مقتطفات المحاضرة الرمضانية الخامسة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – 5 رمضان 1445هـ – 3/15/ 2024م
مقتطفات المحاضرة الرمضانية الخامسة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1445هـ
– {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} الإنسان له حياتين: حياة في الدنيا، وحياة في الآخرة، وهناك ترابط ما بين حياة الدنيا والآخرة في مصير الإنسان المستقبلي، ما عمله في حياته الأولى يتحدد به مستقبله في حياته الأخرى
– المصير الحتمي في عالم الآخرة، الذي لا يفصلنا عنه إلا فاصلٌ قصير، هو: الموت ونهاية هذه الحياة، والتي يستشعرها الناس في يوم القيامة مدةً قصيرةً جداً
– المصير الحتمي للإنسان هو:-
* إمَّا إلى الجنة، ويحظى برضوان الله سبحانه وتعالى.
* وإمَّا إلى النار.
ليس هناك مجال ليكون للإنسان اتجاه آخر
– الأعمال والطريقة التي توصلك إلى جهنم قد بيّنها الله وكشفها لك في هذه الدنيا والطريق والأعمال التي توصلك إلى الجنة قد بيّنها الله سبحانه وتعالى من خلال كتبه ورسله، وأوضحها لعباده
– يبقى الدور دورك أنت، أنت أيها الإنسان ما هو قرارك؟ ما هو توجهك؟ ما هو اختيارك لنفسك؟
– هذا المصير المهم الأبدي مرتبطٌ بتوجهك، بأعمالك، بقرارك أنت؛ فاتخذ قرارك، انظر المصلحة الحقيقية لنفسك
– {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} طريق الجنة هي ميسَّرة، وإذا اتجه الإنسان فيها بصدق مع الله سبحانه وتعالى زاده هدىً ونوراً
– الأعمال نفسها أعمال الجنة ليست من نوعٍ آخر، يعني: خارج مجهود الإنسان، وخارج طاقات الإنسان، هي في إطار الأعمال التي يمكن للإنسان أن يقوم بها، وهي في إطار وسعه وطاقته
– الإنسان بحاجة إلى أن يرسخ في نفسه الخوف من العواقب السيئة لأعماله، ومن عذاب الله الشديد، ومن النتائج الوخيمة للأعمال السيئة، والعواقب الخطيرة في الدنيا والآخرة
– هذا يساعد الإنسان على أن يستقيم في هذه الحياة؛ لتستقيم حياته في الآخرة
– {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى* فَأَمَّا مَنْ طَغَى}
– (طَغَى) تجاوز الحق وتجاوز الحد، وانحرف عن نهج الله سبحانه وتعالى ولم يستقم على نهجه
– {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}: آثرها على الآخرة؛ فضحى بالآخرة من أجل أن يحصل في هذه الدنيا على ما تهواه نفسه ولو بالحرام، ولو بالمفاسد، ولو بالظلم، ولو بالباطل
– {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} مسار واضح ونهايته واضحة إذا كانت اهتماماتك في هذه الحياة متجهة نحو رغباتك وأهواء نفسك، ولو على سبيل التضحية بمستقبلك في الآخرة؛ فالنتيجة محتومة.
– {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} الإنسان بحاجة إلى أن يخاف، أن يخاف مقام الله يوم القيامة، ووقفته للسؤال والحساب في مستقبله في الآخرة
إذا توفر هذا الخوف؛ فهو يضبط الإنسان أمام أهواء النفس، في حالات الإغراءات، وفي حالات الأطماع؛ فيتوقف الإنسان عمَّا يمكن أن ينزلق به نحو المحرمات، نحو المفاسد
– إمَّا في التنصل عن مسؤوليات مهمة من أهم الأعمال الصالحة، التي بها نجاتهم في الآخرة، وبها عزتهم وكرامتهم في الدنيا
– وإمَّا أيضاً في الخنوع لهم فيما هو معصية لله سبحانه وتعالى وتجاوزٌ لحدوده
– الإنسان يتأثر بالمخاوف، ويتأثر بالإغراءات، فهذا الخوف من مقامه بين يدي الله يوم القيامة يضبط للإنسان هذه الحالة
– {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} هذا الرجوع الحتمي الذي لا يمكن لأحدٍ أن يمتنع منه
– {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} الإنسان بحاجة إلى التقوى هنا في هذه الحياة بالأعمال التي فيها نجاة الإنسان، وقايةٌ له من عذاب الله سبحانه وتعالى، من الخزي، ومن الشقاء الأبدي
– المكاسب الكبيرة جداً للتقوى في عالم الآخرة من بداية الحشر، بدءاً بالأمن في يوم الفزع الأكبر، أهوال يوم القيامة أهوال رهيبة جداً.
– والحالة التي يُبعث فيها الإنسان، ويرى الأرض وقد تغيرت كل معالمها، ويرى نفسه بين مليارات البشر، من كل الأجيال الماضية بين الأولين والآخرين، في ساحة المحشر، ويُدرِك أنه قد بُعِث في يوم القيامة ويستشعر أن تلك اللحظة هي بدايةٌ للبعث والنشور والحساب، هي حالة ليست عادية أبداً بالنسبة للإنسان، حالة رهيبة جداً يُبعث فيها
{أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا} ، تأتي البشارات من بداية بعثهم، يشاهدون الملائكة، و يُبشرونهم بالجنة، وأنهم على مقربة من الجنة
– {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} مع أنه فزع رهيب جداً، حالة ليست عادية أبداً، ولكنهم يعيشون حالة الأمان، والاطمئنان، والطمأنة من ملائكة الله، ويمنحهم الله سبحانه وتعالى طمأنينة إلى قلوبهم
– يصور القرآن لنا تلك الحالة لغيرهم؛ فيقول: {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} تطلع قلوب غيرهم لتصل إلى حناجرهم؛ من شدة الخوف، من شدة الفزع، من شدة الهول
– {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} تعتبر من المبشرات التي يطمئنون بها من لحظة استلام كتابه، أن كان تسليم كتابه بتلك الطريقة، هذا بحد ذاته يطمئنه وهو بشارة له
– {فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} هو في حالة من الفرح العظيم، يقول للآخرين: انظروا أعمالي، وما وعدني الله به، وما عليها من الأجر والثواب، ويرى أنه لا نقص ولا هضم في جهوده وما عمل، بل إن الله سبحانه وتعالى يوفيه أعماله
– يحشر في إطار الحساب، وبالذات الحساب الجماعي، في زمرة النبيين وأولياء الله سبحانه وتعالى، الذين نهج نهجهم في هذه الحياة واقتدى بهم، واتجه في طريقهم وتولاهم، وسار معهم في هذه الحياة في طريق التقوى، في صراط الله المستقيم
– {عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} هذا عرضها، فحجمها هائل، حجمها كبيرٌ جداً، بحجم السماوات والأرض، يُقَرَّب عالم الجنة من ساحة الحشر تمهيداً للانتقال إليه
– {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} وهم يشاهدون من ساحة الحشر نفسها يشاهدون عالم الجنة وقد اقترب
– (لِلْمُتَّقِينَ) ما أهم التقوى، ما أهم التقوى!
– ليس هناك متاعب ومخاطر بعد اكتمال عملية الحساب في الانتقال إلى الجنة، بل يحشرون إليها بتكريم، بتكريم وسلام واطمئنانٍ تام.
يقول الله سبحانه وتعالى عن انتقالهم إليها {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} لأنهم ينتقلون إلى ضيافة الله، إلى مستقر رحمته، إلى دار كرامته، إلى دار السلام، فهم ينتقلون في غايةٍ من التكريم كوفد كما هو حال الوفد الذي هو وافد بتكريم، واحترام، وتقدير، وسلام، واطمئنان
– {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} ينتقلون جماعات جماعات، ينتقلون في مواكب من النور
مواكب {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} كما في الآية المباركة، وينتقلون الله أعلم كذلك ما هي وسائل النقل التي ستنقلهم من ساحة المحشر إلى أن يصلوا إلى عالم الجنة، لكنها وسائل ينتقلون عليها بكل سلام واطمئنان، بالتأكيد كما هو واضحٌ في القرآن الكريم.
-في مقابل الحال الرهيب للمجرمين والمنحرفين عن نهج الله
{وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} يُسَاقُونَ كما الحيوانات التي تساق بالضرب، والدفع، وغير ذلك، وهم في حالة عطش، وفي حالة رهيبة جداً، أشبه شيء بحالة الحيوانات إذا كانت تساق والعياذ بالله.
– أهل الجنة عندما يصلون، المتقون وأولياء الله عندما يصلون إلى مشارف الجنة هم كلما اقتربوا ازدادت فرحتهم، وازداد سرورهم، واطمئنانهم، وشوقهم؛ لأنهم يعرفون أين يتجهون، سمعوا عن الجنة في القرآن الكريم
– {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} وهي لحظة عظيمة جداً، لا يمكن أن يتخيل الإنسان حالة الفرح والسرور حينما يصلون؛ لأنهم وصلوا إلى دار السلام الأبدي، إلى الاطمئنان الدائم، إلى النجاة المؤكدة الدائمة من عذاب الله، إلى أرقى نعيم، إلى مستقر رحمة الله ودار كرامته
{وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}، يتلقاهم خزنة الجنة، الملائكة، القائمون على تدبير شؤونها وإدارة الوضع فيه
يتلقونهم بالترحيب، والتسليم، والتكريم، والاحترام، والتقدير، وهذا من التكريم العظيم لهم، أن يكون الذي يستقبلهم ملائكة الله بالسلام، والترحيب، والتهاني، نعمةٌ عظيمة، وفوزٌ عظيم بكل ما تعنيه الكلمة.
– {فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} الفارق الهائل جداً بين الحالة تلك التي يدخلون فيها إلى عالم الجنة بكل رغبة بكل سرور، وحالة أهل النار وهم يلقون إجبارياً إلى جهنم والعياذ بالله.
– يدخلون الجنة، في بعض الآثار عن النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”: أن سرورهم وفرحتهم بما عاينوه، وما شاهدوه في الجنة، وما وصلوا إليه، واستشعارهم لعظيم النعيم الذي وصلوا إليه، يصل إلى درجة هائلة جداً من السرور والفرح؛ لدرجة أنه لو بقي موتٌ لماتوا من ذلك، لكن لم يبق موت
– لا نستطيع أن نتخيل مستوى السرور والفرح، والاطمئنان والانسجام، وتلك المشاعر الراقية جداً لحظة وصولهم إلى الجنة.
– {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ} هم يحمدون الله على هذا النعيم العظيم الذي وصلوا إليه ويدركون النعمة العظيمة والفوز العظيم الذي وصلوا إليه
– {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} أدركوا أنه نعيمٌ عظيمٌ جداً
-{فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}، لابدَّ من العمل، لابدَّ من الالتزام بهدى الله، بتوجيهاته، بالتقوى، فهم يحمدون الله ويستبشرون
في يوم القيامة يتجه مليارات البشر نحو جهنم، ويتجه القليل إلى الجنة، {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ}، {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ}
– يقول عن أصحاب اليمين: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}، لكن إلى جهنم ليست المسألة (ثُلَّة) بل أفواج، أفواج هائلة جداً جداً والعياذ بالله، وهذا أمر مؤسف في واقع البشر!
– في داخل الجنة لكلٌ منهم أربع جنات خاصة به، كما وضَّحها الله في (سورة الرحمن): {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}، ثم تحدث عن أوصاف النعيم فيها، وتوفر كل أنواع الفواكه والثمار وما فيها من أصناف النعيم، ثم عَقَّب بعد ذلك بقوله: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ}.
– ملابس أهل الجنة في الجنة من أرقى الملابس، كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}
– الحلية والزينة التي يلبسونها (الأساور)، {مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا}
– في الجنة يلبس أهل الجنة من رجالهم ونسائهم الأساور الذهبية، التي هي مرصَّعة باللؤلؤ، ومن ذهب الجنة، ولؤلؤ الجنة الراقي جداً
– على مستوى المشروبات يقول الله: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}، من شراب الجنة، من مائها النقي جداً، العذب للغاية، يشربونه بهناء، بارتياح
– يقول عن أنواع المشروبات الأخرى المتوفرة في الجنة، ليس فقط فيما يؤتى للإنسان في قصره في الجنة، وفي جناته، التي فيها أنواع الماء من عيونٍ تجري {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}
– ألذ وأهم المشروبات لدى الإنسان: اللبن، العسل، خمر الجنة، الذي يختلف عن خمر الدنيا المحرَّم
– خمر الدنيا المحرَّم فيه آفات، فيه مصائب، فيه كوارث، يضرُّ بالإنسان في صحته، يدمِّر كبد الإنسان، يفقد الإنسان عقله وصوابه، يسبب للإنسان حالة السكر والعياذ بالله، حالة رهيبة جداً، يفقد الإنسان فيها رشده وتمييزه، ويتحول إلى معتوه، كالمجنون تماماً
– لبن الجنة لا يتغير طعمه، ليس له تاريخ انتهاء، مثل لبن الدنيا، إذا تأخر بعض الوقت؛ تغيَّر وفسد، لبن الجنة راقٍ جداً في مذاقه، ولا يتغير ولا يفسد
– العسل مصفى في الجنة، ليس فيه أي شوائب، وأنهار متدفقة بألوانه العجيبة.
– في الغذاء في الجنة يقول الله: {وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}، من كل الثمرات، ليس هناك فقط شيء محدود يحصل الإنسان عليه
– كل أصناف الفواكه المتوفرة والمتنوعة والتي هي على أرقى مستوى، ليس فيها أي خلل، أضرار، عاهات، أمراض، آفات، سليمة وراقية جداً في مذاقها، في رائحتها العطرة، في قيمتها الغذائية لهم
– تقدَّم لهم ما يقدَّم من غذاء الجنة، ومن الطعام فيها بتكريم، يقدِّمه لهم خدم الجنة، يقدِّمونه لهم في صحاف وأوانٍ من أواني الجنة، وكلها ذهبية، من ذهب الجنة.
– الحور العين المؤمنات اللواتي دخلن الجنة، يخلقهن الله سبحانه وتعالى في غاية الجمال، في ما وصف الله به الحور العين، فهن هن حورٌ عين في الجنة، المرأة المؤمنة هي في الجنة حورٌ عين
– مع ذلك النعيم بكله، يلتئم شمل الأسر المؤمنة في نعيم الجنة، الإنسان المؤمن زوجته المؤمنة، أولاده المؤمنون، المتقون، الأسرة يلتئم شملها بما لا ينقص على أيٍّ منهم أجر عمله
– مساكن الجنة وقصورها، كلها مبنية فوق ما نتخيله، في بعض الآثار ما يفيد أنَّ قصور الجنة منها ما هو من الذهب، منها ما هو من الزمرد، منها ما هو من الفضة، أنواع راقية جداً، ورائعة للغاية، مبنية بشكلٍ عجيب، يرى الإنسان منها المناظر البهية للجنة، وللأنهار في الجنة.
– أعظم مستوى من التكريم المعنوي: تحية الله لهم، وأن يبلِّغهم الله سبحانه وتعالى رضاه عنهم، هذا نعيمٌ عظيم، وشعورهم الدائم بالقرب من الله سبحانه وتعالى، وأنَّ الله راضٍ عنهم
– زيارة الملائكة لهم، وهي في إطار تكريم الله لهم، ورضاه عنهم، منذ دخولهم إلى الجنة
في بعض الآثار النبوية: أنَّ من أول ما يعملونه بعد دخولهم إلى الجنة، ووصولهم إليها، أنهم يغتسلون في نهر مخصص من أنهار الجنة، نهر عظيم جداً، فيغتسلون في ذلك النهر، ثم يلبسون من ملابس الجنة، ثم تزفهم الملائكة إلى جناتهم وقصورهم الخاصة بهم
– وهم يطوفون بهم في قصورهم، ويزورونهم إلى مساكنهم، يهنِّئونهم ويسلِّمون عليهم، هذا من التكريم العظيم
– {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} وهذا من التكريم، يقولون لهم: انظروا عاقبة صبركم، ونتيجة صبركم، وصلتم إلى هذا النعيم، إلى دار الجنة، إلى قصور الجنة، إلى مساكن الجنة، إلى نعيم الجنة.
– المجاورة لأنبياء الله وأولياء الله، أنت في عالم الأنبياء، في عالم الرسل، في عالم أولياء الله، والأخيار الأبرار من عباده، وهذا نعيمٌ عظيم
– في الجنة يلتقون بأنبياء الله، يلتقون برسل الله، يمكنهم أن يزوروهم إلى قصورهم، إلى جناتهم، أن يلتقوا بهم في الأماكن التي أعدت وهيِّئت لاجتماعات المؤمنين وأولياء الله، وهذا نعيم عظيم
– من مظاهر التكريم أنهم يُخدَمُون في الجنة؛ ولذلك لا يحتاجون إلى تعب ولا إلى عناء في توفير أي شيء يحتاجون إليه، لا يحتاجون أن يتعبوا أنفسهم كما في هذه الدنيا
– المؤمنة لا تحتاج أن تذهب هي للطبخ، وتحضير الطعام، وتوفير المتطلبات الأخرى، المؤمن المتقي لله لا يحتاج أن يذهب لبذل كل جهد، كمزارع في الجنة يشتغل ويكد في عالم الجنة، من أجل أن يوفر احتياجات ومتطلبات منزله، لم يعد هناك أي تعاب، ولا أي كد
– هناك خدم يوفِّرون لهم كل ما يريدون متخصصون في الاهتمام بهم، لرعايتهم، لتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم المتوفرة في عالم الجنة.
– من مظاهر التكريم المعنوي، هو: الاحترام الكبير، كل إنسان متقي لله، فاز بهذا الفوز العظيم، يدخل الجنة، يعيش في الجنة معززاً، مكرَّماً، محترماً، الكل يحترمه، الكل يقدِّره، ليس هناك من يؤذيه
– في عالم الجنة يحظى الإنسان بالاطمئنان التام، والسَّلام الحقيقي، والاحترام، والتقدير، والتكريم
– ليس في كلامهم ما يزعج بعضهم البعض، أو يسيء إلى بعضهم البعض
– مجالسهم الراقية التي يجتمعون فيها للحديث مع بعضهم، وللقاء ببعضهم، يشربون فيها من أرقى مشروبات الجنة.
– يتساءلون عن عالم الدنيا، عن حياتهم الأولى، عن ذكرياتهم في حياتهم الأولى، عن ما منّ الله به عليهم ووفقهم له من الفوز العظيم
– كيف وصلنا إلى هذا النعيم؟ كيف تجاوزنا كل تلك العراقيل الخطيرة في عالم الدنيا، التي أثَّرت على الكثير من الناس، فصرفتهم عن نهج الله، وهدي الله؟
– كنا نخاف ونحذر من عذاب الله، من عواقب الأعمال السيئة
– هذا الخوف والحذر يدفع الإنسان للتوبة إن زلّ، يدفع الإنسان للاستقامة، للعمل، لئلا يخضع لا للإغراءات، التي تصرفه عن نهج الله، ولا للمخاوف، التي تصده عن سبيل الله.
– نعيمهم المستمر يتزايد، فيه الأشياء الجديدة بعد كل مرحلة، بعد كل وقت، فيه المفاجآت من التكريم والنعيم العجيب، ليست حالة راكدة يملون منها
– ليس هناك ما ينغِّصه، ليس هناك ما يؤثِّر عليه، ليس هناك نصب، ولا تعب، ولا شقاء، ولا كد ولا أي شيء من المنغصات، ولا مرض، ولا همّ، ولا غم.
– لن يسأموا ولن يملوا من ذلك النعيم العظيم، والعالم العجيب ليس هناك ما يمكن أن يمسَّ الإنسان من التعب، ولا عمل متعب؛ إنما يتحرَّك في إطار نعيمه، في إطار رحلات في الجنة، يزداد فيها سروراً، وارتياحاً، ونعيماً، كل ما في الجنة ليس متعباً أبداً.
– هذا النعيم العظيم الأبدي، الذي لا نهاية له، الراقي جداً، الذي لا مثيل له، الله سبحانه وتعالى يدعو عباده إلى هذا النعيم، إلى هذا الفوز، إلى هذا التكريم، ويعرضه عليهم، ويرغِّبهم فيه، وهو ما ورد كثيراً في القرآن الكريم.
– ليس هناك منع لا لجهة معينة، مثلاً: أن يكون هذا خاصاً بالرجال دون النساء، أو بالفقراء دون الأغنياء، أو الأغنياء دون الفقراء، يُعرَض على الجميع رجالاً ونساءً، يعرض على الذكر والأنثى، والفقير والغني، يُعرَض عليهم هذا النعيم
– وبوسع الكل أن يعملوا الأعمال التي توصلهم إلى هذا النعيم، وهي مقارنة بغيرها أيسر، أيسر مما يكدُّه الإنسان لمعيشته في الدنيا وأيسر حتى من أعمال النار
– النار تحتاج عمل، أهل النار في كد، في عناء لما يوصلهم إلى جهنم، يتعبون، ينفقون، يخسرون، يجهدون، يفعلون كل شيء- وأكثر من أهل الجنة- لما يوصلهم إلى جهنم.
– نعيم الجنة نعيمٌ عظيمٌ جداً، والدرجات متفاوتة، ولكن لو جُمِعَ كل نعيم الدنيا، الذي تفرق على كل بني آدم، وجُمِعَ بكله؛ لما ساوى وضع الأبسط درجة من نعيم الجنة
– ذلك الرجل الذي قد نرى أنه أقل أهل الجنة في الجنة، نعيمه يفوق كل ما قد حصل عليه البشر من النعيم، والثراء، والراحة، والسعادة في عالم الدنيا، وفوق ما يمكن أن نتخيل.
– مهما قرأنا من الآيات المباركة عنها، فهي تقدِّم لنا الصورة التقريبية التي نعجز نحن عن مستوى استيعابها بحقيقتها؛ ولذلك المفاجأة كبيرة عندما يصل الإنسان إلى الجنة يراها بشكلٍ عظيمٍ جداً
– حال أهل النار أمر رهيب جداً، والمسألة مرتبطة بالتقوى، الله يقول: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا}
– والتقوى أمرٌ متاحٌ للإنسان، أمرٌ متيسِّر، الأعمال التي أمرنا الله بها في وسعنا، في طاقتنا، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} في متناول الناس، بل فيها الخير لهم في الدنيا، في عاجل الدنيا