مقتطفات من المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1444هـ
– عندما يؤتى الإنسان كتابه بيمينه، هذه من حالات الطمأنينة والبشارات، ثم يطلع على المشاهد التي ترضيه من الأعمال التي استجاب فيها لأوامر الله سبحانه وتعالى.. فيستبشر {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} .
– العرض التفصيلي في القرآن الكريم مهم جدا، لأنه يجعلك تتصور تلك المشاهد الحتمية، مشاهد قادمة، تتصورها في الدنيا، ليكون ذلك مفيدا لك أن تلتفت إلى نفسك، إن توجهت على أساس الاستجابة لله سبحانه وتعالى.
– في يوم القيامة مصير الناس إلى أن يقسموا إلى أصناف، وهذا التقسيم مبني على أعمالهم التي تحدد بها مصائرهم، {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}.
– الناجون يوم القيامة هم أصحاب الميمنة، رجعوا إلى ربهم واستقاموا على منهجه، هم إلى مصير عظيم، شأنهم عظيم وكبير.. تعظيم لشأنهم وفوزهم.. لكن هناك ما هو أرقى وهم الصنف الثاني من الناجين، هم السابقون، أولئك شأنهم عظيم جدا {أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)}.
– الناس درجات في إيمانهم، {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ} درجات متفاوتة.. الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالهم واستجابتهم، ولا ينقص من عمل عامل منهم مثقال ذرة.
– لذلك فهناك في مستوى العمل تفاوت في مستوى الاستجابة لله سبحانه وتعالى، تفاوت في أعمال المؤمنين، كما قال في القرآن الكريم {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} تصبح الاستجابة لله سبحانه وتعالى هي معيار الجزاء العادل.
– لذلك يأتي “السبق” لها فضيلة أعظم.. والسباقون يأتي من خوفهم من التفريط والتقصير، فهم المقربون {أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)} يحضون بالتكريم المعنوي الكبير مع النعيم المادي العظيم.
– يتصور البعض وكأن الأعمال التي نال بها رضوان الله والنعيم العظيم ونؤمن مستقبلنا في الآخرة وتكون سببا برحمة الله تعالى، يتصورونها أنها مستحيلة، ليست مستحيلة.
– الجهاد عمل عظيم جدا، نحن بحاجة إليه، لأنه وسيلة يدفع بها ضر أعدائنا في هذه الحياة، حماية للأمة وقوة لها وعامل بناء ونهضة للأمة.. وهكذا بقية أعمال الخير.. المصالح العامة، التي يتحركوا بها بشكل جماعي وهي التعاون على البر والتقوى.