مقدمة نشرة الأخبار الرئيسة لقناة المسيرة ليوم الأثنين 23-03-2020م
أكثرُ من ربعِ مليونِ غارةٍ صبّوها على اليمن، وما زادوهُ إلّا قوّةً وعزماً على المواجهةِ و التحدّي، وفي المحصّلةِ هزيمةٌ مدوّيةٌ لتحالفٍ بدأَ بسبعةَ عشرَ دولةً، لينتهيَ المطافُ بمملكةٍ وحيدةٍ تتجرّعُ مُرَّ الهزيمةِ بعدَ أن خسرت عشرةَ 10 آلافٍ من جنودِها وضباطِها بينَ قتيلٍ وجريحٍ وفقَ المعلوماتِ الرسمية، أما قتلى المرتزقةِ الذينَ تجاوزوا مئةً وثلاينَ ألفاً فلا بواكيَ عليهم ولا اعتبارَ لمصيرِهم، وتتويجاً لأكثرَ من الفٍ وتسعمةِ عمليةٍ استراتيجيةٍ بالصاروخيةِ والمسيّراتِ والدفاعاتِ الجويّة، تعدُ القوّاتُ المسلحةُ بتدشينِ منظوماتٍ جديدةٍ خلالَ المرحلةِ القادمةِ إذا استمرَّ العدوان.
وبينَ زحمةِ الأرقامِ التي سردتها القوّاتُ المسلّحةُ، يبقى اليمنُ هو الرقمُ الأصعبُ، وقد تربّعَ في مكانةٍ متقدمةٍ بينَ الأمم، تصنيعاً وخبرةً وحنكةً عسكرية، مقدّماً دروساً سيرويها التاريخُ بكلِّ فخر، وتعلمُها الأكاديمياتُ العسكريةُ بكلِّ شغف، بعد أن راكمَ في معادلةِ خمسِ سنواتٍ من المواجهةِ من الخبرةِ والإنجازاتِ والانتصاراتِ الميدانية، ما يؤهلُه للولوجِ بكلِّ قوّةٍ، إلى عامٍ جديدٍ سيكونُ أشدَّ إيلاماً من الأعوامِ السابقةِ إن استمرّت دولُ العدوانِ في بغيِها وغيِّها، وعليها أن تأخذَ بالأسلم، وأن تحملَ هذا التهديدَ على محملِ الجدّ، ولتتخذْ من كورونا جَملًا للخروجِ بما تبقّى لها من هيبة، وتحفظْ ما تبقّى في الضروعِ بعدَ الحلب، وتحملْ عصاها وترحلْ غيرَ مأسوفٍ عليها من اليمنِ وتتركِ اليمنيينَ وشأنَهم.
وقبلَ أن يجرَّ العدوُّ أذيالَ الهزيمةِ لايستبعدُ أن يستخدمَ حرباً جرثوميةً للفتكِ باليمنيينَ كورقةٍ أخيرة، والتحذيرُ موجّهٌ على لسانِ المتحدّثِ باسمِ الحكومة، ومثلما توّجَ اليمنيونَ أعوامَهم الخمسة بالصبرِ والصمودِ والمواجهةِ معنيّونَ اليومَ، بالوعيِ لخوْضِ معركةٍ تقتلُ بصمتٍ ومن دونِ ضجيج.