من الآخر..

الشيخ عبدالمنان السنبلي

من الآخر..

العربُ لا يمكن أن يستخدموا السلاحَ ضد الكيان..

رغم أن لديهم من السلاح الأحدثَ والأكثرَ تطورًا ما يعادل عشرةَ أضعاف ما لدى الكيان كمًّا ونوعًا، لكنهم، ومع ذلك، لا يستطيعون استخدامَه أَو التلويحَ به ضده..

تعرفون لماذا..!

ليس لأنهم لا يملكون الإرادَة والقرار فحسب، ولكن لأنهم، ببساطة شديدة، لا يملكونَ فعلًا القدرة على استخدام هذا السلاح ضد هذا الكيان..!

فبضغطة زرٍّ واحدة تستطيعُ وزارة الحرب الأمريكية «البنتاجون» إيقافَ وتعطيلَ هذا السلاح تمامًا وبشكل كامل؛ فلا يعمل نهائيًّا..

هذه حقيقة..

وليست «فزورة»..!

الدول العربية المحورية كمصر مثلًا، أَو الثرية كالسعوديّة والإمارات وَ… أَو المتاخمة لفلسطين المحتلّة كالأردن وَ…، وكما تعلمون، تعتمد، وبشكل رئيسي، في تسلحها على السلاح الأمريكي..

يعقدون أكبر الصفقات، وبأسعار خيالية..

وأمريكا تبيع لهم..

بل وتحثهم دومًا على شراء وعقد المزيد والمزيد من الصفقات والصفقات..

ليس حُبًّا فيهم طبعًا..

أو إخلاصًا ونُصحًا لهـم..

ولكن طمعًا وابتزازًا لأموالهم أولًا..

وكذلك؛ لأنها، تعلم جيِّدًا أنها تبيعهم سلاحًا «فاسدًا»،

أو قل: في حُكم الفاسد

يعني: كذلك السلاح الذي باعته بريطانيا والقوى الغربية للعرب خلال حرب النكبة في عام 1948..!

سلاحًا لا يمكن استخدامُه، بأي حالٍ من الأحوال، إلا في مواجهة العرب بعضُهم بعضًا، أَو دفاعًا منهم عن مشاريع ومصالح أمريكا نفسها في المنطقة.

أما في مواجهة الكيان، فلا يمكن..

ذلك، أن هذا السلاحَ مزوَّدٌ «بأكوادٍ» وشفرات سرية يمكنها القيام بتعطيله وإيقافه عن العمل في أية لحظة، ولا يملك مفاتيحها وحق استخدامها سوى «البنتاجون»..

فإذا ما فكَّرَ أحد من العرب يومًا استخدام هذا السلاح ضد الكيان أَو ضد مصالح أمريكا في المنطقة، فإنه يصبح في حكم المعطَّل أَو السلاح «الفاسد» الذي لا جدوى منه بفضل هذه «الأكواد» وهذه الشفرات السرية..

مشكلة..!

والمشكلة الأدهى والأغرب أن العربَ المولعين والمتهافتين على اقتناء وحيازة السلاح الأمريكي يعلمون هذا جيِّدًا..!

وأن أمريكا نفسَها لا تخفي هذا الأمر..!

فهل عرفتم الآن لماذا لا يمكنُ للعرب تفعيلَ مخزوناتهم الضخمة من الأسلحة في وجه الكيان..؟

وكيف أن أمريكا تفي بالتزامِها وتعهُّدِها الدائم بضمان أمن الكيان دون أن يؤثِّرَ ذلك على سوق السلاح لديها..؟!

أعتقد ذلك..

قد يعجبك ايضا