مقتطفات من المحاضرة الرمضانية الثالث عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 14 رمضان 1444هـ
– الشيطان لا يحتاج إلى جهود ذاتية لعملية التمويل لمشروعة الشيطاني لإفساد الناس ولا يحتاج أي جهد في ذلك، هو يحتاج إلى أن يدفع بالبشر ليكونوا من يمولون الأفعال السيئة التي تحقق أهدافه للوصول بهم إلى العذاب.
– هناك ثغرات يمكن لشياطين الجن والإنس الدخول منها، منها الغفلة عن استحضار الله سبحانه وتعالى والتذكر بعظم شأنه والمسؤولية أمامه وأنه رقيب عليك على الدوام، لا يغفل لحظة واحدة.
– إذا غفل الإنسان عن الله سبحانه وتعالى، هذا يؤثر عليه ويضعف منعته تجاه التأثير الشيطاني، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى عن المنافقين {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} لأنه يرى في ذلك وسيلة للتأثير والسيطرة عليهم.
– من الثغرات الخطيرة جداً على الإنسان التي تفتح كل أبواب التأثير عن نفسه الابتعاد عن هدى الله سبحانه وتعالى والتعامي عنه، عندما لا تكون صلتك بالله سبحانه وتعالى صلة التعبد والعبودية، وتتحول إلى معاند فهذه حالة خطيرة جداً.
– إذا تحول الإنسان إلى معرض عن هدى الله سبحانه وتعالى ومتغافل يفتح مجال للتأثير عليه، بل يسلط الشياطين عليه {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} حالة خطيرة جداً.. إذا لم تكن صلتك بالله صلة قوية صلة الإقبال وتحولت إلى حالة الإعراض والتعامي، يتحول قرينك من القرآن إلى قرين من الشياطين ويلازمك ويتمكن من التأثير عليك في كل الأحوال.
– قد يكون قرين الشيطان من الجن أو من الإنس، لكن بصلتك بالله سبحانه وتعالى وذكره، صلة الاتباع والتفهم هذا يحصنك ويبعدك عن التأثير الشيطاني، حتى أنك تحظى بتوفيق وعون من الله سبحانه وتعالى.. وبزكاء نفسك تعشق قيم الخير والحق وتمقت الأعمال السيئة وتنفر منها، يقع فيك الوازع الإيماني الذي يعبر عنه بالضمير ويكون فيه التأثير الإيجابي لأي تجاوز والإقلاع عن ذلك.
– من الثغرات الخطيرة التفريط في الأعمال المهمة والتي من أهم ما فيها تحصين نفسك وتقوية الدافع لديك.. مثل ما هو الحال الصلوات الخمس التي تعزز الروح الإيمانية لديك وتزكية المشاعر الإيمانية.
– التفريط في الأعمال المهمة له تأثير خطير، كما جاء في الحديث ” لا يزال الشيطان ذَعِراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه في العظائم” الشيطان يتهيب وينظر إلى المؤمن بمهابة وذعر، ليس جريئاً عليه، ليس مؤملاً أملاً كبيراً، ويرى ما هو مقبل عليه، فإذا ضيعهن -الصلوات الخمس- يبدأ بالغفلة والإهمال والانشغال بالأشياء التافهة حتى يخرج وقت الصلاة بشكل كامل، ثم الأداء بإهمال.
– من الثغرات في الانجرار وراء خطوات الشيطان، وهي خطوة من خطوات الشيطان تجر إلى الخطوة الأخرى، كما هو لدى البعض في التعامل مع الوسائل الحديثة مثل الجوالات والانترنت، قد يدخل في العلاقات المحرمة بدءاً بالمغازلة ثم ما وراء ذلك من الحديث السيء والإغراء بها وصولاً إلى المعصية والعياذ بالله.
– يقول سبحانه وتعالى فيما يتعلق بهزيمة المسلمين في أحد { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} الشيطان تمكن في أن يستزلهم، وكانت خطيرة ولها جوانبها السلبية، لكن كيف تمكن منهم للهزيمة، ضعفوا في موقفهم الإيماني والثبات في ذلك الموقف المهم وفتحوا المجال للتأثير عليهم.
– من الثغرات الخطيرة التي تؤثر على الإنسان قرناء السوء.. قرين السوء الذي له علاقة بك قوية وصداقة حميمة بك يدخل من خلال تلك العلاقة والصداقة للتأثير عليك في الدفع بك نحو مواقف سيئة وفصلك عن المواقف المهمة في الدين، وبالتالي يتركك للتأثير الشيطاني أكثر وأكثر.
– الإنسان المؤمن يدرك أن تلك الأعمال لا تنسجم مع تعاليم الله سبحانه وتعالى مباشرة أنها من الشيطان فيتنبه ويرجع ويدرك خطورة المسألة.
– الشياطين هم رجس وقربهم للإنسان مع التفكير والانفعالات السيئة, فهم يتركون تأثيرين عليه، تأثير في التأجج والتي هي عبارة عن مخاوف وفي الحالة الذهنية كذلك تأتي المزيد من المخاطر الوساوس.
– على الانسان أن يهتم بالعمل الصالح الذي يزيده صلاحا وزكاء، وأن يرسخ الإنسان في نفسه العداوة للشيطان وكل الشياطين {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} لكن المشكلة أن الكثير من الناس يفرطون في ذلك، فلا يتخذونه عدوا.
– في ظل ذلك وفي ظل {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} تطورت الحالة في الواقع البشري إلى أن يتحرك الشيطان وأعوانه من شياطين الإنس قد شكلوا تشكيلات لمحاربة الرسالة الإلهية في مبادئهاً وفيما تقدمه من حق وإقامة القسط، يسعون إلى محاربتها وإزاحتها في واقع الحياة، ويتجهون بكل ممارساتهم للإفساد والإغواء ونشر الفساد والترويج له وفرض حالة الباطل ويمارسون أبشع أنواع الظلم في الساحة البشرية والمجتمع البشري.. كما قال في المنافقين {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} النشاط للنهي عن المعروف.
– المتضرر من كل ذلك هم الناس.. هو خطر واستباحة لحرماتهم واهدار لحقوقهم، يقول سبحانه وتعالى { الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} أولياء الشيطان عنوان ينتمي إليه كل من يقاتل في جبهة الظلم والباطل والطغيان.
– فإذا قاتلوا في سبيل الطاغوت نتصدى لهم نتصدى لعدوانهم، ليس المطلوب من المؤمنين أن يخضعوا ويستسلموا ليستبيحهم أولياء الشيطان ليعملوا على الإذلال لهم، ليست حالة إيمانية من المؤمنين، بل يتحركوا لمواجهة الشيطان وأعوانه، { فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} لأن قوة الشر تقوى وتطغى نتيجة لتهاون وتفريط الناس وتنصلهم عن مسؤولياتهم الجماعية.
– في عصرنا وفي زمننا فإن اللوبي الصهيوني اليهودي هو طليعة أولياء الشيطان، هو رأس أولياء الشيطان، هو الذي يقود النشاط الشيطاني المفسد في الواقع البشري.. وهو يؤدي هذا النشاط بشكل واسع، يقف اللوبي الصهيوني في العالم وراء الفساد والاستباحة للحرمات واستباحة الناس في حياتهم.
– ما نشاهده هذه الأيام في فلسطين وبالأمس والبارحة واليوم من اعتداءات على المسجد الأقصى، على المصلين في المسجد الأقصى والمعتكفين، ما نشاهده من انتهاك بحق تلك المقدسات من قبل الصهاينة هي من تلك الجرائم التي يمارسها أولياء الشيطان التي تكشف عن وحشيتهم وعن ضرورة التصدي لهم، وهنا تأتي المسؤولية على الناس أن يقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني.
– في واقع الدنيا كل الذين يستجيبون للشيطان ويلتحقون في صفه هم خاسرون، حتى في توظيفهم كل مقدراتهم للشيطان هم خاسرون، إنما يشاركونه في أموالهم سواء من خلال الكسب الحرام أو صرف المال في المحرمات.. هم يشترون لأنفسهم قيمة العذاب، يدفعون لعذابهم.
– وتتجلى الخسارة الرهيبة لكل الذين استجابوا للشيطان في يوم القيامة، عندما يحشرون، ويدركون خسارتهم ويدركون أنهم إلى النار وقد خسروا رضوان الله وخسروا الجنة وما فيها من النعيم الأبدي، وأن مصيرهم هو جهنم، {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} يشعرون بفداحة الخسارة ويجمعون والشيطان على رأسهم.