منطقُ اليمن في حوار عبد السلام…بقلم/سند الصيادي
كان حوارُ قناة الجزيرة مع الأُستاذ محمد عبدالسلام هاماً واستثنائياً بكل المقاييس، وضع النقاطَ على الحروف، وأوضح الحقائقَ لمن يبحَثُ عنها.
وَعلى خلاف ما نعرفُه عن المراوغات السياسية وَالقدرة على قلب الحقائق وَتشويهها وَتبرير السياقات المغلوطة، والتي ينتهجُها الكثيرُ من المتموضعين في المواقف الخاطئة، جاء حديثُ رئيس الوفد الوطني على مختلفِ القضايا المتعلقة بالعدوان على اليمن، شجاعاً في طرحه، مترابطاً في تفاصيله، مقدِّماً بأمانة تفاصيل الأفخاخ التي يوضعها تحالف العدوان في طريق السلام، وَخارطة طريق تخرج جميع الأطراف إلى بر الأمان.
لقد ثبت أن الخطابَ ليكون صادقاً وَمقنعاً وَجريئاً في الطرح، يجب أن يكون الموقفُ الذي ينطلق منه ويدافعُ عنه مبدئياً وَوطنياً وَحقاً مشروعاً.. وَالسياسات المتبعة خلفه واضحةً وَغيرَ مرتبكة ولا متناقضة..
من هذه المعطيات، ظهر عبدالسلام في قناة الجزيرة بتلك الثقة وَتلك اللباقة، وَنجح في استعراض كُـلّ الحقائق وَوضع كُـلّ مستجدات المِلف اليمني على الطاولة، وَبيّن أهدافَ المشروع الوطني وَمسار الأجندة الدولية كذلك.
وأجاب عن كُـلّ التساؤلات، ليست تلك التي كان يوجّهها المذيعُ بدوافع القناه وتوجّـهها، وإنما تلك التساؤلات التي تطرأ على ذهن المتابع والمهتم وتحتاج إلى إجَابَة مسؤولة، وإضافة لذلك فقد وضعت شخصيةُ ناطق الوفد الوطني المميزة بصماتِها على مجريات الحوار..
وأبعد من مجريات الحوار، فَـإنَّ الإرادَة اليمنية التي تجلت في زمن العدوان رفعت نبرةَ الخطاب السياسي وَالإعلامي وَأحيت فينا الفخرَ وَالاعتزازَ باللهجة اليمنية القوية التي تتشكّلُ اليومَ بفضل الله وَمعادلة الإرادَة وَالصمود الأُسطوري في المواجهة.