مناورة “الوفاء للشهيد القائد” تضعُ العدوَّ أمام تداعيات عرقلة جهود السلام العادل
Share
القحوم: المناورة تؤكّـد لرعاة العدوان أن مشاريعهم الاستعمارية في المناطق المحتلّة ستفشل
حملت المناورةُ العسكرية التي نفَّذتها القواتُ المسلحة، هذا الأسبوعَ، بعنوان “الوفاء للشهيد القائد”، رسائلَ مهمَّةً لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي ورعاته، سواءً على المستوى العسكري، من حَيثُ تأكيد الجاهزية القتالية وتطور القدرات، أَو على المستوى السياسي، من حَيثُ توقيت المناورة الذي يتزامن مع محاولات رعاة العدوان لعرقلة جهود السلام، ومساعي الالتفاف على مطالب الشعب اليمني وتقييد خياراته.
المناورةُ جاءت بعد سلسلة إنذارات وتحذيرات شديدة اللهجة وجّهتها القيادة السياسية والعسكرية لدول تحالف العدوان ورعاتها خلال الأيّام والماضية، بشأن عواقبِ تفويت فرصة السلام الفعلي، ومواصلة الدفع نحو التصعيد.
وبالتالي فَــإنَّ الرسالةَ الأبرزَ كانت تعزيزَ تلك الإنذارات والتحذيرات بتأكيدٍ عملي وحي على الجهوزية واليقظة، وعدم التخلي عن خيارات المواجهة والردع؛ وهو الأمر الذي من شأنه أن يذكر العدوّ ورعاته بأن أية محاولات للالتفاف على مسار السلام، أَو لاستخدام التهدئة كغطاء؛ مِن أجل الترتيب لتصعيد جديد، ستعيد الأمور إلى نقطة الاشتعال.
وفي هذا السياق أَيْـضاً فَــإنَّ حجم المناورة التي شاركت فيها مختلف وحدات القوات المسلحة، يعزز رسالة الجهوزية واليقظة باستعراض مهم لتطور القدرات القتالية سواءً من حَيثُ التكتيك والتخطيط أَو من حَيثُ التنفيذ، أَو من حَيثُ التسليح والعتاد؛ وهي أمور سبق أن صدم بها العدوّ في الميدان حتى قبل أن تتطور إلى الحد الذي أبرزته المناورة.
ويلفت عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، إلى أن “المناورة العسكرية في المنطقة الرابعة تؤكّـد على السلام والجهوزية كما تحمل رسائل سياسية وعسكرية وأمنية واضحة للأمريكان مفادها أن: محاولاتكم في إبقاء اليمن مضطرباً ومنقسماً محاولات فاشلة ولن تَمُرَّ؛ فمؤامراتكم الاستعمارية في المناطق المحتلّة ستنتهي مهما كانت الهندسة البريطانية والتماهي الإماراتي”.
ويؤكّـد ذلك أن المناورة استهدفت أَيْـضاً تنبيه رعاة تحالف العدوان إلى استحالة القبول بمساعيهم لإبقاء القوات الأجنبية في المحافظات المحتلّة والسيطرة على الثروات هناك؛ وهو الأمر الذي تحاول أمريكا وبريطانيا بوضوح تمريره، من خلال محاولة فصله عن بقية متطلبات السلام، ومن خلال الترتيبات العسكرية التي ترعاها في تلك المحافظات تحت غطاء التهدئة.
هذا التنبيه العملي يؤكّـد لدول العدوان ورعاتها حساسيةَ وخطورةَ محاولة الالتفاف على متطلبات السلام الفعلي، ومنها إخراج القوات الأجنبية، حَيثُ توجّـه المناورة رسالة واضحة بأن التعاملَ مع الاحتلال سيكون حازماً وحاسماً، وأن معادلة التحرير لن تخضع للأخذ والرد والمساومات ومحاولات كسب الوقت.
ومن خلال تجسيد الجاهزية العسكرية ومواصلة الجهود لتعزيز قوة الردع، فَــإنَّ مناورةَ “الوفاء للشهيد القائد” تلفت انتباه الأعداء إلى نقطة مهمة هي أن صنعاء لا زالت تتعامل مع الوضع كوضع حرب؛ وهو ما يعني فشلَ كُـلّ محاولات وجهود العدوّ لخلق صورة “سلام” شكلي مزيَّفٍ يسعى من خلاله لخداع صنعاء وتقييد خياراتها أَو لصرف انتباهها.
ويمكن القول إن تنفيذ المناورة في هذا التوقيت وبعد سلسلة الإنذارات السياسية والعسكرية الأخيرة يعتبر تصعيداً في لهجة التحذير من جانب صنعاء، وهو ما يتزامن ويتكافأ بوضوح مع تصاعد التحَرّكات الأمريكية لعرقلة السلام؛ الأمر الذي يترجم حرصاً من جانب صنعاء على توضيح مدى جدية رفضها لأية محاولات جديدة للمراوغة ومدى ضرورة اتِّخاذ قرار حاسم من جانب السعوديّة التي تواجه اليوم فرصة قد لا تتكرّر مرة أُخرى للخروج من المستنقع اليمني.
وبالإجمال، فَــإنَّ مناورةَ “الوفاء للشهيد القائد” تذكر تحالف العدوان ورعاته بأن معادلة السلام العادل غير قابلة للمساومة، وأن البديل الوحيد عن هذه المعادلة هو انتزاع الاستحقاقات بالقوة التي باتت متوفرة ومعدة بشكل استثنائي وتنتظر فقط إشارة الانطلاق.