من بين ركام أسلحة الماضي المهترئة إلى التصنيع العسكري الحديث.. اليمن تفرض معادلتها الجديدة…بقلم/ محمد الصفي
حينما تمتلك أي دولة إرادة سياسية وقرار سيادي وتسعى نحو ضمان الاستقلالية الوطنية والمقومات الأساسية للأمن القومي وحماية أراضيها من الأطماع الخارجية، فإن الحلم يغدو حقيقة، ويصبح المستحيل ممكناً.
أكثر من أربعة أعوام من العدوان والحرب الشرسة فضلًا عن الحصار على اليمن، كلها لم تفلح في إعاقة الإرادة اليمنية، بل أن سلاح الكلاشنكوف الذي طالبت قوى الإمبريالية الصهيوأمريكية منذ البداية بتسليمه، بات اليوم طائرة مُسيّرة، وآخر صاروخًا مجنح محلي الصنع.
يرى الكثيرون أن التصنيع العسكري يعد حكراً على الدول النامية والمتقدمة، الأمر الذي جعل اليمن محط أنظار العالم، بعد أن نفضت عن ناصيتها غبار السنين، في مرحلة تمثّل أكبر طموحاً وتحدياً، وهي تواصل المضي نحو الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات، من بينها مجال التصنيع العسكري بإمكانات وقدرات محلية خالصة.
إنجازات يمنية استراتيجية كبرى تمثّلت في الكشف عن صناعات عسكرية جديدة، تؤكد أن كل ما توعد به قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي دول العدوان أخذ طريقه -عملياً-للتنفيذ على الواقع، في زمن العدوان والحظر والحصار الشامل على اليمن، وصعوبات عدة، أبرزها الأوضاع الاقتصادية.
بشكل متسارع ومتصاعد لم يكن متوقعًا تمضي القوات المسلحة اليمنية في تطوير قدراتها العسكرية، وابتكار أسلحة جديدة متطورة، وامتلاك تقنيات حديثة لا تمتلكها دول تحالف العدوان وهو ما انعكس جليًا من خلال فشلها في حرب اليمن رغم كل الإمكانات المهولة التي دفعت عليها مئات المليارات.
دلالات وأبعاد رسائل يحملها جديد الصناعة العسكرية اليمنية الصاروخية والمسيّرات التي تم إزاحة الستار عنها، تدركها واشنطن والعدو الصهيوني أكثر من جرذان الأنظمة العميلة لهم في المنطقة، وباتوا يحسبون لها ألف حساب.