من الجزائر : الباحث في الشؤون الدولية عبد الرحمان بوثلجة يوضّح : كيف فضح اليمن ازدواجية المعايير لدى واشنطن؟

يرى الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أنّه وبعد العدوان الصهيوني السافر على قطاع غزّة، وتواصله للشهر الخامس على التوالي، وبعد دخول عدة فصائل للمقاومة العربية على الخط، دعمًا وإسنادًا للمقاومة الفلسطينية في غزّة، على غرار حزب الله اللبناني، والعراقي، والجيش اليمني والذين تدخّلوا بقوّة من خلال القيام بأعمال عسكرية كان لها وقعها الخاص في بحر العرب وعبر مضيق باب المندب تحديدًا.

وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ بوثلجة في تصريح لـ “الأيام نيوز”، أنّه لا يخفى على أحد بأنّ الحوثيين هم أحد حلفاء إيران مثلهم مثل حزب الله في لبنان وغيرها من الأحزاب في المنطقة، وتأثير العمليات التي ينفّذها الحوثيون تظهر بشكل واضح وجليّ من خلال الأرقام والمعطيات الموجودة على أرض الواقع، حيث أنّ هناك العديد من السفن وحاملات البضائع التي اضطرت إلى تغيير مسارها من باب المندب إلى رأس الرجاء الصالح وقطع مسافات أطول، ما يعني تكاليف أكبر.

في السياق ذاته، أشار محدّثنا إلى أنّ أمريكا قامت بإنشاء تحالف ضدّ الجيش اليمني، وقيل حينئذ بأنّ هذا الحلف ضمّ الكثير من الدول، إلا أنّه وفي حقيقة الأمر بعد بداية العدوان الأمريكي ضدّ الحوثيين، وبعد شنّ عدة ضربات تبيّن بأنّ هذا الحلف انضمّت إليه بريطانيا فقط، أما باقي الدول فهي موجودة بالاسم لا أكثر ولا أقل بما فيها الدول الأوروبية، أمّا الدول العربية فلم تنضم إلى هذا الحلف، ونتحدث هنا عن الدول العربية التي تعتبر تقليديا حليفة لأمريكا، وفي الوقت ذاته يمكن أن نقول عنها أنها دول معادية للحوثيين، على غرار السعودية التي بقيت تحارب الحوثيين على مدار عدّة سنوات إلى غاية الوصول أخيرا إلى اتفاق هدنة بين الجانبين، الكلّ يريد أن يحافظ عليه.

في سياق ذي صلة، أبرز الباحث في الشؤون الدولية، أنّ الحوثيين فضحوا على أرض الميدان، ازدواجية المعايير لدى الولايات المتحدة الأمريكية، فخلال الحملة الانتخابية لجو بايدن، كان الرئيس الأمريكي ومن معه يهدّدون السعودية بأنه سيتم اللجوء إلى فرض عقوبات عليها بسبب قصفها للحوثيين في اليمن، وبعد انتخاب الرئيس بايدن أصبحت إداراته هي من تقصف اليمنيين وتعتدي عليهم، وكل هذا يأتي في إطار الدفاع عن الابن المدلّل لأمريكا ونتحدث هنا عن “إسرائيل” التي ترتكب مجازر مروّعة وحرب إبادة جماعية بحق المدنيين والأبرياء العزل في قطاع غزّة.

“موقف اليمنيين من دعم وإسناد الحق الفلسطيني لم يتغيّر”

وتابع قائلا: “إنّ كل هذه الوقائع كشفت حقيقة أمريكا أمام العالم، إذ كانت الولايات المتحدة الأمريكية ضدّ قصف اليمنيين من قبل السعودية، ولكن لا بأس بأن يتم استهداف اليمنيين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية فقط من أجل عيون الكيان الصهيوني الجائر، الذي يتمادى في ارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في القطاع”.

إلى جانب ذلك، أفاد الأستاذ بوثلجة، أنّ المُلاحظ ومنذ بداية العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، هو أنّ هذا القصف وهذه الغارات لم تؤثّر بأيّ شكلٍ من الأشكال في موقف الجيش اليمني من دعم وإسناد الحق الفلسطيني، ولا يزال الحوثيين يواصلون استهداف السفن والبوارج الحربية خاصة الأمريكية والبريطانية، ولم تنجح أمريكا في ردعهم بالرغم من غاراتها المنتقاة باتجاه العتاد والمعدّات العسكرية التي تستخدمها القوات اليمنية في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني.

في السياق ذاته، أشار المتحدث، إلى أنه من الملاحظ خلال الأيام القليلة الماضية أنّ الفعل العسكري اليمني بدأ يؤثّر فعليا عن طريق إصابة سفن عسكرية ومدنية من خلال استعمال الطائرات المسيّرة واستخدام الصواريخ الباليستية البحرية، الأمر الذي جعل منطقة بحر العرب منطقة عسكرية، ما تسبّب في عسكرة البحر الأحمر، ما يعني أنّ الغارات الأمريكية لم تحل المشكل، بل على العكس تماما، أصبحنا نسمع يوميا ومنذ بداية العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، أنّ هناك عددا من شركات النقل العالمية التي تعلن عن تغيير مسارها من باب المندب إلى رأس الرجاء الصالح بسبب الأحداث الدائرة هناك.

وفي ختام حديثه لـ “الأيام نيوز”، أعرب الأستاذ والباحث في الشؤون الدولية، عبد الرحمان بوثلجة، عن تأييده لتصريحات المسؤول العسكري الأمريكي التي تحدّث فيها عن أنّ التحدي اليمني هو أكبر تحدّ للولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، مبرزًا في السياق ذاته أنّ ذلك يرتبط بجملة من المعطيات، ويأتي على رأسها، أنّ اليمنيين ليس لديهم ما يخسرونه في هذه الحرب، فهم يحاربون منذ عدة سنوات والوضع الاقتصادي في اليمن من سيء إلى أسوأ، وهناك ملايين اليمنيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، ولكن بالرغم من كل ذلك يبقى اليمني صاحب أنفة وشهامة ولا يدخر جهدا في إسناد صاحب الحق خاصةً عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

 

المصدر : الأيام نيوز

– المادة تم نقلها حرفيا من المصدر

قد يعجبك ايضا