من المعالمِ الأساسيةِ لمشروعِ الشهيدِ القائد
من المعالمِ الأساسيةِ لمشروعِ الشهيدِ القائد
أولاً : إحياءُ الشعورِ بالمسؤوليةِ في واقعِ الأمة
عمد ( الشهيد القائد رضوان الله عليه ) إلى إحياء الشعور بالمسؤولية، الحالة المؤسفة في واقع الأمة هي غياب الشعور بالمسؤولية، بل ماتت هذه الحالة في نفوس الناس، الغالب على الكثير من الناس أنه لا يستشعر مسؤوليته، لا في إقامة عدل، ولا في مواجهة ظلم، ولا في مواجهة طغيان، ولا يرى أي شيء، يهمه فقط واقعه الشخصي في الحدود الشخصية وفي المستوى الشخصي، ولا يدرك الأثر العام أثر الواقع العام حتى على واقعه الشخصي وعلى مستوى واقعه الشخصي لا يرى الخطر العام والأثر العام على ذلك، هذه الحالة خطرة جداً أثرت كثيراً في واقع المسلمين، وأمام عدد هائل من المسلمين، أكثر من مليار مسلم ترى هذه الأمة الكبيرة الكثيرة العدد التي لها المقدرات الضخمة أمة جامدة وساكنة وراكدة أمام تحديات وأخطار كبيرة ومظالم رهيبة على مستوى شعوب بأكملها، وليس على مستوى أفراد. ما الذي ساعد على ذلك؟ هو
عدمُ الشعورِ بالمسؤولية
أصبح الكثير مقتنع وللأسف الشديد أنه غير معني أساساً بما يدور ويحدث، فإن حدثت مظالم كبيرة جداً المظالم التي لها زمن طويل جداً في فلسطين أصبح الكثير يرى لأنه ووفق التقسيم الجغرافي الذي هو صنيعة الأعداء، التقسيم الجغرافي السياسي الذي صنعه الأعداء، يرى أنه غير معنِي بما يحصل في فلسطين؛ لأنه يمني أو لأنه من دولة أخرى وهكذا. أصبحت الحالة السائدة فقدان الشعور بالمسؤولية، وأصبح الكثير يرى نفسه أنه غير معني أساساً بما يحصل، وعندما يرى الآخرين يذكرونه بمسؤوليته، يستنهضونه أمام أخطار هنا أو هناك يسخر ويستهجن ذلك، ويعتبر أنه غير معني بذلك، وثانياً ماذا عساه أن يفعل والآخر كذلك، هكذا يرى إما أنه غير معني أو يرى نفسه ماذا عساه أن يفعل، ومليار مسلم على هذا الأساس أمام خمسة ملايين يهودي في فلسطين، أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم في موقف مشين ومخزي ومهين.
لو يستشعر الناس مسؤوليتهم أمام الله سبحانه وتعالى، وأنهم غير معفيين أبداً من مسؤوليتهم إن هم سكتوا وإن هم قعدوا وإن هم تخاذلوا، لما كانت حالة التهاون واللامبالاة والتخاذل التي نراها في أوساط الأمة الإسلامية الكبيرة في كل أقطار الأرض.
لماذا هذه الحالة من التهاون؟ من التخاذل؟ من اللامبالاة؟ لماذا هذه الحالة من عدم الاحساس والشعور الحي؟ لماذا هذه الحالة من اليأس والنظرة الفردية لدى أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم؟ غاب الشعور بالمسؤولية حتى على مستوى النخب، النشاط التثقيفي والنشاط التعليمي ساهم في إخماد هذه الروحية، روحية الاستشعار للمسؤولية، في إماتة الشعور بالمسؤولية من وجدان الأمة، ساعد على أن ينظر الناس إلى أنهم غير معنيين، أو ساعد على تعزيز الشعور بالإحباط والعجز واليأس، وبالتالي أصبح الكثير من الناس يكتفي بالتفرج على الأحداث مع أنه مسلم، والأخرون الذين يقتلون أو تنتهك أعراضهم، هم من أمته، هو أمام الله مسؤول أن يكون له موقف، أن يكون مناصراً لهم أن يسعى إلى إزالة الظلم ودفع الباطل ودفع الشر ودفع الطغيان.
للأسف الشديد وصلت الحالة لدرجة أنهم لم يعودوا الكثير من الناس، لم يعودوا يفهمون أن لتخاذلهم، لعدم استشعارهم للمسؤولية، لتنصلهم عن المسؤولية تبعات حتى في الدنيا ثم تبعات في الآخرة، ولذلك يتهاونون. وبكل بساطة يتخذ الكثير من الناس قراره في أن يسكت، قراره في أن يقعد، قراره في أن يتخاذل، قراره في ألا يقدم، في ألا يكون له موقف، في ألا يقول الحق، في ألا ينفق من ماله، يتخذ قراره بكل بساطة وبكل تهاون وبلا مبالاة، فيقعد ويبخل ويسكت ويجمد ويتهاون، حالة مؤسفة. ولذلك كان هذا داءً خطيراً في واقع الأمة، ضرب الأمة، ومثل خطورةً بالغة على الأمة.
دورُ الشهيدِ القائد أمامَ تخاذلِ الأمة
كان من أهم معالم هذا المشروع الإلهي الذي قدمه السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه هو إحياء الشعور بالمسؤولية في واقع الأمة، تذكير الأمة بمسئوليتها، وتبصيرها بمسؤوليتها، وتبصيرها بخطورة التفريط في مسؤوليتها، وما لذلك من تبعات في الدنيا والأخرة، التبعات العظيمة لذلك في الدنيا ذلاً وهواناً وقهراً وشراً واستسلاماً وعجزاً وهواناً، وفي الأخرة عذاب الله العظيم وجهنم.
وبذل جهداً كبيراً، قدم الكثير من المحاضرات والدروس من خلال القرآن الكريم التي تؤكد لزاماً على الإنسان المسلم أن يتحمل مسئوليته وإلا فهو خاسر، ليس عمله بمقبول ولا صلاته بمقبولة ولا بقية عباداته الأخرى بمقبولة عند الله أبداً عندما يفرط في مسئوليته الكبرى، التي كانت تلك العبادات أساساً لتزكية نفسه وسمو نفسه لتهيئه أكثر للقيام بتلك المسؤوليات الكبرى، التي لا مناص عن القيام بها أبداً، والتخاذل والتقصير والتفريط تجاهها له تبعات عظيمة، وعذاب عظيم في الدنيا والأخرة.
لأن الإسلام من أساسه مشروع قائم على العدل والحق والخير، وإذا فقدت الأمة في واقعها العدل والخير والحق، وأصبحت ساحة للشر وللظلم والظالمين والطغاة والمجرمين والمفسدين ماذا بقي من قيمة لما تبقى من دينها؟ إذا أصبح واقعها وأصبحت هي في واقعها ساحة مفتوحة للظلم والفساد والطغيان والإجرام، وأكثر من أي أمة أخرى من أمم الأرض، أي قيمة بقي لما تبقى من دينها من صلاة أو صيام أو زكاة أو حج؟.
فعمد بشكل كبير إلى إحياء الشعور بالمسؤولية، ونرى هذا الأثر العظيم في أتباع هذا المشروع على مستوى الأطفال، الطفل في هذه المسيرة له موقف مما يجري في فلسطين وهو طفل، حتى الأطفال، بل هو عندما يتابع الأحداث على مستوى الأطفال، على مستوى الصغير والكبير في هذه المسيرة القرآنية ممن يتبعون هذا المشروع الإلهي العظيم، أصبح همهم واسع، وأصبحوا يستشعرون المسؤولية، ويتألمون لما يحصل في أي بقعة من بقاع الدنيا، وأصبح عندهم تحفز للموقف واستعداد لأي موقف يتمكنون منه تجاه ما يحصل هنا أو هناك في أي بقعة من بقاع الأرض، لا الحدود الجغرافية السياسية، ولا الحدود الطائفية، ولا أي قيود أخرى جعلتهم بمعزل كما غيرهم بمعزل عما يدور ويجري ويحصل بل أصبحوا متفاعلين بروح المسؤولية، وباستشعار للمسئولية عما يحدث هنا أو هناك، وترى الكثير من المنتمين إلى هذه المسيرة يتألم لما يجري في العراق وكأنه عراقي أو أكثر؛ لأنه يرى نفسه مسؤولاً، ويرى أن عليه موقف، ويتجاوز كل القيود المحدودة والصغيرة والنظرة الضيقة والقاصرة.
ثانياً : تصحيحُ المفاهيمِ الثقافيةِ المغلوطة
من المعالم الأساسية لهذا المشروع هو ما بذله من جهد لتصحيح المفاهيم الثقافية المغلوطة، فهي ساهمت بشكل كبير في ضرب الأمة، الأمة أسيرة قناعاتها الثقافية، مفاهيمها المغلوطة بأي شكل كان، سواء رؤية تقدم رؤية مغلوطة، أو ثقافة مغلوطة، أو قناعة مغلوطة، اكتسبت من كتاب أو من معلم أو من مدرسة دينية أو نظامية أو أي شيء.
الأمة أسيرة ورهينة لثقافاتها وقناعاتها، والإنسان لا يتحرك أوتوماتيكيا بدون شعور، الإنسان يتحرك بشعوره وشعوره تصنعه قناعة وقناعته تصنعها ثقافة، وبالتالي تلعب الرؤى والمفاهيم المغلوطة في واقع الأمة تلعب دوراً أساسياً في الواقع السيء والمظلم للأمة، وكلما تصحح مفهوم كلما تصحح ورائه سلوك، وتصحح ورائه عمل، وتصحح ورائه موقف، وبالتالي يصنع نتيجة صحيحةً وسليمة، ولا يسعفنا الوقت لتناول هذه المسألة بالشكل المطلوب وإنما نتناولها هكذا بشكل مختصر.
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله فيتأبين الشهيد القائد السيد / حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه.