ملف : يمن الإيمان من مواجهة الرومان إلى التصدي للطغيان الأمريكي

يمن الإيمان من مواجهة الرومان إلى التصدي للطغيان الأمريكي

مقدمة

بلا منازع تعد اليمن مهد العروبة الأول وحاضنة الأصل العربي فأي عربي لا ينتمي إلى اليمن فعروبته شاذة وادعاؤه لها مزيف وجميع العرب مقرون معترفون بذلك لا ينكره منهم إلا من أنسلخ عن جلده ومجده وعروبته ولأنه لا يحمي الفرع إلا أصله بقيت اليمن الحبيبة هي البلد العربي الأكثر حضورا وتأثيراً في قضايا الأمة العربية والإسلامية تتفاعل معها، وتقف إلى جوارهم في كل محن الحياة التي تمر بهم، فأيما بلد عربي تعرض للاستهداف أو نزلت به كارثة تجد اليمنيين أشد العرب تألما لمصابه وأسرعهم نجدة وغوثا له، ودماء المجاهدين اليمنيين الأحرار وأشلاؤهم الطاهرة في شتى الأقطار العربية خير شاهد على استشعارهم للمسؤولية تجاه أمتهم ودينهم وأرضهم وعرضهم ولهذا لا يكاد يخلوا قطر عربي أو إسلامي من بصمة يمنية حملت مشعل الحرية وقدمت أغلى ما لديها من أجل حرية أبناء ذلك البلد ودفاعا عنه وعن ممتلكاته بل أثبت الشعب اليمن على مر العصور أنه الحامي الحقيقي للوطن العربي أرضا وإنسانا فهو من حمى أبناء أمته من شرور كثير من المحتلين والغزاة وتحمل على كاهله هزيمة ذلك الغازي إما بمفرده أو بالشراكة مع غيره من الشعوب العربية والإسلامية.

المقومات التي ميزت الشعب اليمني

وقبل أن نستشهد ببعض المواقف اليمنية الحرة والخالدة ما قبل التاريخ الإسلامي دعونا نعرج على أبرز المقومات التي حضي بها أبناء هذا الشعب العظيم والتي كان لها دورا بارزا في تفانيهم في خدمة قضايا أمتهم العربية والإسلامية حفاظا منهم على وجودها واستشعار لمسؤوليتهم الدينية تجاه جميع أشقائهم وإخوانهم العرب والمسلمين ومن تلك المؤهلات ما يلي:

أولاً: ما حبا الله سبحانه وتعالى به هذا الشعب من موقع استراتيجي هام جدا جعل الأعداء ينظرون إليه كبوابة رئيسية للوطن العربي الكبير فمن استطاع النفاذ من هذه البوابة بصعوبة تضاريسها وشدة بأس أهلها استطاع بكل سهولة السيطرة على بقية الأقطار العربية وإخماد أي نفس للثورة ضده فيها لأنه متى هدم عماد الخيمة انهارت قوائمها فاليمن على مر العصور هو الشوكة التي تنكأ حلوق الغزاة واللقمة المرة التي لا تستساغ لهم.

ثانيا: ما تميز به اليمنيون من نجده وبأس وقوة وشجاعة وكرم في العطاء وسخاء في الفداء ومصداقية في الأخوة الإيمانية والولاء لله ولرسوله ولأعلام الهدى من أهل البيت عليهم السلام فاليمنيون هم أهل المدد كما وصفهم رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بقوله وهو يشير إلى اليمن (جاءكم أهل المدد) وهم الأنصار كما سماهم، وكما روى بعض المؤرخين عن أهل اليمن أنهم ما التفوا حول شخص رغبوا فيه إلا وتوجوه ملكا وما عادوا عدوا إلا وأخرجوه مهزوما صاغرا.

ثالثا: رصيدهم التاريخي المشرق فهم من بذلوا أموالهم ودماءهم في نصرة الإسلام ونبي الإسلام وإليهم يرجع الفضل في إسلام الكثير من الأمم والبلدان سواء من أسلم منها على أيديهم إبان الفتوحات التي كانوا أبرز قادتها أو تلك التي أسلمت عن طريق التجار اليمنيين الذين حملوا إليها قيم الإسلام وتعاليمه كإندونيسيا وغيرها.

أضف إلى ذلك مواقفه المشرفة في الدفاع عن الإسلام وأهله حيث مثل اليمنيون سدا منيعا في وجه الغزاة المعتدين الطامعين في احتلال البلاد العربية فكانوا الصخرة الصماء التي تكسرت عليها كل آمال الغزاة وأحلامهم فما من غاز غزى بلاد الإسلام من جهة اليمن إلا وكانت هناك نهايته ونحن هنا سنسرد بعضا من الشواهد على دور اليمنيين في الدفاع عن أمتهم وحملهم هم قضاياها واستشعارهم المسؤولية تجاهها ومنها ما يلي:

 

اليمن في مواجهة الغزاة قديما

1-      كان لليمنيين فضل كبير في حماية أجزاء من الوطن العربي من الغزو البيزنطي القديم عندما قرر الإمبراطور الروماني  [أغسطس قيصر] عام 25ق.م إرسال حملة كبيرة إلى اليمن كبادرة لاحتلال ما تبقى من الوطن العربي فكلف حاكم مصر الروماني [أيليوس غالوس] بقيادة الحملة ووصل هذا القائد إلى اليمن بقوة عسكرية كبيرة قوامها عشرة آلاف مقاتل مدججين بالسلاح والعتاد لكن أبناء اليمن كانوا لها بالمرصاد فأبادوا الجيش الروماني على أسوار مآرب وبعدها ألغى الرومان فكرة احتلال اليمن ومعه أجزاء واسعه من الجزيرة العربية خاصة تلك البلدان التي طرأت لتحمل عقدة الحسد للشعب اليمني.

2-      كما دافع اليمنيون عن المنطقة من صلف الأحباش وتسلطهم فقد قرر الأحباش احتلال اليمن وأجزاء واسعة من الوطن العربي بهدف السيطرة على طرق التجارة فأرسلوا حملة عسكرية كبرى بقيادة القائد [ارياط] وذلك في القرن السادس الميلادي إلا أن اليمنيين استطاعوا طردهم وحماية الجزيرة العربية من شرهم.

 

اليمنيون ودور إسلامي مشرف

سجل اليمنيون محطات تاريخية بارزة في الإسلام منذ البدايات، ويكفي اليمنيون شرفا وفخراً أن كان لهم دوراً حاسمًا في نصرة رسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وتأسيس الدولة الإسلامية، وسجل اليمنيون مواقف تاريخية مشهودة لهم بالوفاء والشهامة والشجاعة بداية مع رسول الله ومع الإمام علي والعظماء من أهل بيت رسول الله..

فمنذ اللحظات الأولى لظهور الدعوة الإسلامية لبّى اليمنيون نداء النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) واحتضنوا الإسلام، فأسلمت قبائل كثيرة مثل همدان وطيء وكندة، وأصبحت اليمن مركزًا هامًا للدعوة الإسلامية.

كما كان لليمنيين، حضورا مشهوداً في المعارك الإسلامية الأولى مثل غزوة بدر وأحد والأحزاب، وقد وصفهم الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بقوة الإيمان ورجاحة العقل فقال كلمته المشهورة: ” الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

كما شكل اليمنيون الجزء الأكبر من القوات الإسلامية التي خرجت لنشر الرسالة الإسلامية خارج الجزيرة العربية. اشتهر اليمنيون بشجاعتهم في المعارك؛ فقد شاركوا في معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص ومعركة اليرموك التي مهدت لتحرير الشام من الروم، حيث برزوا كمقاتلين أشداء استبسلوا في القتال. واستمرت مشاركاتهم الفعالة في الفتوحات الإسلامية التي امتدت من بلاد فارس شرقًا إلى بلاد الأندلس غربًا.

وكان لهم دور بارز في انقاذ الأمة العربية والإسلامية من شر المماليك والأتراك الذين ساموا الناس ألوان العذاب ففي عام 1514م أرسل السلطان المملوكي [قانصوه الغوري] وفدا يطالب اليمنيين بالاستسلام له فأبوا ذلك فأرسل حملة عسكرية لغزو اليمن ووصل الاسطول المملوكي بقيادة [سليمان ريس] إلى كمران واحتلها ثم استولى على عدن وزبيد والحديدة وغيرها وكلما دخل المماليك منطقة قتلوا أهلها ودمروا عمرانها فلما رأى منهم اليمنيون تلك الأفاعيل تصدوا لهم وفتكوا بهم وأرغموهم على التراجع فكانت انكساراتهم وهزائمهم في اليمن هي بداية النهاية للعهد المملوكي ليس في اليمن وحدها بل في معظم الوطن العربي.

وكذلك فعلوا مع الاحتلال العثماني الذي قام على أنقاظ الدولة المملوكية فاجتاح الوطن العربي ووصل بسوئه وفحشه وتسلطه إلى بلاد اليمن التي قاومت ذلك الاحتلال سنين طويلة من خلال انتفاضات متقطعة هنا وهناك فلم يدعوه يهنأ فيها بعيش ولا يتمتع بسلطة حتى قيام الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد عليه السلام الذي استطاع توحيد تلك الانتفاضات اليمنية وتحويلها إلى ثورة عارمة ضد الغول التركي لتحسم النتيجة لصالح اليمنيين في النهاية ويقيم دولته على رقعة واسعة من اليمن فكانت اليمن هي أول بلد رفع راية التحرر من صلف العثمانيين وأول بلد عربي أعلن تحرره منهم ومثلت تلك الثورات نموذجا راقيا احتذت به الكثير من الأقطار العربية وشجعها في المطالبة بحريتها من مخالب الغول التركي الذي ران عليها عقودا طويلة من الزمن بل ومد لها يد العون والمساعدة في مساعيها نحو التحرر من تسلطهم وهمجيتهم.

وعندما أتى زمن الاحتلال الأوربي للوطن العربي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية الذي قام على أنقاظ الاحتلال التركي تحت ما أسموه قسمة تركت الرجل المريض إذ كانت هناك أجزاء واسعة من الوطن العربي لازالت تخضع للحكم العثماني فكان حظها هو أن تستبدل الاحتلال التركي باحتلال غربي أقسى وأنكى فبسطت كلا من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا نفوذها على أجزاء واسعة من الوطن العربي فكانت عدن من ضمن تلك المحميات التي خضعت للاحتلال البريطاني الذي أخذ الدرس من سلفه التركي فأحجم عن احتلال الأجزاء الشمالية من اليمن واكتفى بكنتونات صغيرة في عدن ولحج وأبين.

ومثل مصير الاتراك كان مصير البريطانيين في المحميات الجنوبية من اليمن لم يهنؤوا فيها بعيش ولا نعموا بسلطة بل كانت تلك المحميات في جسد ذلك الاحتلال كالحمى في جسد المريض كلما برد لهيبها في جانب اشتعل في جانب آخر حتى خضع ذلك الاحتلال لإرادة اليمنيين ورحل عن بلادهم ومثلت تلك الثورة نجاحا كبيرا وبداية ملهمة لكل الأقطار العربية التي ظلت تحت الوصاية المباشرة  للمحتل.

 

الدور اليمني في مواجهة الإرهاب الأمريكي

لما فرضت أمريكا نفسها بقوة السلاح على العالم، وفرضت سياستها الانتهازية والاستعلائية على البشر، ومع دخول العالم القرن الحادي والعشرين تزعمت تحالف الحرب على (ما يسمى الإرهاب)، بهدف السيطرة على الشعوب، ونهب ثرواتها، وخصوصًا المنطقة العربية، ودول الإسلام؛ وذلك بتعاون معظم الأنظمة والحكومات في المنطقة التي اتخذت خيار العمالة والارتهان لأعدائها الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين، وفتحت المجال أمامها لإدخال مؤامراتهم ومكائدهم في كل تفاصيل شؤون هذه الأمة، فكانوا نافذة خطيرة على الأمة دخل من خلالها الأعداء، لأن الحكومات والأنظمة هي المؤثر الأول داخل هذه الشعوب، وهي التي تصنع هذا الواقع بكل تفاصيله، وتتحكم بالسياسة العامة، (الاقتصادية-السياسية-التعليمية-الإعلامية) وكافة الشؤون الأخرى.

 وكانت الشعوب هي الضحية في المقام الأول، فعظم البلاء، واشتد الخطر، واستفحل الشر، وأصبحت المسألة خطرة جداً جداً، حكوماتنا وحكامُنا يفعلون بنا ما يشاؤون؛ فيما يخدم أعداءنا، ويزيدها ذلاً وهواناً وضعفاً وعجزاً، في كل المستويات، حتى على المستوى التعليمي، والمناهج الدراسية، وعلى مستوى السياسة الإعلامية، وتقديم صورة نمطية عنه وعن مجتمعاتنا للعالم بأننا متخلفون وإرهابيون حسب التعبير الغربي، والمعنى الأمريكي، وخصوصًا بعد حادثة البرجين المفتعلة، الذي أعلن بعدها بوش الابن حربًا (صليبية) وعلى الملأ (من لم يكن معنا فهو ضدنا) فاحتلت بعد أفغانستان العراق، تحت ذرائع واهية ظهر كذبُها وبان للعالم، وتحت نفس العنوان بدأ الاستهداف التدريجي لبلدنا وأمتنا، وكانت اليمن في رأس قائمة الاستهداف إذ صرح بذلك أكثر من مرة، وعلى لسان مسؤولين أمريكيين، واتهم بـ( الإرهاب) مراراً.

ولما كانت اليمن نفسها في قلب السياسات العدوانية الأمريكية، فقد تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في الوقت الذي آثر فيه الآخرون القعود، ونطق وصدع بالحق حينما سكتوا وآثروا السكوت، وهكذا كان موقفه، مهمًا في مرحلة حساسة وظرف معروف.

وقدم المشـروع القرآني، الذي كانت أبرز معالمه وأوضحها؛ ما يلي:

دعوة الأمة إلى القرآن الكريم؛ وقدم الرؤية المتكاملة من خلال القرآن الكريم، وعمد أولاً إلى تعزيز الثقة بالله سبحانه وتعالى، التي كادت أن تختفي.

إحياء حالة الشعور بالمسؤولية التي غابت، وماتت في نفوس الناس، لا في إقامة عدل، ولا في مواجهة ظلم، ولا في مواجهة طغيان، وطغت حالة الأنانية.

 إحياء الروحية الجهادية: لأننا أمة ٌ لها أعداء يتآمرون عليها، يقتلون أبناءها، يستهدفونها بكل أنواع وأشكال الاستهداف، وهو من أهم ما نحتاج إليه، لنستطيع الدفاع عن أنفسنا ومبادئنا ومقدساتنا وأعراضنا وأرضنا ووجودنا الحضاري، وهو حق مكفول لدى كل البشرية، وحق من حقوقها.

تعميم حالة الوعي، أولاً في مواجهة التضليل والخداع الكبير الذي يتحرك به أعداء الأمة لضربها، ثانياً الفهم الصحيح للواقع بكل ما فيه من أخطار، والفهم الصحيح للدين والمسؤولية، والوعي عن الأعداء ومؤامراتهم ومشاريعهم ومكائدهم بكل أشكالها، وبما يجب علينا في مواجهتهم.

وبهذا المشروع العظيم الذي قدمه السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) نهض الشعب اليمني أمة عظيمة يقتفون آثار أجدادهم الأنصار في مواجهة طواغيت العصر وتحت قيادة ابن رسول الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) متمسكين بموقفهم حيال القضايا الكبرى للأمة العربية والإسلامية، لا سيما قضية فلسطين، ورغم الحروب التي شنتها أمريكا على الأحرار من أبناء الشعب اليمني وطوال العشرين عام الماضية آخرها الحرب العدوانية التي شنتها بمعية النظام السعودي والإماراتي وبقية القطيع من أنظمة الخيانة والعار التي تقف اليوم في الخندق الصهيوني والتي استمرت لأكثر من 8 سنوات إلا أن الصمود اليمني الأسطوري وقف عائقا أمام حلم الأمريكيون وعملائهم لاحتلال اليمن وفشلوا بفضل الله كما فشل أسلافهم.

 

اليمن… ومعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس

لقد أثبتت اليمنيون، بتاريخهم الحافل الجهاد والنضال، أنهم قادرون على التصدي لأقوى قوى العالم، فبينما يسعى الصهاينة والإمبريالية الأمريكية لترسيخ هيمنتهم، يقف اليمن كحصن منيع يحافظ على قيم الأمة ومبادئها، ويدفع الثمن من دماء أبنائه الأطهار..

ومن بلدٍ أنهكته الحرب و الحصار وأثقلته الجراح، وبعد أن رأوا مجازر الإبادة التي يتعرض لها أبناء فلسطين في غزة والضفة خرج اليمنيون ليعلنوا مساندتهم أبناء فلسطين بكل ما يملكون و أن مواقفهم لا تعرف حدودًا جغرافية، ولا قيودا سياسية ولا قواعد اشتباك مع العدو الصهيوني المجرم وأن الدم الذي يُسفك في غزة كأنما يسكب من عروقهم، وفي مشهد لا يخلو من جرأة التحدي وصوت الإباء، اشتعلت حمية اليمنيين غضبا عارما حول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مفتوحة مع العدو الإسرائيلي، ورغم التحديات الاقتصادية وآثار العدوان المستمر لأكثر من عشر سنوات، تحرك اليمنيون بشجاعة غير معهودة، ليوجهوا ضربات عسكرية قاسية ضد أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونجحوا في إغلاق ميناء إيلات بشكل كامل واستهداف السفن التي تتعامل مع العدو الصهيوني وضمن مراحل متتابعة وكل مرحلة ذات خطوات تصعيدية أبعد مدى وأقوى أثرا وقد بلغ عدد السفن المستهدفة حتى كتابة هذا الخبر ما يقارب 180 سفينة منذ بدأت معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

لقد تحركت أمريكا والدول الغربية لمحاولة ضبط إيقاع المواجهة في البحر الأحمر من خلال نشر المدمرات وحاملات الطائرات وإنشاء تحالف دولي لمواجهة العمليات اليمنية وشن غارات عدوانية داخل الأراضي اليمنية، إلا أن الجيش اليمني لم يتراجع بل تصاعدت عملياته وتوسعت أهدافه  باتت البوارج والمدمرات الأمريكية والفرقاطات الأوروبية هدفا يوميا له، وتمكن من كسر الهيمنة الأمريكية على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وما باتت تخشاه أمريكا والكيان الصهيوني والقوى الغربية بعد فشل جهودهم في إيقاف العمليات اليمنية هو لأي مدى سيذهب اليمنيون ضمن عملياتهم التي تأخذ مراحل متصاعدة وهذا ما أكده السيد عبد الملك في خطاباته التي يلقيها كل أسبوع..

 

لقد تمكنت القوات المسلحة اليمنية من تغيير المعادلة و قلب الموازين وإفقاد أمريكا هيبتها البحرية التي كانت ولسنوات طويلة تعتبر السيطرة على الممرات البحرية ومنها باب المندب أمن قومي أمريكي، هنا ظهر اليمن قوة لا ترهبها التهديدات ولا استعراض الأمريكي لقدراته البحرية، ومن أجل الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني يتحرك اليمن بلا هوادة في مياه البحر الأحمر والبحر العربي وصولا للمحيط الهادي والبحر الأبيض المتوسط دفاعًا عن غزة، متحديًا كل الحسابات الدولية والإقليمية، ومخلفا خسائر اقتصادية صهيونية بالمليارات، ليُظهر أن الغضب اليمني لن يهدأ ولن يستقر مالم تتوقف آلة الحرب الصهيونية عن استهداف غزة، ويضعوا بذلك تحديًا جديدًا لكل من يدعم العدوان الإسرائيلي..

وإلى جانب العمليات العسكرية اليمنية الفاعل ضد العدو الإسرائيلي يأتي الحضور الشعبي اليمني الأبرز على الساحة العربية والإسلامية والدولية المساند لغزة والمناهض للجرائم الصهيونية حيث يجتمع اليمنيون في يوم الجمعة من كل أسبوع في حشود مليونية وفي أكثر من 330 ساحة في مختلف المحافظات والمديريات..

أخيرا سيبقى اليمنيون وبقيادة أبا جبريل أوفياء في الدفاع عن الإسلام وقضايا الأمة ومواجهة المستعمرين والوقوف ضد الطغيان الأمريكي والصهيوني، متوكلين على الله واثقين بنصره وهو القائل: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم..

قد يعجبك ايضا