مفكر مصري يكتب : اليمن المتغير الهام الذي حدث في هذه الجولة من الصراع العربي الإسرائيلي

يوجد متغير هام حدث في هذه الجولة من الصراع العربي الإسرائيلي

وهو ظهور اليمن على الساحة، وانخراطها بشكل مباشر في المعركة ضد إسرائيل في سيناريو لم يكن أكثر المتشائمين الصهاينة يتوقعه..
دخول اليمن ساحة الصراع أكسب العرب والفلسطينيين بعدا جغرافيا كبيرا وموقع استراتيجي هام في واحد من أهم مضايق العالم، مع طبيعة شعبية وثقافية وطبوغرافيا أرضية تجعل من الصعوبة السيطرة على هذا المكان وتوجيهه..
دائما السياسة الدولية تركز على ثنائية (السيطرة والتوجيه) فبالسيطرة يضمنون تأمين المخاطر، وبالتوجيه يضمنون المصالح
الولايات المتحدة و إسرائيل لم يحصلوا على الاثنين في اليمن، فلا هم نجحوا في تأمين خطر اليمن عليهم، ولا هم قادرين على توجيه اليمنيين لصالحهم..
لذلك توقع في الشهور والسنوات المقبلة، أن يلعب الموساد + وكالة المخابرات المركزية الأمريكية دورا مهما في اليمن للحصول على أي معلومة تمكنهم من تأمين المخاطر أو توجيه الشعب اليمني لصالحهم..
من الآن فليستعد اليمنيون لأقوى حملة تخابر ربما أكثر من التي تعرض لها حزب الله منذ عام 2006 حتى الآن وتسببت في القضاء على قيادات الصف الأول وإرهاب عناصره بتفجيرات تقنية متطورة كحادثة البيجر وغيرها..
ولولا قوة وصلابة جنود الحزب وتسليحهم المتطور لتم القضاء على المقاومة اللبنانية في ظرف أيام قليلة.
اليمن بركان نائم على رأي أستاذنا هيكل رحمه الله، وبطوفان الأقصى وإبادة شعب #غزة يجري إيقاظ ذلك البركان ليَلتهم في طريقه أعداء العرب والاستعمار الغربي،
فالشعب هناك معادي لكل ما يمت لإسرائيل بصلة وفي مقدمة هؤلاء أمريكا..ودخول اليمنيين الحرب بهذه القوة غير المتوقعة خسارة كبيرة لإسرائيل التي ستفكر ألف مرة مقدما قبل الاعتداء على غزة مرة أخرى أو أي بلد عربي…
جزئية أخرى
لو كان اليمنيون يحبون الإفلات من حملة التخابر الغربية المقبلة، فعليهم دراسة تجربة لبنان وكيفية اختراق الحزب.
لبنان بلد سياحي، ولأنه تأثر بالحرب السورية التي نشطت فيها كل مخابرات العالم، كانت لبنان مناسبة جدا لعمل الجواسيس من ناحية حرية الحركة
اليمن وضعها مختلف، ولا أظن أن بإمكان الغرب اختراق اليمن بسهولة، ولكن سيفكروا حتما بطرق مختلفة وغير متوقعة مناسبة لأوضاع اليمنيين، لذلك أقترح عليهم الآتي:
1- الانفتاح على روسيا والصين وطلب المساعدة في حملة التخابر الغربية المقبلة، وتزويد اليمنيين بأجهزة متطورة وأساليب استخباراتية عصرية.
2- عدم الثقة في إيران، فالإيرانيون نفسهم مخترقون
3- دراسة أسلوب المخابرات المصرية ومن ذلك الانفتاح على الجواسيس لطمأنتهم بغرض الحصول على معلومات مشغليهم، وهو أسلوب خداع اشتهرت به مصر ضد إسرائيل كان يعتمد على مواجهة الجاسوس بجاسوسية أكبر، وهذا يتطلب عدم التسرع في القبض على الجواسيس وتوفير أكبر قدر من الهدوء والثقة لعمل الجاسوس مطمئنا، مع قدرة على التحكم والتوجيه في ذات الوقت..
4- الانفتاح على الدول العربية دبلوماسيا، هذا سيعطي حصانة لليمن في هذه الدول من أساليب الاختراق خشية توتير علاقتهم مع اليمنيين..

 

 

قد يعجبك ايضا