ملحمة سجن جلبوع.. إذا أردت أن تتحرر أحفر بأظافرك الحجر
Share
عندما يتمكن ستة أسرى فلسطينيين من تحرير انفسهم، من سجن قيل انه أشد السجون “الإسرائيلية” حراسة، بعد حفر نفق بطول عشرات الأمتار، على مدى عدة اشهر، فأعلم ان تحرير فلسطين ليس “أمنية” تراود الفلسطينيين، بل هو “حقيقة” سيصنعها الفلسطينيون عاجلا أم آجلا ، فالفلسطيني الذي يحفر بأظافره الحجر ليتحرر من السجن، من السهل عليه أن يحرر أرضه وفي قبضته السلاح.
هذا الخبر هز الكيان الإسرائيلي، لا لأنه كشف عن أزمة في منظومته الأمنية، بل بسبب الخوف من الاسرى الذين حرروا انفسهم، فهؤلاء الاسرى لم يحفرو بأظافرهم الحجر والتراب، من اجل الهرب من الموت والتعذيب، بل حرروا انفسهم من اجل ان يعودوا الى مقارعة المحتل وهم يحملون السلاح.
جميع وسائل الاعلام الإسرائيلية، وصفت الاسرى الفلسطينيين الذين حرروا انفسهم بظافرهم، بانهم “خطرون”، وتجري عمليات بحث واسعة عنهم بمشاركة المروحيات، وارسل جيش الاحتلال تعزيزات امنية وعسكرية كبيرة، و رفعت حالة التأهب في مختلف ارجاء الكيان الإسرائيلي خصوصا في منطقة بيسان ومنطقة شمال فلسطين المحتلة ، حيث يقع سجن “جلبوع” ، وصولا الى وسط كيان الإسرائيلي. لماذا؟ بسبب المخاوف من أن ينفذ الأسرى الستة عمليات داخل الكيان الإسرائيلي!!.
اللافت ايضا في خبر تحرر الاسرى الفلسطينيين، هو الانتماءات السياسية لهؤلاء الاسرى، فخمسة منهم ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي، والسادس الى حركة فتح، فالانتماءات السياسية والحزبية، لم ولن تفرق بين ابناء الشعب الفلسطيني، الذي يناضل من اجل قضية مقدسة واحدة، تتصاغر ازاءها كل القضايا الجانبية والفرعية، فمثلما لم يفرق العدو الاسرائيلي بينهم، عندما زج بهم في زنزانة واحدة، فهم ايضا لم يفرقوا في الرؤية الى قضيتهم المقدسة، وهي رؤية واحدة، تقوم على تحرير الارض بالقوة والايمان الذي يفتت الصخر ويلين الحديد.. ان ملحمة سجن “جلبوع” التي سطرها الاسرى الابطال، ستدخل التاريخ الفلسطيني من اوسع ابوابه، وستضاعف من ايمان الفلسطينيين بقضيتهم وعدالتها، وكذلك ستقرب من موعد تحرير فلسطين.. كل فلسطين.. انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.