اخذت قضية فتح الطرقات في اليمن ابعاداً معقدة، بسبب تعنت قوى التحالف، وخلال الأيام الثلاثة الماضية مثلت العاصمة الأردنية عمان مضماراً لاختبار صدق النوايا بين أطراف الصراع.
ويبدو من خلال الوقائع التي تم تسريبها من قاعة المباحثات بين ممثلي حكومة صنعاء وممثلي التحالف، أن الأخير كان يخدم أجندة مشبوهة تتعمد صناعة المعاناة لأبناء اليمن.
قبل أن يفاجئ المبعوث الأممي “غروندبيرغ” الجميع بزيارة مباغتة إلى عدن، على أمل زحزحة مواقف طرف التحالف تجاه قضية فتح الطرق في اليمن، كان “غروندبيرغ” قد أصدر بياناً أمس السبت، التزم خلاله الحديث بلغة ديبلوماسية تجنبت خلاله التصريح بشكل واضح عن النتائج المخيبة التي فرضها التحالف على مجريات مفاوضات فتح الطرق.
ويلاحظ كثير من المتابعين أن قوى التحالف تسعى من جديد إلى إعادة تدوير مفاهيم الاستغلال للوضع الإنساني في البلاد، مهما كانت معاناة الموطنين، عبر التعامل بكيدية ومحاولة الحصول على المكاسب، دون أن تبدي أي اكتراث بمعاناة المواطنين.
وخلال ثلاثة أيام من المباحثات كان جانب صنعاء يعلن للرأي العام عن المبادرات التي قدمها لحلحلة الوضع.
حيث كشف نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي ، أمس السبت في حائطه على منصة “تويتر” عن رفض ممثلي أطراف التحالف مبادرات طرف صنعاء بفتح الطرقات في مختلف المحافظات وأصروا على تعز فقط خلافا لنص الهدنة.
وقال : “حسنا فلتكن أولوية وغيرها لاحقا التزموا بعدم استعمالها لأغراض عسكرية وعدائية وتعالوا ننهي القتال ونعيد الانتشار(رفضوا) .. طيب لا تلتزموا ولنعتمد التدريج ونبدأ ببعض الطرق من جهتنا وجهتكم ونقيم معاً (رفضوا أيضا)”.
وأضاف : ” فقط لتعرفوا من هو الطرف المعيق ومن هو الذي يتألم ويحترق ويحاول بكل صدق وصبر وتنازل ومغامرة ومخاطرة”.
بينما اكتفى ممثلي التحالف بإصدار التهديدات والتوعد بإيقاف المفاوضات.
لم يكن لدى وفد التحالف أي نوايا للتعاطي مع ملف الطرقات المغلقة في عموم، وكانوا يريدون جر الجميع إلى مربعات صغيرة تتناسب مع مزاج السعودية والإمارات. رغم أن بنود الهدنة ودعوة المبعوث “غروندبيرغ” تتحدث عن فتح الطرقات للمواطنين في جميع انحاء اليمن، إلا أن سياسة التحالف لا تكترث بما صنعته من صعوبات ومعاناة لأبناء اليمن.
حيث لم يجد الكثيرين مبرراً لتهرب قوى التحالف من مناقشة موضوع فتح الطرقات بشكل عام، والإبقاء على معاناة الطرق ملفاً يتيح للتحالف الضغط على حكومة صنعاء، باعتبار أن الأخيرة هي الطرف الوحيد في الحرب الذي يحمل مسؤولية التخفيف على أبناء اليمن وصون كرامتهم دون مزايدات