مقتطفات من المحاضرة الرمضانية الـــ21 للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 23 رمضان 1444هـ
– من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان وميزه بها وفضله على كثير من مخلوقاته، هي نعمة النطق والبيان، والتعبير باللسان، ويتبعه أيضاً الكتابة، هذه النعم تعتبر من أرقى النعم التي لا يستوعب الإنسان مدى عظمة هذه النعم.
– ويقول جل شأنه { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} في حياة الإنسان طفولته المبكرة حينما كان صغيراً قبل أن يمتلك النطق يعتمد على الصياح، عندما يشعر بالألم يصيح، عندما يتفاعل بشيء معين يصيح.
– هي وسيلة أساسية يعتمد عليها الإنسان، والإنسان كائن اجتماعي وحياته ونشاطه في الحياة ومعاملاته ومتطلباته في الحياة نشاط جماعي، وهو يحتاج إلى هذه النعمة العظيمة ويعتمد عليها في مختلف شؤون حياته، ولذلك تقوم هذه الحياة بناءً على هذه النعمة، نعمة البيان بالنطق باللسان ويتبع ذلك الكتابة.
– هي أيضاً وسيلة للتعليم، الله جل شأنه جعل الإنسان قادراً على التعبير عن جميع الأمور، ولنعبر بها في كل شؤون الحياة منحه المفردات الكثيرة التي يعبر بها عن ذلك، وهيئه بالقدرة النفسية والبدنية وبالوسائل ذات القدرة المباشرة ومنها اللسان.
– ملكان متخصصان في توثيق أعمال الإنسان وفي مقدمة ذلك ما يقولوه { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } حاضر وجاهز للكتابة لما يقوله الإنسان ولا يفوته ما يقوله وحسب ما يقوله خيرا فخير.
– علينا أن نعي جيداً أننا محاسبون وأنه لا بد من حساب وجزاء على ذلك يقول رسول الله “رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم “إن اللسان أملك شيء للإنسان، إلا أن كل كلام للعبد عليه, إلا ذكر لله وأمر بالمعروف أو إصلاح للمؤمنين.
– نلحظ في هذا الحديث التأكيد على أهمية الكلام وأن يدرك الإنسان أنه مسؤول تجاه ما يتلكم به ويجازى به، ليحرص أن يكسب به الأجر ورضوان الله، وأن يحرص على أن يكون سليماً مما يكسب به الذنب.
– إن اللسان أملك شيء للإنسان، كثرة استخدامه ودوره في الحياة فيما يتكلم به الحياة واسع جداً، عندما يكون الكلام ذكراً بالقلب أو بالنفس.
– الذنوب كثيرة التي ترتبط باللسان، كثيرة وخطيرة لا يستوعب كثير من الناس مدى أهمية الكلام في الخير أو الشر، خطورته البالغة في الشر والباطل وفيما يسخط الله، إلى درجة أن مسيرة الإنسان مرهونة بكلمة وقد تتكلم بكلمة تكون تبعاتها عليك كبيرة جداً، المسألة خطيرة للغاية.. تكون سبباً لسلب التوفيق.
– { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} الكلمة الطيبة مهمة، كلمة حق، كلمة هداية، كلمة خير، كلمة أمر بمعروف، كلمة إصلاح بين المؤمنين، كلمة لها أثر إيجابي في جوانب مهمة، كم هي المجالات الواسعة للكلمة الطيبة المنتجة.
– أما عن الكلمة الخبيثة فيقول { وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } ولأهمية الكلمة لأهمية التعبير والبيان ارتبط به القيم المهمة لضبط استخدام هذه النعمة وفي مقدمتها الصدق.
– “الصابرين والصادقين” فهو يصف عباده المؤمنين بالصدق لأنهم يتحرون الصدق في كلامهم وتصرفاتهم.
– ومن القيم المتعلقة بالكلام، التحري بالصدق، ومنها أيضاً العدل، العدل في كلامك، لا تتجاوز العدل في كلامك.
– ومن القيم المهمة الإحسان، يقول تعالى { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} تحرى الكلمة الحسنة وليس الكلمة السيئة في تعاملك مع الناس.
– والتواضع أيضا { وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } والحكمة { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ } والسداد، أن يكون قولك سديدا يقول تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } والقول السديد هو القول الصادق الذي لا عدل عن الصواب في مضمونه وطريقة تقديمه ترتب عليه النتائج المهمة وله علاقة بالتعامل مع المسؤولية والواقع، ولهذا ارتبط به صلاح العمل، فالقول غير السديد قد يخرب الكثير من الأعمال وقد يؤثر على الواقع العملي تأثيرا سلبيا.
– أشكر شعبنا اليمني العزيز على حضوره المعبر عن موقفه في هذا اليوم المبارك يوم القدس العالمي.
– أتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالحمد والشكر على خروج هذه الدفعة من الأسرى، ونوجه التهاني للأسرى المحررين ولإسر المحررين، ونؤكد لبقية أسر الأسرى أن العمل مستمر لإكمال عملية التبادل حتى يكتمل تحرير كل الأسرى.