من أين جاء ترسيخ السلطة وكأنها فقط ما نسميها: سلطة سياسية فقط سلطة تنفيذية لأوامر ونواهي وتسلط فقط؟!.
من أين جاء ترسيخ السلطة وكأنها فقط ما نسميها: سلطة سياسية فقط سلطة تنفيذية لأوامر ونواهي وتسلط فقط؟!.
إنما جاءت عندما برز في الحياة هذه النوعية فعلاً، وعندما كان من يتزعمون البشر في مختلف مراحل التاريخ من النوعية التي لا تمتلك أي رؤية أخرى، ولا قدرة أخرى فيما يتعلق بالرعاية، والتربية، والتثقيف وغيرها، لا يمتلكون شيئاً، لا يمتلك إلا القهر والسلطة، أمر ونهي وسجن وقتل ونفي ومصادرة، وأشياء من هذه، هذا عمل يستطيع أي واحد يعمله، أليس أي واحد يستطيع أن يعمله؟ لا يحتاج حتى إلى حنكة سياسية – كما يقولون – معاوية استطاع أن يحكم الأمة عشرين سنة، ومعاوية لم يكن يمثل شيئاً؛ لأنك بالطريقة هذه تستطيع أن تحكم العالم، هذا بوش نفسه أليس متجهاً إلى أن يحكم العالم؟ وهو عندما تتأمل منطقه، ملامحه، حركاته تجد أنه إنسان غير طبيعي، وغير متزن، لكن ما أيسر السلطة، وما أسهلها عندما تكون على هذا النحو: أوامر ونواهي، الذي يقول لك: تمام، لا بأس، تعطيه كيفما أردت دون أن تلحظ حقوق الآخرين، والذي يرفض، سجن وقتل ونفي، وأشياء من هذه.
إذاً الولاية في الإسلام، السلطة في الإسلام هي أرقى بكثير مما عليه واقع البشر، أرقى بكثير في مهام من يلي أمر الأمة. تجد أنه عندما تتأمل ولاية الله سبحانه وتعالى لشؤون عباده فولاية من يلي أمر الأمة هي امتداد لولاية الله، يجب أن يكون عنده رحمة، يجب أن يكون عارفاً كيف يربي الأمة، يجب أن يكون عارفاً كيف يبني الأمة، كيف يطور حياتها، كيف ينمي اقتصادها، كيف يزكي أنفسها، كيف يواجه أعداءها، أشياء واسعة جداً، جداً.