من”وعي وقيم ومشروع”كلمة السيد القائد في المؤتمر الوطني الأول للأوقاف.. بقلم/عبدالفتاح حيدرة
Share
أكدت الكلمة التوجيهية للسيد القائد – علية سلام الله ورضوانه – في المؤتمر الوطني الأول للهيئة العامة للأوقاف ، إنها كلمة في إطار المشاركة من باب التعاون على البر والتقوى، ومن باب المعاضدة والمناصرة، والوقوف إلى جانب الهيئة العامة للأوقاف لأداء مسؤولياتها المهمة، ودعمها لأداء مسؤوليتها الكبيرة واهتمامها وسعيها الدؤوب لرفع مستوى أدائها ، وتحسين مستوى أداء موظفيها في النهوض بوجباتهم ومسؤوليتهم، كون التوجه الذي يقوم به القائمين على الهيئة هو توجهٌ إيماني ، وتوجه صادق، وتوجه إيجابي، يمثل نموذجا لكل القائمين في كافة مؤسسات الدولة وفي كل المسؤوليات ، وفي كل المواقع التي هي مواقع مسؤولية، وما تقوم به الهيئة العامة للأوقاف هو عمل ومسئولية ذات بُعد ديني ، وذات علاقة بالجانب الإيماني ، لما لذلك من آثار في حياة الناس ، في أعمالهم وفي واقعهم ، وما يترتب على ذلك من نتائج في حياتهم، كونها من أنواع البر المتنوعة التي تطلب القربة إلى الله سبحانه وتعالى ..
إن القربة لله في الاوقاف تدل على عظمة الدين الإسلامي من جانبين ، الجانب الأول هو الجانب الإنساني الذي يؤكد ان كل ما في الدين الإسلامي هو رعاية للمجتمع، لما يصلح حياة الناس ، لما يلامس احتياجاتهم الضرورية، لما ينفعهم، كل عوائده لهم ، وأن إحياءه وإحياء كل ما قد أميت منه، أو غيب من الساحة منه، هو خير للناس، عائده للناس، فائدته للناس ، اما الجانب الثاني في القربة إلى الله – سبحانه وتعالى – في الدين الإسلامي تدل على الروح الخيرة الإيمانية لمجتمعنا اليمني ، لأن مجتمعنا اليمني هو من أكثر المجتمعات التي قدمت واوقفت أوقافا على مر عقود وأجيال وقرون من الزمن، بدافع القربة إلى الله وبما يحملونه من روح معطاءة وخيرة و محسنة تريد أن يصل الخير منها إلى الناس قربة إلى الله ، ومبرة بعباده، وان دل هذا على شئ فإنه يدل على وجوب الاستمرار في الواقع اليمني اليوم ، حتى لا تكون هناك فجوة ويأتي جيل لديه توجهات مختلفة، وروحية مختلفة، ويكون كل همه أن ينقض أوقاف الأجيال الماضية، والسيطرة عليه وأخذه وتضييعه..
اليوم يحمل شعبنا اليمني هذه الروح الخيرة ، المعطاءة، المحسنة، المهتمة بأمر الناس، المهتمة بما فيه القربة إلى الله وما يعود بالخير على المجتمع، ويصلح واقعه ، وما ينفع الناس، روحياً، وثقافياً، وتربوياً، ومعيشياً، كما هو شأن الإسلام الذي يرعى الإنسان رعاية متكاملة، يرعى الإنسان كإنسان، بكل ما يحتاج إليه ، على المستوى الروحي، والأخلاقي، والتربوي، والاجتماعي، وعلى المستوى المعيشي، ولقد أتت الثورة الشعبية اليمنية ، ولديها توجه جاد يتناسق ما بين الجانب الشعبي والجانب الرسمي ، كون الجانب الرسمي على مدى عشرات السنين تعاطى بسلبية تامة تجاه الأوقاف ، وتحول موضوع – الأوقاف والزكاة – إلى مغنم، من المغانم التي يغنمها ويستفيد منها البعض في الدولة، وتضيع عن أن تصل إلى مقصدها، وكذلك من جانب الناس و المجتمع، والكثير من الناس لم يعد عندهم اهتمام بالأوقاف ، ولا وفاء ، ولا أمانة بالقدر الذي ينبغي ، في رعاية هذا الحق والحفاظ عليه وصرفه في مصارفه ومقاصده ، فحصل خلل كبير خلال عشرات السنين ، حتى تراكمت مشاكل وعُقد وإشكاليات الأوقاف كثيرا ، ونقص الوعي عن أهمية الأوقاف الدينية، مما أدى إلى الإخلال بها، أو الخيانة فيها، من ذنب ومسؤولية كبيرة أمام الله ، تولد تبعات خطيرة، هي ذنب ووزر، وعليها الإثم، وما ترتب على ذلك من نتائج سلبية في الواقع..
إن المسؤولين في الهيئة العامة للأوقاف والقائمين عليها متجهون باهتمام كبير، لديهم حس إيماني وشعور بالمسؤولية أمام الله ، وبإدراك لقيمة الأوقاف وأهميته وتأثيره الإيجابي في واقع الحياة، وما يمثله من أهمية دينية، وأهمية في الواقع، وهذه فرصة حقيقية، تحتاج إلى مساندة ودعم وتأييد ، كون الهيئة العامة للأوقاف تحرص على أن يكون لديها رؤية واضحة متكاملة، تُحدث من خلالها أداءها، بالاستفادة من وسائل هذا العصر، من كل التقنيات والوسائل التي تساعد على المستوى الإداري تساعدها في عملها، وعلى المستوى التنموي والاقتصادي بما تتحقق به نتائج أكبر، في مختلف المقاصد المتعلقة بالأوقاف، وهذا توجه مبارك، وتوجه مهم وإيجابي وعظيم ، والأمل من الجميع، أن يكون هناك مساندة للهيئة من مختلف مؤسسات الدولة، وبالذات الجهات ذات العلاقة من (القضاء والأمن والمؤسسات الحكومية و الوزارات التي لها علاقة) ، كلا بحسب علاقته ودوره، والأمل من الجانب الشعبي أن يكون هناك توعية للناس، وتذكير دائم بالأوقاف ، وهناك خطط جيدة من جانب الهيئة، كونها تلحظ التدرج وطبيعة الظروف والتعقيدات التي قد حصلت في الواقع، وها هي الهيئة اليوم تسعى إلى معالجة كافة المشكلات بطريقة حكيمة وسليمة وإيجابية، تضمن مراعاة الفئات المجتمعية المتضررة من جهة، والحفاظ على الوقف من جهة أخرى..
و ختاما لكل هذا وجه السيد القائد بدعم ومساندة وتأييد الهيئة العامة للأوقاف بضرورة ووجوب ان يتجه الكل رسميا وشعبيا للتوعية الدينية حول اهمية الأوقاف في المساجد ، في الإعلام ، والإعلام دوره مهم في هذا الجانب ، إضافة إلى التعامل الحازم والجاد مع المستهترين ، والعابثين، والخائنين ، أصحاب الطمع ، الذين لا يهمهم لا اعتبار ديني ، ولا خيري ، ولا إنساني ، انما همهم هو أن يستحوذوا على ما قد سيطروا عليه من أموال الوقف، وأن يأكلوه حرام دون مبالاة ، ومثل هذا النوع من الناس إذا لم ينفع معهم التذكير ، يبقى الحزم ، وتبقى الإجراءات المفترضة تجاههم قائمة بتوجه رسمي وشعبي..