من شاطئ الأخدود العظيم.. ملحمة باب المندب طحنت الإستراتيجيات الأمريكية الصهيونية لقرون من الزمان ، وخسفت بقدرات الغزو العالمي في طرفة عين (معلومات سرية من أرض المعركة )
عين الحقيقة / تقرير / الباهوت الخضر
التحركات البرية للعدو مع السيطرة الجوية والإسناد البحري الكامل أعطى للعدو عدة عوامل عسكرية هامة وحاسمة في ميدان المعركة لما يعطيه هذا التفوق من مساحة في التخطيط والتنظيم والحركة وقدرة على المناورة
أعتمد العدوان السعودي الأمريكي في عدونه على اليمن على إستراتيجية التفوق الجوي والتي تُقِر بإمكانية تحقيق الانتصارات الكبرى عن طريق مهاجمة البنية التحتية السياسية والصناعية دون الحاجة لمهاجمة الأهداف العسكرية بصورة مباشرة،حيث يختلف القصف الإستراتيجي كليا عن الدعم الجوي القريب للقوات البرية والتفوق الجوي التكتيكي والذي يتضمن معارك السيطرة على أجواء أرض المعركة
وقدت استخدمت أمريكا هذا الإستراتيجية إبان الحرب العالمية الثانية حيث تصاعدت حدة المهام القتالية خارج سايبان لتنتهي بالهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي في أغسطس من عام 1945، وهو ما أجبر اليابان على الاستسلام في الأيام القليلة التالية، وعليه، يعتبر الخبراء العسكريون استسلام اليابان نتيجة مباشرة لحملات القصف الإستراتيجي.
إستراتيجية دول الغزو على اليمن :
هي العديد من الاستراتيجيات الحربية التي اعتمد عليها العدوان في زحوفاته المتكرره والمتوالية في محاولاته البائسة لحتلال الشريط الساحلي المواجه لباب المندب
سلاح الجو والقوات البرية لقوات الغزو :
في باب المندب عمدت قوات الغزو الى ما يمكن استدراج الوحدات التابعة لـ«الجيش واللجان الشعبية » وحملها على الخروج من تحصيناتها ، في الاعتماد على إستراتيجية شن هجوم ارضي وجوي في آن واحد. وعندما يحدث ذلك، سيكون بوسع القوات الأميركية شن هجوم بالدبابات والمدفعية والمروحيات والطائرات المقاتلة، أي شن هجوم تستخدم فيه ما يطلق عليه العسكريون «الأسلحة المشتركة».
هذ اﻻستراتيجية تستخدمتها ايضا الولايات المتحدة اﻻمريكية في غزوها للعراق ففي أبريل 2003 قامت مجموعة من المدرعات الأمريكية وعددها 29 دبابة و 14 مدرعة نوع برادلي (Bradley Armored Fighting Vehicles) بشن هجوم على مطار بغداد الدولي وقوبلت هذه القوة بمقاومة شديدة من قبل وحدات الجيش العراقي التي كانت تدافع عن المطار ، لتعود في 7 أبريل 2003 قامت قوة مدرعة أخرى بشن هجوم على القصر الجمهوري واستطاعت من تثبيت موطا قدم لها في القصر وبعد ساعات من هذا حدث انهيار كامل لمقاومة الجيش العراقي
وهو شكل معروف من شكل حروب الدروع الذي يستخدم فيه تكتيكي الاندفاع والانقضاض السريع لمفاجئة الخصم وشل حركته ، فضلا عن ان الدعم الجوي القريب لطيران الحربي وطائرات الاباتشي الأمريكية و الإسناد البحري لبوارج الأسطول الخامس المشترك يوفر عناصر ما يسمى بتكتيك الأرض المحروقة والتي تقلل أيضا من الخسائر البشرية المادية للمهاجم ولهذا تحقيق هذه التكتيك أعتمد العدوان على أسلحة دمار شامل محرمة وهي كالاتي :
1_ القنابل العنقودية الحرارية
بعد انفلاق الحاوية الرئيسية (القنبلة)التي تحوي على مئات القنابل الصغيرة لتنتشر في الساحة المستهدفة وهي غالبا ما تستخدم ضد الإفراد والآليات ، حيث تحدث القنابل العنقودية الصغيرة عند انفجارها أضرارا وإصابات في مساحة واسعة وبإمكان شحنة المتفجرات اختراق مدرعة يبلغ سمكها حوالي 17 سنتيمترا كما ان القنابل العنقودية التي استخدمتها قوات الغزوا في باب المندب تحتوي على قنابل صغيرة تنجذب نحو الحرارة حيث تنطلق تلقائيا نحو العربات والمركبات العسكرية. وتستخدم أنواع أخرى من القنابل العنقودية لنشر الألغام الأرضية وهو ما يمكن القوات الغازية على صنع مساحات عازلة لحصر قوات الجيش واللجان الشعبية ومنعها من التقدم .
2_صواريخ التوماهوك ذات الرأس الحربي الفسفوري
في باب المندب استخدمت قوات الغزوا صواريخ التوماهوك ذات راس فسفوري حربي فتاك وهو سلاح يحرق جسم الإنسان ولا يُبقي منه إلا العظام، ويهيج استنشاقه لفترة قصيرة القصبة الهوائية والرئة، أما استمرار استنشاقه فيسبب جروحا في الفم، ويكسر عظمة الفك.
ويتفاعل الفوسفور الأبيض مع الأوكسجين بسرعة كبيرة، وتنتج عن هذا التفاعل غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب من الدخان الأبيض الكثيف.
وبالإضافة إلى كونه سلاحا مدمرا ، تنبعث من الفسفور الأبيض أثناء اشتعاله سحابة كثيفة من الدخان تستغلها الجيوش للتغطية على التحركات البرية من جهة والقضاء على الوحدات العسكرية المتوجدة على سطح ارض المعركة
3_ القنابل الفراغية الارتجاجية
تعد القنبلة المسماة، BLU-188 أولى القنابل الفراغية التي كشف عنها جهاراً في الترسانة الأمريكية لأسلحة التدمير، وذلك في 21 كانون الأول- وذلك في 21 كانون الأول- ديسمبر عام 2001، ويلحق الرأس الحربي في القنبلة بي إل يو – 118/ بي الفراغية عادة بمنظومة توجيه بالليزر نوع جي بي يو-24 لتصبح قنبلة جو أرض ذكية دقيقة الإصابة أو إلى صاروخ ناقل نوع إيه جي إم-130
الرأس الحربي لهذه القنبلة يحتوي على سائل رذاذي مشتعل مثل أوكسيد الاثيلين Ethylene Oxide ينطلق بكثافة بعد الانفجار الأول للرأس الحربي. ويسمح تفجير القنبلة التي تحتوي على شحنة محددة من المتفجرات لا يزيد وزنها عن 280 كيلو غراما على ارتفاع معين، بإحداث غيمة تفجيرية ينتج عنها كرة نارية هائلة وتفريغ كبير في الضغط. وتبلغ درجة الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو 3 الآف درجة مئوية، وهي بالتالي تفوق بمرتين الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية. وتنتقل موجة الصدمة بعد الانفجار الثاني بسرعة تبلغ نحو 10 آلاف قدم في الثانية
تستخدم هذه الانوع الفتاكة من أسلحة الدمار الشامل لاستهداف الأهداف تحت الأرضية كالمخابئ والمخازن والأنفاق التي لا تصل إليها الأعتدة التقليدية غير القادرة على اختراق مثل هذه التحصينات، يمكن استهدافها بالقنبلة الفراغية ، مما يؤدي إلى تدمير البنية الهيكلية للنفق وما يحتويه من مخازن أو غرف قيادة، مهما كان شكل النفق أو عدد طبقاته .
يتبين انه ومن خلال هذه الاسلحة المحرمة دوليا سعت قوة تحالف الغزوا الى احداث دمار شامل لإستهداف جنود الله من الجيش واللجان الشعبية على عدة مستويات في سطح الارض او في باطنها حرقا وخنقا وحصارا .
القوات البحرية لبوارج العدوان الغازية :
يمكننا تلخيص المهام القتالية لبوارج العدوان كالتالي :
1_ القصف البحري لمساندة العمليات البرية في الساحل
2_ انزال بحري للوحدات العسكرية للمرتزقة
3_ إشراك فرق الكوماندوز في المهام الخاصة
4__نقل المعدات والذخائر والتموين والإمداد لإعطاء القوة اندفاع للهجوم لتحقيق تكتيك الاختراق والالتفاف بشكل جيد وسريع
ميدان الملحمة وسير مجرى سير المعركة
عشرات الزحوفات للعدوان على الشريط الساحلي منذ ما يقارب الشهر والنتيجة واحدة ثابت القياس دوما هزيمة ساحقة نكرى في كل زحف مئات القتلى والجرحى والعشرات من الخردوات المعدنية الأمريكية ومن مساء الخميس الماضي بدء العدوان بإضافة تكتيكي هجومي جيد قائما على الاختراق والالتفاف (الثغرة ) ففي يوم الجمعة اعد العدوان لزحفيين كبيرين على امل الانتصار ساحق على جنود الله يتمثل في احتلال العمري لتأمين تحركاتهم في الشريط الساحلي واحتلال مدينة المخاء لاعلان الانتصار الساحق فكانت استراتيجيتهم كا التالي :
الزحف الاول
وكان من شرق ذوباب للسيطرة على العمري او على الاقل تعطيله والذي يطل على مناطق هامة على طول الشريط الساحلي من المندب وحتى المخاء تمهيدا للزحف الاخر بتجاهء المخاء فقامت طائرات الغزوا بشن عشرات الغارات على العمري وقصفه بعشرات الصواريخ لاجبار جنود الله على الانتشار لتاتي دور التمشيط القريب لأباتشي والطائرات الاستطلاعية المهاجمة
الزحف الثاني
وهو زحف واسع لقوى الغزو على مناطق الجديد والكدحة والخضراء شمال ذوباب باتجاه المخاء
فبدات المعركة بقصف مكثف لبوارج العدوان للمناطق الواقعة شمال ذباب وشن عشرات الغارات وتمشيط الاباتشي والطيران الاستطلاعي وبمختلف انواع الاسلحة من الفراغية وصواريخ التوماهوك الى المدافع الرشاشة بالتزمن مع إنزال بحري و زحف بري لتعزيزات عسكري من اتجاءه باب المندب باتجاه شامل ذباب بالتزامن مع الانزال المظلي في مناطق متقدمة شمال ذباب في ما يسمى بإستراتيجية الثغرة والتي استخدمها الاسرائيلين في كثير من حروبهم الهمجية ليكون تحرك الوحدات العسكرية على ثلاثة انساق مختلفة نسقين الثاني والثالث يلتحمان فيما يتجه الاول لتنفيذ التفاف عبر اندفاعه السريع ليلتحم مع النسق الرابع وحدات الإنزال المظلي
ورغم ان الزحف إستمر منذ مساء الخميس حتى ، وتم كسره ودحره وإلحاق المنافقين والغزاة خسائر هائلة في الأرواح والعتاد، مشيرةً لمصرع وإصابة المئات من القاعدة وداعش والجنجويد والمرتزقة في عملية كسر الزحف شمال ذباب.
ليعود الزحف صباح (السبت) حيث بدأت بتنفيذ إنزال بحري لأكثر من ألفي جندي بالتزامن مع بدء المعركة البرية في ذباب وكهبوب ، فيما ترافق ذلك مع قصف من الطيران الحربي والمروحي إضافة إلى قصف صادر من بوارج في البحر
اليوم الاحد عاودت قوات الغزو لزحف مجددا وبشكل يدل على استمات العدوان حتى اخر مرتزقا له في تحقيق اي تقدما ملحوظ حيث انكسار زحف لقوى العدوان باتجاه الخضراء المحاذية للمخاء مسنودا بغطاء جوي مكثف وقصف البوارج الحربية بلغت أكثر من 250 غارة خلال الـ48 ساعة الماضية وكالعادة فقد شارك في هذا الزحف عناصر من القاعدة وداعش والجنجويد تدربوا على يد القوات الاسرائيلية في جزر دهلك وعصب
وكالعادة أيضا فان النتيجة الحتمية والثابت الوحيد منذ بدء هذا الغزوا العالمي هو قتل العشرات منهم كما تم تدمير بعض آلياتهم العسكرية خلال الزحف باتجاه الخضراء
لكن الملاحظ في هنا هو الطريقة التي تتعامل بها قوى الغزو مع مرتزقتها اثناء انهزامهم وهروبهم من ساحة المعركة فقد قام طيران العدوان قصف تجمعات المرتزقة والجنجويد بعد انكسار زحفهم ومصرع وجرح العشرات منهم كما يذكر ان احد القيادات الجنوبية لقي مصرعة في الايام السابقة بغارة للقوات الاحتلال الاماراتية اثناء انسحابه من المعركة
استراتيجية الدفع المضاد للجيش واللجان الشعبية :
ان استراتيجية الدفاع المضاد التي كشف عنها الناطق الرسمي بأسم الجيش واللجان الشعبية اليمنية العميد لقمان تتلخص في كيفية امتصاص الهجوم لتاتي بعدها الارتداد الهجومي وسحق العدو تمام كما فعل جنود الله في الشريط الساحلي للمخاء
1_كشف الوحدات المغيرة
ويتلخص ذلك بحجم القوة الهائلة والتحول الهائل في التقنيات التي يمتلكها الجيش واللجان الشعبية في مجال الاستخبارات العسكرية من خلال الرصد الدقيق والتتبع المركز والاستطلاع النوعي لتحركات قوت الغزو من بداء تكوينها و قبيل تحركها من مقراتها العسكرية ونوع تسليحها وتدريبها والاهداف التي ستنفذها مستقبل وحتى التهمها في ساحة الملحمة الكبر على شواطى الاخدود العظيم
2_ تدمير الوحدات المغيرة
و تم ذلك من خلال استخدام جنود الله لتكتيكات عسكرية جديدة ونوعية خلعت معها قلوب الغزاة قبل ان تخلع رؤوسهم وبدلا من ان تتمكن التكتيكات والنظريات العسكرية لقوى العدوان من الإطباق على الجيش واللجان الشعبية مكنت هذه التكتيكات العسكرية النوعية من الفتك بجموعهم على حين غرة ومن حيث لم يتكون يتوقعون ليتمثل الوقع مصطلح “حينما يتحول الصياد الى فريسة ومشوية أيضا ..
ويظهر ذلك بشكل عملي باهر على امتداد سواحل البحر الحمر من خلال المقابر الجماعية لقوات المرتزقة المهجنين اللقطاء و ارتالهم الحربية التي لم يتبقى منها سوى بعض القطع المعدنية المتناثرة
3_ عرقلة الوحدات المغيرة :
هذا لوحده يمثل إعجاز قائم بحد ذاته وخصوصا مع استخدام احدث تقنيات الرصد والتتبع الكونية من أعلى الغلاف الجوي الى أسفل من سطح الخارجي للأرض ومن ثم صب كل ذلك الحقد التاريخي البشع عبر استخدامها لأفتك الأسلحة المحرمة عالميا من القنابل والصواريخ الفراغية الإرتجاجية والفسفورية والانشطارية العنقودية ومئات الغرات الذكية على تلك الجغرافيا المنبسطة يجعل من محاولة التمويه والتظليل العسكري ضربا من المستحيل بيد ان جنود الله ومن خلال تقنيات نوعية منقطعة النظير استطاعوا من خلالها تحقيق اقصى دراجات التمويه والتخفي والتظليل ، فهم كنها للغزاة هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون .
اذا هي ملحمة كبرى يسطرها رجال الله في التلك الارض المقدسة التي وبقوة الله سجروا بحرها والهبو رمالها فاكان الدخل اليها مفقود والهارب منها ذو حظ عظيم ..