من اليمن إلى سيد المقاومة حسن نصر الله
إسحاق المساوي –
قبل أن يقتسم اليمن لقمة عيشه مع فلسطين، قاسمها التضحيات بأنقى رجال الزمن وأشجعهم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، وقبل أن تصعد روحه إلى السماء، ذوت دونه أرض صعدة بشهداء النفير الأول نحو القدس.
يا سيدي، نحن فقراءُ فعلاً من المال، ولكننا أغنياء بأمثالك المجاهدين. فقراءُ جداً من عرفان العالم بتضحياتنا، ولكننا نجدك بمفردك عالماً.
يا سيدي، دموعك تغسل أرواحنا كأنها الغيث، وتنبت من بذرة شهدائنا ملايين ستهتف في ساعة العسرة: لبيك يا نصر الله.
نحن شعب الأنصار، تركنا المال، وارتحلنا إلى الصحراء الجدباء، لأن بها نبي الله، وما زلنا أنصاراً لأحفاده الأطهار المقاومين، المجاهدين، المخلصين، الصادقين بلا منة أو أذى.
يا سيدي، نحن نعيش محنة الحدود المصطنعة، لكن دموعك تجاوزتها، ونشقى على جدرانها، غير أن دماء شهدائنا تذيب صلابة الحديد، وستمحو من ذاكرة الأجيال جوازات السفر.
يا سيدي، تعبنا جداً من الفقر، ولكننا بعد لم نتعب من الكرامة. تعبنا جداً من لئام المال، ولكننا سنكرم من الحاجة لا من الفائض، كل شريف يقاسمنا هذه المعركة الوجودية، وكل مؤمن استشرف بتسليم لا يخالطه خوف، أن في اليمن قائداً يحارب بالنيابة عن الأمة، وسيغدو أمة المؤمنين والمؤمنات.
يا سيدي دموعك تروي، دموعك تشفي، دموعك تغني عن كسرة خبز، وقطرة ماء، وبلسم جراحنا النازفة. ولولا عطاء الله بنعمة وجودك بيننا، لكنا فقراء حد الفاقة من رجال الله، ومن مختبر الصادقين في صدقهم، ولكانت إسرائيل اليوم تستوطن العقول قبل الأرض، وتستمرئ الظلم، وتستقبح كل مجاهد يقاتل بالله وسلاحه.
يا سيدي، اليمن ظلمت عبر التاريخ، وكنت عدالة الأرض لإنصافها. اليمن ليس فيه كسرة خبز، بل قائد اجترح معجزات الكرامة بديلاً عنها، كما اجترحت أنتَ نصراً على الجيش الذي لا يقهر.
يا سيدي، سنمضي نحوك بأمعاء خاوية، ورئة تستنشق نسائمَ حريةٍ أنتَ أول من ثقب مخابئها، وأول أنفاق الوصول إليها، وأول سلالم الصعود نحو مقاصدها، وأول من تعاظمت به الأمة العربية مجداً، وعزة، وإباء.
يا سيدي، لقد غدا جنوبك كل الاتجاهات، وطغى أصلك على كل فرع، ونما من غصنك جهادٌ ومجاهدون، وظهر على سحنة جبينك العالي نصرٌ من الله.