ملف خاص… من “الجيش الفاشل ” الى “الجيش المحترف” …كيف تمّكن أنصار الله من تحويل الجيش اليمني الى قوّه برّية مدمرّة ….
عين الحقيقة/ تقرير / أحمد عايض أحمد
من خلال رصد تحليلات وتحقيقات المحللين والخبراء العسكريين والاستراتيجيين الإقليميين والدوليين في وسائل الإعلام المختلفة يتفقون على أن اليمن سيخرج من العدوان عليه بجيش قوي جدا يتفوق على جيوش الدول العظمى في الخبرة والكفاءة والمهارات والمعارف العسكرية كون منتسبيه اكتسبوها من الميدان وعلى مدى سنوات وفي ظروف جغرافية وعملياتيه صعبه وقاسيه وهذا يقلق الغرب وادواتهم الإقليمية وخصوصا أن الأغلبية الساحقة من المقاتلين في ريعان شبابهم حسب وصفهم ..مضيفين أن قوام الجيش اليمني الجديد سيكون من الجيش واللجان الشعبية والويه قتالية من شباب القبائل اليمنية المشاركة في المعركة مؤكدين أن هذه الخطة العسكرية الاستراتيجية استنتجوها من خطابات السيد القائد الذي يشدد على تثبيت كافة المقاتلين في المؤسسة الدفاعية اليمنية وهذا ما يحدث لكي تكتمل بنية الجيش الحديث ..عموماً لا جيش حقيقي إلا بقائد حقيقي، فبدون قائد فلا يحسب الجيش جيشاً ..لا جيش قوي الا بعقيدة عسكرية صحيحة وفعالة، فبدون عقيدة عسكرية لا يحسب الجيش قوياً بل ضعيفا يسيطر عليه الوهن والضعف والتمزق وانعدام الثقة .. البعض يغضب اذا تحدث الانسان عن العيوب في الجيش اليمني في الماضي والفساد المستشري فيه والترهل وعدم الكفاءة والمحسوبية ووالخ فالحقيقة مؤلمه ولكن معرفتها ضرورة من باب الوعي..من الصعب على مواطن يمني ان يكذّب او ينفي او يخفي حقائق عن الجيش اليمني من اجل ارضاء او دفاعا عن فاسد او ظالم او مسؤول فاشل عن مواطن يمني اخر فكلا المواطنان اليمنيان هم من بلد واحد وشعب واحد ويدركان الحقيقة ولكن أحدهم نفعي منافق والاخر حر ونزيه وصادق…فعلا كان الجيش اليمني في الماضي جيشاً فاشلاً اغلب منتسبيه ما بين عسكريين وهميين وعسكريين منازلي. .كشفت تقارير صادرة من وزارة الدفاع اليمنية عام 2012م، أن ما يزيد عن سبعين ألفا من تعداد القوات المسلحة اليمنية هم أبناء وأقرباء شيوخ وقادة الجيش ووجهاء القبائل وشخصيات اعتباريه اخرى لم يتلقوا تدريبات عسكرية ولم يدرسوا اي معارف عسكرية ولم يخدموا ميدانيا ابداً.، هذا نموذج من نماذج كارثيه حلّت طيلة عقود بالجيش اليمني ..اذن المشكلة التي نتحدث عنها ليس في الجندي والضابط كانسان يمني ولا في السلاح كسلاح انما المشكلة في غياب الوعي العسكري لدى الجندي والضابط وخلو عقله من الفكر العسكري والعقيدة العسكرية والمبادئ والاخلاق العسكرية وعدم تسلحه بالتدريبات العسكرية والمعارف العسكرية وعدم ايمانه بالانضباط العسكري. كشفت حقيقة واحده من حقائق عن عورات عسكرية لدى الجيش اليمني الذي طالما تباهى النظام بأنه (الجيش العقائدي او الوطني وليس العائلي الحزبي الفاسد الفاشل المكروه شعبيا ) والذي يتم إعداده للتوازن العسكري مع اي عدو محتمل لليمن، وبدا هذا الجيش بكل صورته التي أظهرت عدم كفاءته القتالية، والتنظيمية، وعدم اتقانه طرق (حرب العصابات او خوض الحروب الحديثة )وكانت جهات عسكرية يمنيه عليا نزيهة وحرّه طالما تهمشت وحوربت بقوة ، تلقت دراسات عسكرية أعدها خبراء التخطيط والبحث الاستراتيجي اليمني والاقليمي مفادها أن لدى الجيش اليمني مشكلة تتجلى في عدم إتقانه القدرة والمعرفة في قتال الحروب الحديثة وحرب الشوارع، وافتقاده لوجود قيادة عسكريه واعية ومدركة ومحترفة في إدارة المعارك، فضلاً عن معاناة هذا الجيش من الفوضى في صفوفه وقلة الانضباط والثقة ما بين الرؤساء والمرؤوسين، وافتقاده للروح الإيمانية والمعنوية نتاج ثقافة عسكرية نفعيه رسخها قادة عسكريون فاسدون وجهله يحملون نياشين ورتب عسكرية لا يستحقون ادناها …
التحول _الكبير:
ان صانع التحول المعرفي والبنيوي في الجيش اليمني وجعله قوه عسكريه لها اعتبارها وحساباتها وعقيدتها ونهجها وسلوكها واسلوبها وفكرها وثقافتها وأبياتها هو سماحة قائد الثورة السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله مؤسس مدرسة العسكرية اليمنية الحديثة ومن هنا كانت البداية حيث ان النظرة العسكرية لدى انصار الله ليست خاصة انما وطنيه عامة لا تسعى الى الاحتكار انما الى الالتحام عبر التشارك والتطوير والتأهيل للمؤسسة الدفاعية اليمنية التي ينتسب اليها كل مواطن يمني من اجل حماية الوطن اليمني والشعب اليمني فانصار الله يمنيون وينظرون الى قوتهم انها قوة عسكرية يمنية وطنية مشكلة من مقاتلين ينتمون الى كافة محافظات اليمن و مسؤوليتهم الدفاع عن الوطن والشعب وتحقيق الحرية والعدالة .بعد ثورة 21 سبتمبر وجد قادة انصار الله العسكريين ان الجيش اليمني على حافة الانهيار الكلي وان اليمن في خطر كبير وذلك بعد هيكلته من قبل السعودية وامريكا وادواتهم المحلية “هادي وحزب الاصلاح حيث و ان الهيكلة كانت قرار تفكيك للجيش، ولم تكن هناك هيكلة حقيقية له من خلالها، وبدلاً من أن ترفع هذه القرارات من قدرات الجيش، نزلت بالقوة إلى المستوى المرعب وهذا يدل على التواطئ والخيانة وأتت الهيكلة تسونامي مميت عصف بالجيش الذي ظل غارقاً في الفساد والتمزق طيلة عقود.. سارع قادة انصار الله العسكريين الى مساندة قاده عسكريين شرفاء واحرار من الجيش اليمني الى انقاذ الجيش من التدمير الشامل وبذلوا جهودا جباره في تنظيم وتطوير وتأهيل وتدريب ما تبقى من الوية الجيش اليمني حيث تلّقى الجنود والضباط تدريبات حول أحدث الفنون القتالية وأساليب حرب العصابات في المدن والقرى والجبال والصحاري والسواحل وفنون القتال الليلي، وتدريبات حول القتال المتقارب، وطريقة قراءة الإحداثيات والاستعلام العسكري والرصد والمراقبة والطرق الحديثة في التفجير والتفخيخ ونصب الكمائن من قبل قادة انصار الله العسكريين ولم تمض اشهر حتى عادت الحياه للجيش اليمني بروح ايمانية وعسكرية جديدة وعقيدة عسكرية صحيحه وثقافة اختلاقيه عسكرية سليمة وفعالّة….عندما يخوض القادة العسكريون لدى انصار الله حملة طويلة وصعبة، تتجه أفكارهم لا محالة نحو المواجهات المستقبلية المحتملة. وغالباً ما يعني ذلك ترجمة العبر المستخلصة إلى استراتيجيات وتكتيكات جديدة، بالإضافة إلى مقاربات جديدة فيما يتعلق بالمعارف والعلوم والتدريبات العسكرية تضاف الى الخبرة الميدانية الكبيرة والقوية وليس هناك شك بأن قادة «انصار الله» العسكريين يفكرون بالفعل في مثل هذه المسائل ، ويمكن أن يؤثر القتال إلى جانب الجيش اليمني الحديث إلى حد كبير على العبر التي يستخلصونها وخصوصا بعد التحام الجيش مع الالوية العسكرية الخاصة التابعة لانصار الله ذات الخبرة والكفاءة التحام وطني دفاعي من أجل مواجهة الغزاة والمرتزقة فالجميع مسؤول عن الوطن والدفاع عنه
“نظرة انصار الله العسكرية الخاصة“
يتطلب الانضمام الى الوحدات الخاصة لانصار الله اجتياز مراحل صعبة جدا جعلت عناصر هذه القوات الاكثر جدارة وجهوزية في انصار الله، فالمراحل المعقدة لانتقاء هذه العناصر من جهة التأكد من صلاحيتهم الاخلاقية هي من ابسط القضايا لجذب العناصر الجديدة للوحدات العسكرية والانتماء لها ، وبعد اجتياز العناصر الجديدة لهذه المرحلة يبدأون التدريبات والتمارين العسكرية والبدنية ليتم معرفة قدرتهم على التحمل والصمود في الاوضاع الصعبة وهذه المرحلة هي مدة زمنية طويلة تشمل الدراسة النظرية والعملية وان النجاح في كل هذه المراحل هي من ابسط الشروط للانتماء الى الوية المسيرة القرآنية بعد اجتياز المقاتل لكافة المراحل الصعبة لانتخاب العناصر ينضم هذا المقاتل الى وحدة انصار الله الخاصة ويخضع لتدريبات عسكرية ونظرية للتواجد في مختلف الاوضاع العملياتية وهكذا تتحول هذه العناصر الى اشخاص يمتلكون ارادة وايمان قويين ويستخدمون للقيام بعمليات معقدة وصعبة. ويعتبر الانضباط والنظم احد اهم خصائص هذه الوحدات العسكرية فهؤلاء يدركون جيدا نحو من يصوبون اسلحتهم ومن هو عدوهم الحقيقي. ويجتاز المقاتلين العديد من الدورات التخصصية والدورات المختلفة للعلوم العسكرية من الناحيتين العلمية والعملية في داخل وخارج اليمن ويتعلمون الاساليب الفريدة للقتال بمختلف انواعها، وتؤكد المصادر المطلعة ان اكثر هذه الفنون القتالية هي اساليب مبتكرة وليست تقليدا للفنون الموجودة في العلوم العسكرية وهي تلائم البنى التحتية لانصار الله والتوجهات العقائدية والوطنية لمقاتلي انصار الله بالكامل، فهؤلاء يتعلمون كيفية استخدام مختلف انواع الاسلحة لكي يستخدموا عند اللزوم حتى الاسلحة الغريبة التي لا يمتلكها انصار الله نتيجة معارف عسكريه تلقوها بكثافه وفي الختام. ان الجيش اليمني الجديد لم يعد هو الجيش الذي يعهد الجميع في السابق .صحيح ان اغلب عناصره ممن التحقوا بالجيش بالسابق ولكن تم تدريبهم تأهيلهم وتوعيتهم وتثقيفهم وتسليحهم بما يلزم من معارف وعلوم وخبرة عسكرية غيرت الجندي والضابط الى الافضل الى الاقوى الى الاكثر فعالية في الميدان اضافة الى ضخ دماء جديده بالألاف من المقاتلين بعد تدريبهم وتعليمهم وتلقينهم كل ما يحتاجونه كمقاتلين بالجيش …لذلك استعاد الجيش اليمني هيبته كجيش له تأثير ورهبه ومكانه وهذا ما صنعه القادة العسكريون الجديد من انصار الله بالجيش اليمني الذي يستحق ان يكون الافضل والاقوى بالمنطقة والميدان اثبت ذلك وبشهادة الخبراء والمحللين وقادة الجيوش بالمنطقة والعالم ان الجيش اليمني اليوم اصبح يحسب له الف حساب …