أنه يستخدم في العديد من المهام العسكرية أبرزها دك التحشدات العسكرية والجنود الصهاينة في غلاف غزة.
أما فيما يتعلق بالقيمة العسكرية لصاروخ “القاسم” أوضح أن قيمته تتمثل قدرة الصاروخ على حمل رأس متفجر 400 كيلو جرام من المتفجرات ومدى قاتل 200 متر ومحمول على قاعدة
المختص والمتابع للشأن الصهيوني عامر خليل قال:” أن إعلام العدو كان مهتماً بشكل كبير بما يصدر عن سرايا القدس من فيديوهات ورسائل مصورة تظهر فيها الرشقات الصاروخية و قذائف الهاون، كما أن الاحتلال الصهيوني ركز بشكل خاص على صاروخ القاسم المطور بأيدي فلسطينية ومدى تأثيره وانعكاسه على المواجهة مع الكيان الصهيوني، وما يحمله من كمية كبيرة من المتفجرات”.
ويضيف خلال حديثه أن الاحتلال وإعلام العدو تحدث عن تأثير هذا الصاروخ لو وقع على تجمعات عسكرية الأمر الذي جعلهم يأخذون احتياطات جديدة لتفادي تأثير صاروخ “القاسم”.
ويتابع المختص عامر خليل:” الأمر كان صعباً على جنود الاحتلال بسبب استخدام هذا الصاروخ بجانب قذائف الهاون التي أثخنت في جنود الاحتلال فيما يسمى غلاف غزة.
فيما أجمع المختصون والمحللون أن تطوير هذه الصواريخ محلياً له من التأثير على مجريات المعركة والمعارك القادمة مع الاحتلال، وأن ما تقوم به المقاومة من إدخال صناعات عسكرية جديدة للخدمة خلال المواجهة ما هو إلا تأكيد على أن قوة المقاومة تتراكم وأنها قادرة على إبقاء جذوة الصراع مشتعلة من الاحتلال، وقادرة أيضاً على التأثير على الصناعات العسكرية الصهيونية في دول العالم والتي فشلت في مواجهة صواريخ المقاومة.
انتصار غزة ليس منفصلاً عن الانتصارات في اليمن
لا يمكن نغيب أحداث اليمن عما حدث في فلسطين فمن نافل القول التأكيد على أن الانتصارات الاسطورية التي سطرها الشعب اليمني وأبرزها عملية (نصر من الله) وعملية (فأمكن منهم ) وعملية (البنيان المرصوص) إضافة إلى عمليات توازن الردع التي استهدفت صناعة النفط والاهداف العسكرية في العمق السعودي فتلك الملاحم بدون شك اضافت زخماً معنوياً هائلا لكل الشعوب العربية المقهورة والمظلومة وبالتأكيد فإن الشعب الفلسطيني بمقاومته في طليعة المستفيدين منها.
كما عززت الانتصارات في الساحة اليمنية، التي جاءت من وضع مشابه لما يعيشه الشعب الفلسطيني الأمل لدى المقاومون الفلسطينيون بأن بإمكانهم الانتصار وهو ما كان لهم ذلك بفضل الله.
اليمن لن يتخلى عن فلسطين