مقتطفات من المحاضرة الرمضانية الخامسة والعشرين للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 27 رمضان 1444هـ
– في الالتزام بالإيمان وتقوى الله سبحانه وتعالى، ومن أهم مواصفات المؤمنين التي لا بد منها في مصداقية الإنسان الإيمانية والأخلاقية التنزه عن فاحشة الزنى والمثلية والعياذ بالله منها.
– يقول في سورة الفرقان {وَلَا يَزْنُونَ} هم متنزهون عن تلك الرذيلة والفاحشة الدنيئة… كل هذا دنيء جداً.. ولهذا ورد في الحديث النبوي (لا يزني الزاني وهو مؤمن).
– وأتى في القرآن الكريم النهي الشديد والتحذير من تلك الجريمة وما يؤدي إليها ويوقع الإنسان فيها، وأتى في سياق التوصيات والتوجيهات النهي عنها والحذر منها.
– الله سبحانه وتعالى عندما جعل الغريزة الجنسية في الإنسان جعلها لتكوين الأسرة وجعل الطريق لتنفيذ تلك الغريزة هو الزواج.
– من التكريم للبشر أن يكون نظام حياتهم على نحو الزوجية، ومن عوامل الاستقرار لهم في حياتهم، ولتكوين المجتمع من خلال اللبنة الأساسية والتي هي الأسرة.
– أما الممارسة لها خارج إطار الحلال والحياة الزوجية فذلك جريمة شنيعة وفظيعة ولها آثارها الفظيعة جداً ولذلك قال {فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} يعتبر جريمة واعتداء وانتهاك لحرمات الله في الآخرين.
– جريمة الزنا تعتبر جريمة رهيبة من كبائر الجرائم.. يقول تعالى {وَسَاءَ سَبِيلًاً} لأنها طريقة سيئة بكل ما تعنيه الكلمة، بشعة تمس بكرامة الإنسان وأخلاقه وتخرجه عن الالتزام الإيماني والإنساني، ولها تداعيات وآثار فظيعة وسيئة وقبيحة جداً على مستوى حياة الإنسان والمجتمع في نفس الوقت.
– الفاحشة الجنسية كلاهما يمثل جريمة سيئة جداً ويطلق عليها الفاحشة.. تعتبر ضربة مدمرة لزكاء الإنسان، ومن أول وأهم ما يحتاج الإنسان هو زكاء النفس لتستقيم نفسك وصلاح أعمالك، إذا أردت أن تكون أعمالك صالحة ومستقيمة تحتاج إلى زكاء النفس، إذا خرجت من زكاء نفسك تخربت أعمالك.
– ولسوء آثارها وتنوع أضرارها وما تجلبه على المجتمع البشري من شقاء كبير إضافة إلى أن الإنسان يخسر فيها إيمانه والصلة بالله، ويخسر شرفه الإنساني، لأن آثارها فيما يتعلق بشرف الإنسان وشعوره بالخزي والعار وأن يعرف بالعار فيما بين المجتمع.
– يقول الله في القرآن الكريم وهو يفضح الشيطان {وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ} {وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} الشيطان يسعى إلى أن يوقع الإنسان في ذلك، يوقع الإنسان في الفحشاء.
– من المعروف أن اللوبي الصهيوني اليهودي يتحرك بكل إمكاناته وأصبح يحرك دول الغرب والمجتمع الغربية بإمكاناتها وعلى رأسها أمريكا وكذلك ذراعه إسرائيل يحرك الكل بإمكاناتهم وسعيه الحثيث لإفساد المجتمعات وكذلك في البلدان غير المسلمة.
– سعي كثير وضغط كثير وأنشطة كثيرة وتسخير إمكانات ضخمة للسعي لإيقاع الناس في تلك الجرائم، لأن يفصلوا الناس ويبعدوهم بشكل كبير عن الحياة الزوجية واستبدالها بالجريمة المثلية وفاحشة الزناء والعياذ بالله.
– في هذا العصر قاموا بالتبني الفاضح والمخزي للفاحشة بأنواعها، الجريمة المثلية يتبنوه بشكل علني، الترويج للجريمة المثلية والتشجيع عليها والدعم لها والسعي لقنونتها والسعي لتبسيطها في المجتمعات.
– في الماضي كان الأمر ظاهراً أن قوى الطاغوت تستخدم هذه الوسيلة للإيقاع بمن تجندهم جنودا لهم، وتقوم تصويرهم وهم في تلك الحالة البشعة جداً، ثم الابتزاز به وإخضاعهم لتنفيذ أي جرائم لصالحهم.. ثم مع الاستمرار في ذلك تتدنس النفس وتخبث النفس ثم يصبح الإنسان متجه للخيانة مهما كانت بشعة.
– علموا على كسر حاجز الفطرة عند البشر التي مثلت مشكلة أمامهم، لأنه معروف أنها جريمة منحطة ودنيئة ومخزية.. معروف في كل مجتمعات الدنيا.. ركزوا على ذلك لأنهم يضربون زكاء النفوس، ولأنهم في نهاية المطاف يسيطرون على المجتمعات.
– من مداخل الشيطان وخطواته هو من خلال العلاقة المحرمة بين الذكور والإناث والتواصل المغري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر الجوالات ثم تكون هي تلك المراسلات والمغازلات والكلام البذيء والكلام السيء يكون وسيلة للإغراء والفاحشة والعياذ بالله.
– الخلوة المحرمة بالنساء كذلك يؤدي إلى الجريمة.. فكل تلك الخطوات التي يسعى الشيطان من خلالها للإيقاع بالإنسان يجب الحذر منها، وعلى المجتمع أن يكون ملتزما بحالة التقوى والبعد عن حالة المعاصي.
– {ُيرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)} الله سبحانه وتعالى شرع لعباده الزواج، وهي قضية معروفة في كل المجتمعات البشرية وعبر كل الأجيال منذ بداية الوجود البشري، سواء كانت وسيلة للتناسل أو الحياة.
– الضوابط الشرعية تصون الإنسان وفي مقدمتها أمر الزواج وتحصين الإنسان بالزواج، ومن المهم من الناس أن يتعاونوا من أجل الزواج، وكذلك عليهم أن يتركوا بعض العادات الدخيلة على مجتمعنا، مثل تأخير الزواج.
– الله سبحانه وتعالى هو المتكفل بالرزق، فمسألة التأجيل للزواج حتى ينقضي مرحلة الشباب يجلب الكثير من المفاسد، وهي مسألة خطيرة جداً.
– كثيراً ما تحدثنا عن هذا الموضوع بالذات في المحاضرات الرمضانية، لأن الأعداء في هذا العصر، الشيطان واللوبي الصهيوني و #أمريكا و #إسرائيل يشتغلون في هذا المجال في هذه المرحلة لاستهداف المجتمعات البشرية بشكل عام والمجتمع الإسلامي بشكل خاص لإفساد المجتمع.
– ويعملون من خلال بعض المنظمات، البعض منها مهمته لذلك ويستهدف النساء بهدف إيقاعهم في الجرائم.. طريقتهم في العمل والاستقطاب واضحة في هذا الاتجاه يسعون لإفساد المجتمع.
– نكرر عن الحديث حول هذه المسألة لأهميتها، لأن البعض يحاربونها، يحاربون الضوابط الشرعية، يحاولون تشويهها، يعملون في الاتجاه الشيطاني، يجب أن يكون ضمن الاهتمامات الثقافية والتربوية والاجتماعية.
– مجتمعنا مجتمع محافظ، يجب أن يحافظوا عليها والحذر من غزو الأعداء وأساليبهم من الاستهداف والتي هي متدرجة في الاستهداف بهدف نشر تلك الجرائم.. ويبقى التركيز على زكاء النفس والتربية الإيمانية محط اهتمام الإنسان اتجاه نفسه واتجاه المجتمع.