من المدمرة كول إلى قاسم الريمي«مخلب القط وحصان طروادة» الشيطان الأكبر!..بقلم/عبدالرحمن الأهنومي
افتعلت أمريكا حادثة المدمرة كول عام ٢٠٠٠ وجعلت منها العنوان العريض أو لنقُلْ حصان طروادة السيطرة على اليمن ، وعلى إثر الحادثة ومن خلالها بدأت أمريكا في تنفيذ خططها للسيطرة على اليمن.
وقد أعقب الحادثة مطالبة أمريكية بإجراء التحقيقات ، قبل موافقته كان علي عبدالله صالح يرفض إجراء أي تحقيق في الحادثة ، مؤكداً أن التفجير ضرب المدمرة من داخلها ، ثم تراجع ووافق على تحقيقات مشتركة بين اليمن وأمريكا.
لم تكن حادثة المدمرة كول إلاَّ «حصان طروادة» خططت لها أمريكا آنذاك وطالبت من خلالها بالدخول إلى اليمن بقوات عسكرية ومنها عبرت إلى السيطرة الأمنية والهيمنة السياسية ، مستخدمة في تحقيق ذلك الأدوات التكفيرية والنظام الخائن.
في العام ٢٠٠١بدأت أمريكا تطالب بتوسيع مشاركتها في التحقيقات، في نهاية٢٠٠١ وافق عفاش خلال لقائه بوش على توسيع مشاركة أمريكا في التحقيقات، وتلك الموافقة كانت على(وصول مارينز وفرق وقوات عسكرية وضباط مخابرات إلى عدن)، حينها تحولت عدن إلى ثكنة عسكرية للأمريكيين ، ووصلت الفرق العسكرية والضباط على متن طائرات شحن وسفن بحرية ، كما وصلت عدة طائرات ومروحيات عمودية أمريكية ظلت في عدن.
ومن حادثة المدمرة كول حققت أمريكا التالي:
أولاً.. السيطرة على المياه اليمنية في البحر ، إذ قامت القطع والبارجات العسكرية بالمرابطة في سواحل عدن بدعوى حماية المصالح الأمريكية والدولية من الاستهداف.
ثانياً.. عززت أمريكا التواجد العسكري للمارينز والمخابرات والقوات على الأرض ، بقيت الطائرات والمروحيات تحلق وتهبط في مطار عدن وبقيت فيه أيضا.
ثالثاً.. استخدمت أمريكا ذريعة التحقيقات مع المتهمين بتفجير كول كذرائع لفرض التواجد العسكري في اليمن بشكل عام وللتغلغل الأمني والسياسي.
رابعاً.. استخدمت المتهمين ومحاكمتهم وملاحقتهم ذرائع لإيصال مزيد من القوات وفرض مزيد من الممارسات والعمليات التي بدأت من نقطة طلب السماح بتنفيذ الدرون للغارات لكن بعد إذن مسبق من صالح ثم ألغت شرط الإذن المسبق وطلبت السماح بتنفيذ عمليات انزال جوية ثم طلبت السماح بتنفيذ عمليات كامندوز واقتحام ومداهمة المنازل والمناطق لاعتقال من تصفهم مطلوبين على لائحة الإرهاب ،استكملت ذلك المسار بتحويل الأجواء اليمنية إلى منطقة طيران أمريكية تحلِّق فيها كل ساعات الليل والنهار.
خامساً.. كرست مفهوم اليمن شريك في مكافحة الإرهاب العالمي، وبهذه الدعوى حولت المعسكرات والقواعد العسكرية والمطارات في اليمن إلى قواعد أمريكية تنطلق منها عملياتها إلى خارج حدود اليمن.
سادساً.. ورغم مشاركتها في التحقيقات وتحقيق الهدف من هذا الطلب بتواجد عسكري مباشر إلا أنها أبقت المتهمين بحادثة كول في سجن الأمن السياسي حتى ٢٠٠٦ والهدف استخدامهم ذرائع جديدة في سياقات جديدة للهيمنة والسيطرة.
خططت أمريكا عبر الأمن القومي لعملية تهريب المتهمين وأخرجت مسرحية الأنفاق التي حُفرت بالملاعق.
فر المتهمون ومنهم قاسم الريمي والحميقاني وجمال البدوي.
بدأت مساراً لإحكام الهيمنة أكثر باستخدام ذريعة ملاحقة الفارين المتهمين بتفجير كول.
كان قد سبق لها أن استغنت عن خدمات مجموعة من المتهمين وقامت بتصفيتهم وهم أبو علي الحارثي وآخرون قتلتهم في ٢٠٠٢ بغارة درون.
تخيلوا احتفظت بقاسم الريمي والبدوي والحميقاني ومجموعة أخرى حتى ٢٠٠٦ في الأمن السياسي ثم بعد فرارهم استخدمتهم ذرائع لوجودها وإبقائها مسيطرة.
وظلت تستخدم ذريعة ملاحقة المتهمين الريمي والبدوي والحميقاني وآخرين حتى اللحظة!!
دفعت بقاسم الريمي لإعلان القتال في ٢٠١٥ ضد الجيش واللجان الشعبية وانخرطت القاعدة في جبهات العدوان الذي تقوده أمريكا وصارت جزءاً مما أسمي تحالف دعم الشرعية.
حين قام جمال البدوي بتسليم نفسه في ٢٠٠٧ وأقام في مدينة عدن مسالماً ملتزماً طلبت أمريكا اعتقاله ثم اعتُقل ودفعت به للعودة إلى ممارسة نشاطاته وأبقته ذريعة حتى عام ٢٠١٩ ،وقامت بتصفيته في يناير بغارة جوية بمارب.
قاسم الريمي ظلت تستخدم اسمه ذريعة حتى مع استخدامها له كأداة ضمن العدوان على اليمن، وحين وصلت معه إلى النهاية قامت بتصفيته في العام ٢٠٢٠.
مما سبق نفهم كيف أدارت أمريكا لعبة خلق الذرائع والعناوين من خلال أحداث وأسماء وشعارات ، واستخدمتها للسيطرة والاحتلال والهيمنة على اليمن..وهي طريقتها في غير اليمن.
لهذا الأمر يحرص السيد القائد عبدالملك بدر الدين -حفظه الله- على توجيهنا كإعلاميين في العمل على إبراز الشواهد من واقع الأحداث التي حصلت ومن واقع ما هو موجود من وثائق ومعلومات في الارشيف.
ما عرضْتُه في المقال ليس كل شيء عن مسار أمريكا في السيطرة على اليمن ، بل هو مسار من مسارات المؤامرات الأمريكية التي استكملت فصولها بالحرب على الثقافات والتعليم والوعي والمفاهيم والمصطلحات وغيرها وتكريس ثقافات ووعي ومفاهيم وغيرها بديلة تخدم أمريكا وتحقق لها مصالحها ، وبالتوازي مع الهيمنة السياسية والتحكم بكل شيء ، وهي أساليب واستراتيجيات شيطانية ماكرة تتبعها أمريكا في السيطرة على العالم بأكمله.
المدمرة كول كانت العنوان العريض الذي فعلته أمريكا وتحركت تحته للسيطرة على اليمن ، وحصان طروادة أمريكا يتمثل بالجماعات التكفيرية والنظام الخائن ، الأولى عملت على فعل الذرائع التي تحرك الأمريكيون بها ، أما النظام الخائن فكان الأداة التي مكنت أمريكا من كل شيء.
ولعل أمريكا اليوم وهي تطرح صيغ حلول سياسية وصيغ مفاوضات تريدها حصان طروادة لسيطرة جديدة على اليمن نافذتها الوساطة ورعاية المفاوضات بين من تصفهم بالأطراف المتصارعة في اليمن ، وما طرحته وزارة الخارجية الأمريكية أمس هو خداع جديد يقدم في شكل جديد من العولمة الأمريكية التي ينتهجها بايدن ، وإذا ما سُمح لها بذلك فإنها ستكون البوابة الجديدة لنفوذ أمريكا على اليمن، وفي التاريخ والأحداث عبر ودروس كما يؤكد السيد القائد- حفظه الله دائماً.