من جنيف إلى الكويت … هل يتكرر السيناريو؟
تقرير/ جميل مسفر الحاج
مر أكثر من عام والعدوان السعودي الأمريكي متواصل على اليمن , ارتكبت فيه مئات المجازر وسقط عشرات الآلاف بين شهيد وجريح أغلبهم نساء وأطفال من أبناء الشعب اليمني ودمرت كل مقومات الحياة , وفرض حصار خانق من البر والبحر والجو , كل هذا وغيره من الانتهاكات مارسها العدوان السعودي الأمريكي بالتزامن مع صمت شعوب العالم وصمت دولي.
كانت الخطط العسكرية للعدوان بأن وقت العمليات العسكرية سينتهي في غضون أسابيع لتنفيذ مخططاتهم والأجندة الأجنبية , ولكن العدوان تفاجأ بالصمود والرد اليمني الذي قلب المعادلة وأوراق العدوان .
وبعد ان غرقت دول العدوان في سوء مخططاتهم وطالت مدة العدوان حاولت البحث عن مخرج سياسي لتحقيق مالم تحققه عسكريا وتخرج بماء الوجه , فحركت الأمم المتحدة للتوسط وعقد جلسات تشاورية ومفاوضات فتم التنظيم لمؤتمر جنيف1 ومؤتمر جنيف2 والآن مؤتمر الكويت .
مشاورات من جنيف إلى الكويت والوفد الوطني يفاوض من لا يمتلك القرار
كما هو معرف بأن وفد الرياض لا يمتلك حق اتخاذ القرار بإيقاف العدوان أو استمراره وان القرار سعودي ومرهون بموافقة أمريكية , فقد أفشلت السعودية وأمريكا المشاورات في مؤتمرات جنيف 1 وجنيف2 , وذلك بفرض شروط تعجيزية وسعيها إلى تحقيق مكسب سياسي لما عجزت عن تحقيقه على الأرض من خلال عملياتها العسكرية .
كما كان لأمريكا دور كبير في إفشال المشاورات وقد اعترف بذلك الموفد الأممي بانة تلقى توجيهات من السفير الأمريكي بإيقاف المفاوضات , بعد أن أكتشف بان الأجندة الاستعمارية الأمريكية لن تحقق من خلال مخرجات المفاوضات وانها ستكون خارج الشأن اليمني , ليتبادر إلى الذهن تساؤل… هل يتكرر السيناريو في افشال مؤتمرات جنيف1و2 في مؤتمر الكويت ؟
كما لا ننسى أن الوفد الوطني كان يشترط قبل عقد أي مشاورات إيقاف العمليات العسكرية إلا أن موفد الرياض بأوامر أمريكية وسعودية رغم أن الوفد لا يمتلك حق إيقاف أو استمرار العمليات العسكرية .
وفي مؤتمر الكويت السيناريو يتكرر رفض الوفد الوطني المغادرة إلى الكويت قبل تثبيت إيقاف إطلاق النار وقد استغل هذا الرفض بان الوفد الوطني لأنصار الله والمؤتمر بانهم لا يريدون سلاما , وبعد وعود أممية ودولية بإيقاف إطلاق النار غادر الوفد إلى الكويت لعقد المشاورات رغم التنصل الأممي والدولي عن وعودهم بإيقاف العمليات العسكرية .
وفد الرياض لا يريد أن يتوقف العدوان، كونه المصدر الوحيد لقوتهم العسكرية من جانب ومصدر للارتزاق من جانبٍ آخر
تعمل وفود الرياض في كل مشاورات إلى التسويف والتهرب من التوصل إلى تقارب او حل سياسي في كل المشاورات التي عقدت في جنيف والكويت وذلك لعدة اسباب كون استمرار العدوان يشكل عامل قوة عسكرية لهم , وكون استمرار العدوان مصدر للارتزاق لعملاء الرياض في الداخل والخارج , ناهيك عن عدم وجود أرضية او منطقة حاضنة لعودتهم في المناطق الجنوبية التي يدعون بأنها تحت سيطرتهم , وهذا ما يجعلهم يتهربون من التوصل إلى اتفاق سياسي .
وبعد التحرك الأممي المتأخر لعقد مشاورات الكويت كان المطلب الأول من قبل الوفد الوطني هو إيقاف العمليات العسكرية قبل البدء بالمشاورات , ولكن العدوان ومرتزقته لم يلتزموا بوقف إطلاق النار مما جعل الوفد الوطني يعتذر عن الذهاب إلى الكويت, وبعد ضمانات أممية بإيقاف إطلاق النار , وهو ما جعل الوفد الوطني ينتقل للكويت ويعقد الجلسات رغم استمرار الخروقات من قبل العدوان ومرتزقته .
ومن هنا يتضح جليا أن وفد الرياض ومرتزقة العدوان في الداخل لا يريدون أن يتوقف العدوان، كونه المصدر الوحيد لقوتهم العسكرية، من جانب، ومصدر للارتزاق، وجلب الأموال من جانب آخر، لذلك التوصل إلى حل او إيقاف العدوان تعني نهايتهم أو على الأقل ضعف مصدر دخلهم ، وهذا مالا يريدونه ، لذلك تراهم يعارضون أي تسوية .