مقالات صحيفة الحقيقة العدد”442″
الـــمهـرولون
بقلم/عبدالله علي صبري
في مسقط ثمة مشهد يتحدث عن نفسه، فمقر إقامة رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام غدا قبلة يحج إليها السفراء والوسطاء بحثا عن صيغة لحل سياسي يضع حدا للحرب العدوانية على اليمن، ويبدد المخاوف السعودية من الصعود المستمر للقوة العسكرية اليمنية، وتوغل الجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي، بعد أن تأكد عمليا عجز قوات التحالف والمرتزقة من تحقيق الحسم العسكري الذي طالما عملوا عليه وتوعدوا الطرف الوطني بمآلاته.
وإذا كان نائب وزير الدفاع السعودي نجل الملك وشقيق ولي العهد آخر المهرولين حتى الآن، فإن إبرام اتفاق يمني سعودي مزمع قريبا من شأنه وضع نهاية مخزية لجموع المهرولين اليمنيين الذين تقاطروا إلى الرياض بحثا عن الخلاص.
خمسة أعوام من الحرب العدوانية على بلادنا، والمتساقطون المهرولون إلى وكر الأفعى يمنون النفس بعودة مظفرة إلى صنعاء. لكن لم تمض بضعة شهور حتى وجدوا أنفسهم رهن الإقامة الجبرية في الرياض، والقاهرة، واسطنبول. وبعد أن لفظتهم عاصمة الأحرار فعلت بهم عدن الشيء نفسه وقلبت لهم ظهر المجن. وهاهم اليوم يتحسسون رؤوسهم ويخشون أن تدور عليهم الدائرة وتلفظهم الرياض نفسها بعد أن استخدمتهم ورقة رخيصة في حربها على وطنهم وأبناء جلدتهم.
وفي محاولة بائسة لتجنب المصير المخزي الذي ينتظرهم، تجدهم يراهنون على استمرار الحرب والنفخ في كيرها، مع المزيد من الانبطاح والتملق المذل لأسيادهم من آل سعود وأولاد زايد، ولن يكون مفاجئا إن صدرت عنهم أقوالا ومواقف تحذر من السلام وتوقف نزيف الدم اليمني، ولن يكون مستغربا إن رأيت أكبر كبير فيهم وهو يتوعد بمزيد من التصعيد حتى آخر جندي سوداني!!
لا عجب فقد كان هذا ديدنهم منذ تآمروا على الحوار الوطني ومكوناته، وفجروا حربا أخرى في صعدة، وعمدوا إلى تمييع القضية الجنوبية، ومنحوا قوى النفوذ التقليدية مزيدا من التحكم في السلطة والثروة، ورهنوا القرار السياسي والسيادي لليمن وسلموه لسفراء الدول العشر.. ولم تمض الأيام حتى وجدناهم يبكون عمران، فصنعاء، فعدن.. وفعلوا الشيء نفسه وهم يستعطفون التحالف ألا يتركهم وحدهم في منتصف الطريق، وهاهم أنفسهم من يعزف سيمفونية البكاء الحزين على أطلال جدة والرياض وأبوظبي.
فشلوا وأفشلوا الثورة..فشلوا وأفشلوا الدولة..فشلوا في الحرب وفشلوا في السياسة، فشلوا أخلاقيا ووطنيا، وهاهم على طريق الفشل نفسه، عاجزين أن يكونوا مجرد مرتزقة متأدبين..، فما الذي يمكن أن ينتظره شعبنا منهم ومن أمثالهم؟!.
لا بأس، فباب التوبة لا يزال مفتوحا، وصنعاء لا تزال أم الجميع، والمصالحة الوطنية لن تكون جامعة وذات معنى إن لم تحتوي مثل هذه العاهات.. لكن صدقوني إن جاد الزمن عليهم بفرصة أخرى، فلن يكف أصحاب هذه النفسيات عن الهرولة من جديد.
لكن إلى أين هذه المرة ؟
إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم
“وإن عُدتم عُدنا”.. عمليةٌ من نوع آخر
بقلم/منير إسماعيل الشامي
في بيان صحفي للناطق الرسمي لوزارة الدفاع، كشف العميد يحيى سريع عن قيام القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عملية “وإن عدتم عدنا” مستهدفةً معسكراتِ قوات الغزاة والعملاء في منطقة المخاء رداً على انتهاكات العدوان في الساحل الغربي.
هذه العملية العظيمة لقواتنا المسلحة هي بحق عملية نوعية من نوع آخر، تعكس عن مرحلة جديدة ومتقدمة أكثر تطوراً وأعظم دقة، وأشد إيلاماً لتحالف العدوان ومرتزِقته في طريق تعزيز عمليات الردع والمواجهة..
وهي أَيْـضاً بلا شك عملية جديدة ربما يشخصها الخبراء العسكريون بأول عملية لمرحلة ما بعد عمليات توازن الردع وهي مرحلة دق العظم الحقيقي لتحالف العدوان.
تكمن أهميّة هذه العملية في استهدافها لأهمِّ قوة عسكرية متبقية للعدوان في الداخل، والقوة التي من المؤكّـد أنها رهانَه الأخير جاءت على حين غِــــــــرَّة من تلك القوات وكذلك من حيث الأسلحة المستخدمة في العملية والتي تؤكّـد مستوى كفاءة وحدة الطيران المسيّر والقوة الصاروخية وقدرتهما المتفوقة في التوجيه والتحكم بهذا العدد الكبير من الطائرات المسيرة الهجومية والصواريخ الباليستية والتي تزيد عن عشرين طائرة مسيرة، وتسعة صواريخ باليستية وفي وقت واحد، إضافةً إلى براعة رجال هاتين الوحدتين في تحقيق التكامل في التنسيق الدقيق والتوزيع المدروس للأهداف بين سلاح الوحدتين، والذي أبرزَه نجاحُ العملية بإلحاق ضربة قاصمة لقوات العدوّ.
التفوق الاستخباراتي في هذه العملية يلوح في الأفق بكل وضوح، من حيث تحديد الأهداف بدقة متناهية في معسكرات العدوان المستهدفة والتي لم يكشف عن عددها.
فشلُ منظومات العدوّ الدفاعية في صد الهجوم هو الآخر إنجاز نوعي، ويمثل رسالة قوية جِـدًّا لقوات العدوان مفادها لا مأمنَ لكم بعد اليوم، وهو ما يعني ضرب النفسية القتالية لقوات العدو، ونسفها مستقبلاً، ما سينعكس بتعميق الرعب والخوف فيهم وخلق الهزيمة النفسية مسبقاً في صدورهم.
والخلاصة أن هذه العملية ودلالاتها أكبر من أن تحصر، ولن تتوقف نتائجها على الخسائر الكبيرة التي حصدتها، بل إن نتائجها ستستمر وستنعكس مستقبلا على عمليات المواجهة، وعلى الجوانب الأُخرى العسكرية، والسياسية والتفاوضية أيضاً، وضربة بالمهب ولا عشر بالمطرقة.
..
“اليمن ” مجازر الطائرات السعودية ودموع التماسيح الأممية.(المنظمات الإنسانية )
بقلم/ قاسم صلوح
المنظمات وغياب الانسانية حديث الحدث وعاجل الخبر الذي يغازل الصفحات والقنوات والمغردين في شبكات التواصل والعنوان الاول في ارض سبأ والنبأ اليقين فلنكتب كما يكتب الكتاب عن المنظمات القادمة من خلف البحار ولنتحدث عن المشاريع اللا انسانية التي تقتل بصمت والظاهر فيها الرحمة والكامن في احشائها العذاب منظمات تتغني وتعزف على اوتار الطفولة والبراءة في يمن انهكه التعب وكواه الحرمان منظمات تتاجر بأشلاء اطفالنا المتقطعة وتكتب مشاريعها بدماء نسائنا المتفحمة في الازقة والاسواق وتحت انقاص منازلنا المبعثرة فوق سفوح الجبال وفي بطون المدن عناوين منظماتهم البراقة التي تذرف دموعها بحرارة على ظلال المجازر المهولة بحق طفولتنا وتدندن بدنانيرها حول جيوب مئات الالاف من الجوعى والمعدمين ذلك هو الغبار المتصاعد من العناوين الانسانية للمنظمات الذي يحسبه الشعب ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا اموال المانحين غزو اخلاقي وهدم مجتمعي لمجتمعات المستهدفين شعب كواه طول امد الحرب ومزقه الحصار وهدمه العدوان شعب باعه الخونة في سوق نخاسة الارتزاق والعمالة شعب صامد يموت واقفا ويضحك باكيا كالأسد الجريح المفجوع بأشباله الصغار هكذا العدوان وأدواته العسكرية والانسانية تريد اذلال الشرفاء في ظل هجير سياسة التركيع والتجويع الذي يمارسه الارهاب العالمي ضد ابناء هذا الشعب العظيم
الذي يواجه بحرب عالمية وحرب انسانية تقدم للبطون الجائعة الاستمارات المنحلة والاوقية الجنسية والثقافات الناعمة كمساعدات لهذا الشعب الذي يفتقر لكسر رغيف طيب في عصر الصمت والعدوان
الموضوعُ أكبرُ من البدعة وأبعدُ عن الرحمة
بقلم/عبدالعزيز أبو طالب
بعد الاحتفالِ الشعبي الكبير والمهيبِ بالمولد النبوي الشريف في اليمن، تفاعل الجميعُ كُـلٌّ حسبَ منطلقاته وأهدافه من المناسبة:
فريقٌ أحيا الذكرى حبّاً في صاحبها عليه وعلى آله الصلاةُ والسلامُ، واعترافاً بفضل الله ورحمته، وترسيخاً له في ذاكرة الأجيال، واستلهاماً منها للعبرة والدروس من سيرة صاحب الذكرى، واحتساباً للأجر في رفع ذكره كما رفعه اللهُ وشرّفه.
وفريقٌ آخرُ حشد قواه واستنفر طاقاته للصدِّ عنه ومحاولة ثني الناس عن الحضور والمشاركة، تحت عناوينَ كثيرةٍ تدلُّ على تخوُّفٍ من هذه الذكرى وهذا الجمع.
لم يألُ جهداً في وصفه بالبدعة!!، وهذا أمرٌ فرغ منه العلماءُ على اختلاف مشاربهم وعصورهم وانتماءاتهم، بأنّه لا بدعةَ فيه ولا إثمَ، بل العكسُ هو الصحيحُ؛ لأَنَّه امتثالٌ لأمر الله سبحانَه وتعالى بقوله: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا).
وقالوا إنه إسرافٌ وتبذيرٌ للمال، في حين أنَّ الفقراءَ أولى بذلك وأنَّ المساكين أحوجُ إلى ما ينفقه المحتفلون من أموالهم.
الحقيقةُ أنه لا هذا ولا ذاك، فنظراً لطبيعة الجهة التي تقف وراءَ الصدِّ والتثبيط، لا نحتاجُ لكثيرٍ من الذكاء أَو التحليل لمعرفة المقاصد واستجلاء النيات، فهم أبعدُ ما يكونون عن الحرص على الدين من أن يعملَ فيه بالبدعة، وهم من يسكتون عن المنكرات المجمع عليها شرعاً وعقلاً في بلاد الحرمين من الفسق والفجور، كما أنهم لا يعبؤون بالفقراء والمساكين في أيِّ وادٍ هلكوا، فهم من تسبّب في مأساتهم وهم من سرق أقواتهم لينعموا بها في الداخل والخارج، وهم من يحاصرهم برّاً وبحراً وجوّاً، ويستولي على مرتباتهم ويسرق المعونات المفترضة لهم.
إذن المشكلةُ تكْمُنُ في:
تخوُّفُ فريق الصد والتثبيط من ذلك الحشد الهائل والتجمّع الجماهيري غير المسبوق، في مقابل نفور المجتمع عنهم.
المشكلةُ تكْمُنُ في ذلك الخروجِ الذي يقومُ مقامَ الاستفتاءِ الشعبي المندفِع ذاتياً، مقابلَ تهاوي شعبيتهم وتساقط أوراقهم.
المشكلة تكْمُنُ في تنامي تلك الحشود المؤمنة في متوالية حسابية كُـلَّ عام، بينما يخسرون كُـلَّ يوم من أنصارهم ومؤيديهم.
المشكلة تكْمُنُ في تلك الرسالة التي أرسلها الشعبُ إليهم: لقد فاتكم القطارُ وعاد الشعبُ اليمنيُّ إلى أصله واستعاد هُـوِيَّتَه الإيمانيةَ واليمنية.
لذا لا تستغربوا إذَا صاحوا ولطموا، وصغّروا وقلّلوا، وغضبوا وسخطوا، فالموضوعُ أكبرُ من بدعة وأبعدُ من رحمة.