من بين الخراب ستخرج العنقاء
عين الحقيقة /عبدالخبير المهيوب
حقيقة ثابتة نراها ظاهرة في اليمن الذي يتعرض لعدوان صهيوني وحشي همجي بكل المقاييس التاريخية والعسكرية؛ فاليمنيين بقدر ما يعانون من مآسي إنسانية وخسائر مادية وبشرية جراء العدوان الصهيوني على بلادهم بقدر ما ترتفع قوة صمودهم وتشتدعزائمهم وتتلاحم صفوفهم في مواجة هذا العدوان.
بسبب العدوان حمل اليمنييون السلاح وتحولوا إلى جيش جرار يحارب في الميدان دفاعا عن أرضهم ، ﻷن الشعب اليمني بطبيعته وفطرته شعب مسلح ومحارب شرس منذ القدم ، واليمنويون كانوا ولا زالوا كما وصفهم الحق سبحانه { قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} (النمل ـ 33 ) .
العالم يعرف أن لدى اليمنيين من الأسلحة والذخائر والمؤن ما يمكنهم من المواجهة العسكرية ضد العدوان عقودا من الزمن ، ولديهم من الشجاعة والصمود ما يجعلهم في موقع التحدي الدائم ﻷي قوة تحاول الاعتداء على أرضهم .ولكن كمايبدو أن عيال سعود هم وحدهم بغرورهم يتجاهلون قوة اليمنيين وبأسهم رغم الهزائم المتلاحقة التي يتجرعونها يوما بعد يوم .
لاشك أن من أبرز ما تعلمه اليمنييون من العدوان والحصار عليهم الى جانب الصبر والصمود الذي هو عادة اعتادوها عند الملمات والأزمات هو الاعتماد على الذات واستغلال المواهب والقدرات والخبرات العسكرية المتوفرة في اليمن ، فالملاحظ أن هناك توجه فاعل نحو صناعة وتطوير وتحديث الأسلحة و أن ماكينة التصنيع الحربي بدأت بالدوران والخبراء العسكريون بدئوا ينتجون وهاهي صواريخ اليمن صنع في اليمن أول المؤشرات التي تبين أن اليمني وضع قدمه على أول الطريق الصحيح .
ولا شك أن العدوان على اليمن جعل اليمنيين يستفيقوا من غفلتهم ويعتمدوا على أنفسهم وجعلهم يفكرون في بناء دولتهم الحقيقية عسكريا واقتصاديا وسياسيا .
وبهذا استطيع القول جازما أن اليمنيين بحكمتهم يسيرون على الطريق الصحيح الذي سيوصلهم الى القمة ..ﻷن أي شعب يصنع سلاحه بيده ويزرع رغيف خبزه ويعتمد على قدرات موارده البشرية سيصل في النهاية الى مصاف الشعوب القوية .. واليمنييون لديهم كل مقومات الوصول .. هكذا فعل اليابانيون والصينيون والإيرانيون وغيرهم . بصبرهم ومعاناتهم واعتماهم على أنفسهم وصلوا .
صحيح أن معاناة اليمنيين كبيرة وجرحهم عميق فأقوياء العالم وطغاة الأرض وجبابرتها جميعا واقفون ضدهم ومشاركون في العدوان عليهم ، وهم وحدهم من يواجه تلك القوة وذلك الطغيان ، ﻷن الكل تخلى عنهم، حتى إخوانهم العرب التزموا الصمت عما يقوم به به العدوان من جرائم بشعة في اليمن .لكن اليمنيين بتلاحمهم وتآزرهم وصبرهم وصمودهم يحققون انتصارات تلو الانتصارات ويلحقون بالعدو العزائم تلو الهزائم وفي ذات الوقت يشقون طريقهم نحو التفوق العسكري وارساء قواعد الدولة المستقلة على أرضهم .. وقريبا سيكتشف العالم أنهم وصلوا، كيف لا وهم من وصفهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بأهل الحكمة والإيمان. وهذا الوصف حقيقي وهاهي معالم تلك الحكمة بدت ظاهرة بينة فيهم، فبرغم العدوان والحصار والفقر وانعدام الموارد هاهم يصنعون الصواريخ التي عجز جيرانهم مالكي الترليونات والثراء الفاحش عن صنعها فالمصطفى صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.
الجميع على ثقة بأن اليمن سينتصر ليس على عدوه فحسب بل سينتصر على كل العقبات التي وضعها أعداؤه في طريق تقدمه منذ نصف قرن من الزمن، لانهم مدركون أن الشعب اليمني ليس متخلفا كما يعتقد البعض وإنما فرض عليه التخلف من قبل أعداء الأمة العربية فهو شعب يتحلى بالقوة والفعل معا شأنه شأن باقي الشعوب العربية التي فرض عليها عدوها التخلف؛ والعدوان ومآسي العدوان أيقضت في اليمنيين الكثير مما كانوا غافلين عنه.
كما أنني على ثقة بأنه قريبا سينتصر اليمن وسيبرز مكانته اللائقة به تحت الشمس وسيكون لليمنيين شأنهم بين الأمم .. سيسجل التاريخ للعالم قصة تاريخية راقية عن نشأة دولة حديثة ومتطورة في جنوب جزيرة العرب بعنوان مائز .. من بين ركام الخراب والعدوان صنع اليمنييون دولتهم الحديثة.