من عبَّدوا أنفسَهم للطَّواغيت لا يدركُون نعيمَ الحريةِ
من عبَّدوا أنفسَهم للطَّواغيت لا يدركُون نعيمَ الحريةِ
اليوم تتطلع بقية الشعوب في كل العالم لترى في صمودنا هذا نموذجا يحتذى به، نموذجا في مواجهة أي تكتل عالمي وإقليمي، يتجه إلى العدوان على أي شعب هنا أو هناك، يمكنه أن يرى في صمود شعبنا هذا النموذج الذي يحتذي به، فلا تنكسر إرادته عندما يرى مثل هذا التحالف والتكالب والتداعي من قوى العدوان، من قوى الشر، من قوى السيطرة والتكبر والهيمنة والتجبر، فيتجه إلى الصمود، ويرى في صمود شعبنا نموذجا يحتذي به.
ثم نحن اليوم مهما كانت أوجاعنا وتضحياتنا ننعم بإحساسنا بالحرية،هذا نعيم، إن لذة الحرية ولذة الإحساس بالحرية لدى الأحرار لا تساويها لذة، إن هذا الإحساس لا يساويه إحساس، إن هذا الشعور لا يساويه شعور، هذا شيء لا يدركه المنحطون والسافلون والأذلاء، أولئك الذين تتطبعوا على العبودية للطواغيت، أولئك الذين استساغوا الإحساس بمشاعر الاستعباد والقهر والذلة هم لا يدركون قيمة إحساس الحرية لدى الأحرار، والشعور بالكرامة لدى الكرماء، لكن شعبنا يعرف الأحرار في شعبنا يعرفون هذا جيدا، يحسون به جيدا، ينعمون به، وما أعظمه! وما أرقاه من إحساس وشعور!
ثمرة مهمة أن كان لهذا الصمود نتيجة كبيرة كالحفاظ على كياننا اليمني، فلم يتبعثر ولن يتلاشى، ولم نصبح حديثا لدى الناس الآخرين، أننا كنا – كان هناك شعب يمني، كان هناك بلد اسمه اليمن، قبل أن يحتل، قبل أن يتبعثر، قبل أن يتفكك ذلك الكيان، قبل أن تستقطعه تلك الدويلات وتلك الدول وتلك الكيانات، فينتهي ويتلاشى، لا. اليوم بقي هناك شيء اسمه اليمن، واسم كبير، واسم عظيم، يسمع به في كل الدنيا، يسمع به في موقع الصمود في موقع الثبات، في موقع الاستبسال، في موقع الصبر، في مقام التضحية، في مقام العزة، وألحق هذا الصمود وهذا الثبات بالعدو ألحق به الخسائر الكبيرة على كل المستويات، أولها سقوطه الإنساني، والأخلاقي، بدرجة كبيرة جدا.