مقتطفات من المحاضرة الرمضانية الثامنة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 9 رمضان 1444هـ
– في سياق الآيات المباركة في سورة البقرة التي تحدثت عن فريضة صيام شهر رمضان المبارك، في سياق الآيات يقول تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” في هذه الآية المباركة التي عباراتها رقيقة تعبر عن رحمته بعباده ولطفه بهم يأتي الحث على الدعاء.
– الدعاء بشكل عام في كل الأزمنة مطلوب من الإنسان، وهناك مواسم معينة منها شهر رمضان المبارك هي من المواسم المميزة للاستجابة للدعاء.
– إن الله سبحانه وتعالى هيأ الاستجابة للدعاء وقدم من واسع رحمته وفضله وكرمه هذا العرض المهم لعباده، وخص هذا الموسم بالمزيد من فرص الاستجابة من عطائه ورحمته وكرمه، فهذه فرصة مهمة.
– واقع الناس بشكل عام بحاجة الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، يشعر بحاجته إلى الله سبحانه وتعالى لا سيما عند الشدائد والمهمات والملمات، والكثير من الناس في مثل هذه الظروف يلتجؤون إليه بالدعاء عند حالة الإضرار لأنها فطرتهم، حاجتهم إلى الله وهو القادر وحده على إغاثتهم وعلى أن يكشف عنهم الكرب وما يلم بهم من الملمات التي يشعرون بالعجز تجاهها.
– الله سبحانه وتعالى فتح لنا باب الدعاء وأمرنا به، وأيضاً لم يربط ذلك بطريقة صعبة، فتح لنا ذلك في أي وقت وفي أي حالة يمكنك أن تلتجئ إلى الله بالدعاء.. لم يربط المسألة في مكان معين، فلا يقبل منك الدعاء إلا في مكان معين أو في حالة معينة أو بطريقة صعبة.. يسمعك أينما كنت وأينما أنت.. ولا يحتاج أيضا إلى وسيلة اتصال معينة، الأمر متاح وميسر للناس.
– “هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ” ادعوه وحده أخلصوا إليه في دينكم، هو سبحانه وتعالى الذي لم يربط المسألة بوقت معين أو عبر طريق صعبة.. مع ذلك فتح المجال في كل الظروف، ومع ذلك حدد أوقات يكون أكثر استجابة في حالة الاضطرار أو كرب أو شدة ليدرك أنها من مقامات الالتجاء إلى الله والاستجابة للدعاء، يكون لديه أمل أكثر في الاستجابة.
في مواقف الطاعة والعبادة هي من المقامات للدعاء مثل عقب الصلوات وشهر رمضان وليالي شهر رمضان المبارك وليلة القدر والثلث الأخير من الليل وميادين الجهاد.. مواطن جعلها الله من أهم المواطن للدعاء وحالات معينة يغتنم الإنسان فرصة الدعاء فيها.
– في حالة الدعاء نتوجه إلى الله تعالى بالتضرع، للدعاء آدابه، لا يكون الإنسان في حالة الدعاء شارداً، يكون في حالة الدعاء متوجهاً إلى الله سبحانه وتعالى.
– الله يقول في القرآن الكريم “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” فحالة الدعاء يسعى الإنسان إلى أن يكون فيها متضرعاً مقبلاً إلى الله بقلبه وذهنه متقرباً إلى الله بتذلل يحمل مشاعر الحاجة إلى الله سبحانه وتعالى.. وهذا من أهم آداب الدعاء.
– الله سبحانه وتعالى يسمع دعاءك الخفي، ومن آداب الدعاء أن يكون دعاءً خفياً.
– الناس عباد الله يشعرون بالحاجة إليه عند الاضطرار.. لذلك يقول تعالى “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ” هم يدركون أنه وحده سبحانه وتعالى القادر على إجابة المضطر والرحيم الذي يجيب المضطر في حالة الاضطرار والكرب الشديد والأهوال الشديدة هو المغيث والمنقذ، هو الذي يكشف السوء، والإنسان في حالة عجز تام ليكشفه عن نفسه.
– المؤمن يلتجئ إلى الله في حالة الاضطرار والشدة والخضوع والخشوع والافتقار التام إلى الله سبحانه وتعالى، هو يرجع إلى الله في كل الأحوال، هو ذلك الذي يدعو الله في الشدة والرخاء يبقى دائماً منيباً إلى الله يدعو الله سبحانه وتعالى باعتبار الدعاء بالنسبة له صلة عبادة يتعبد الله بها، يتبد الله بالدعاء.
– “وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا” أن تحمل في مشاعرك في دعائك مشاعر الخوف، تدعوه وأنت خائف من آثار ذنوبك من تبعات أعمالك السيئة، وأيضا تدعوه وأنت راجٍ استجابة الله سبحانه وتعالى.
– مشاعر الرجاء والطمع فيما عند الله في الاستجابة للدعاء هي مشاعر إيمانية وهي تعبر عن حسن الظن بالله، الإنسان الذي لا يرجو الله هو سيء الظن بالله والعياذ بالله.
– اليأس حالة خطيرة إيمانياً على الإنسان تجاه الله سبحانه وتعالى، حالة خطيرة عليه في إيمانه.
– “رغباً ورهباً” هذه مشاعر الأنبياء يدعونه رغبة في الله، يحسنون الظن به، ورهباً، في حالة الخوف يحملون مع مشاعر الرغبة مشاعر الرهبة من وعيد الله سبحانه وتعالى، كانوا يعيشون حالة الخضوع الخوف الرغبة، الرهبة.
– الدعاء مخ العبادة، لأن الدعاء يتوجه من الشعور العميق بأنه عبد لله وأنه مفتقر إلى الله افتقاراً كاملاً في كل شيء، وأنه يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى في كل شؤون حياته، معبداً نفسه لله سبحانه وتعالى.. أيضاً متوجهاً إلى الله سبحانه وتعالى من منطلق إيماني.
– ثمرة الدعاء ونتيجته هي مؤكدة، على الإنسان أن يكون متأكداً من ذلك “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.. إذا انطلق الإنسان انطلاقة إيمانية.
– الإنسان بحاجة إلى الدعاء، يدرك أهمية وفائدة الدعاء أن الله يكشف ويكف عنه بالدعاء الكثير من المشاعر والمخاطر والانزلاقات في أمور دينه ودنياه وآخرته، عنده اهتمام واسع في مسألة الدعاء.
– كل إنسان له تجاربه أنه دعا الله فأنقذه من حالة كرب وفرج عنه شدة وغيّر حاله إلى حال أفضل.. الناس يدعون الله ويستجيب الله تعالى الكثير من دعائهم، فينسون.
– الإنسان المؤمن اهتماماته واسعة، في حالة العسر والشدة يرجع إلى الله سبحانه تعالى، في مهمات الحياة يرجع إلى الله سبحانه وتعالى، لكن اهتماماته واسعة، هو يطلب الله سبحانه وتعالى ما يتعلق بآخرته ما يتعلق بدينه، هو يعرف قيمة الدعاء في الحياة وأنه من الاحتياجات الأساسية للآخرة.
– ثمرة الدعاء مؤكدة في الدنيا والآخرة.. أهل الجنة في الجنة من أهم ما أدركوا وعرفوا وأنه من أهم الأسباب في نجاتهم وفوزهم وما وصلوا إليه هو الدعاء.. “وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ”، فكانوا مع إشفاقهم وحذرهم من المعاصي التي تسبب سخط الله وغضب الله، كانوا مع إنابتهم ورجوعهم إلى الله كانوا يدعون الله كانوا يقبلون إلى الله بالدعاء، وأدركوا أنه كان من أسباب نجاتهم “إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ “.
– إذا تأخر الدعاء إلى غرغرة الموت لا يستجاب.. يدعون في نار جهنم “ربنا أخرجنا نعمل صالحا” لا يستجاب لهم.. حالة رهيبة جداً إذا ورط الإنسان نفسه في الدنيا.
– كل ما أمرنا الله سبحانه وتعالى ودعانا إليه هو لمصلحتنا، هو الغني عنا وعن عبادتنا، ما أمرنا الله به هو خير لنا.. الإيمان الذي يدفعك للاستجابة العملية لا بد منه، وأن تنطلق في هذه الحياة مستجيباً لله مطيعاً محسناً، “إن رحمة الله قريب من المحسنين”.
– المؤمن في دعائه دائرة اهتماماته واسعة لا يكون دعاؤه فقط منحصراً على المتطلبات المادية، بل يشمل الاهتمام بأمر دينه بمستقبله في الآخرة، بطلب النجاة من النار، بطلب الفوز برضوان الله والجنة وتيسير الحساب، اهتماماته كثيرة لأنه يدرك أن تلك الأمور أكثر أهمية بكثير مما قد يركز عليه البعض.
– الاستجابة للدعاء في إطار الحكمة والتدبير، والله العالم لما هو مصلحة لك، الله سبحانه وتعالى هو أعلم بمصلحتك قد لا يستجيب لك لمصلحتك، قد يدخر الإجابة لوقت أهم.
– وليحذر الإنسان من اليأس، واليأس والقنوط من رحمة الله حالة خطيرة على الإنسان “وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ” حالة خطيرة على الإنسان حالة القنوط من رحمة الله تدفعه إلى التصرفات السيئة.
– البعض ينهار أمام الشدة والمحن، لأنه لم يلتجئ إلى الله ويتوكل عليه.. البعض من الناس قد ينتحر أو يتصرف تصرفاً أحمقاً يحمله الإثم والوزر بدلا من أن يلتزم حالة التقوى والالتجاء الدائم إلى الله سبحانه تعالى دون يأس.