مفاوضات الرياض.. هل تكون المراوغة خيار قوى العدوان؟
استؤنفت المفاوضات المتعلقة بالعدوان السعودي الأميركي على اليمن، وذلك بعد زيارة الوفد الوطني اليمني لمشاورات السلام إلى العاصمة السعودية الرياض بوساطة عمانية، الأمر الذي يفتح مسارًا جديًا باتجاه حلحلة التعقيدات، وتبدو هذه الجولة من المفاوضات مختلفة عن سابقاتها، باعتبارها تتويجًا لسلسلة طويلة من اللقاءات سواء في مسقط أو صنعاء، غير أن النتائج المرجوة تبقى رهينة الجدية السعودية من عدمها، إذ إن المراوغة لا تزال خيارًا متوقعًا.
وأكَّد عضو الوفد الوطني اليمني لمشاورات السلام عبد المجيد الحنش في حديث لموقع “العهد” الإخباري أنَّ “القضايا التي يجري مناقشتها متعلقة بالوضع الإنساني الذي يعاني منه اليمنيون، وفتح ميناء صنعاء ومطارها وتبادل الأسرى، دون الوصول إلى نتائج جدية حتى الآن، فضلًا عن مناقشة خروج قوى العدوان بشكل كامل من اليمن وتحرير كافة أراضيه وإعادة إعمارها”.
وأشار الحنش إلى أنَّه “إذا تم التوصل إلى اتفاق على هذه النقاط سيكون هناك مفاوضات مباشرة مع السعودية لحل القضايا السياسية المتعلقة بالأطراف المختلفة التي تعمل لصالح العدوان سواء كانت داخلية أو خارجية، إلا أن هذا الأمر يبقى رهينة جدية الرياض في تحقيق الشروط الأولية للمفاوضات”.
وأوضح أنَّ “هناك إيجابية في مسار النقاش بين الطرفين، لكن التجربة أثبتت عدم التزام قوى العدوان بعهودها ومواثيقها ما يمنعنا من رفع سقف التوقعات والآمال مع مثل هؤلاء، والعبرة دائمًا بالخواتيم”، لافتًا إلى أنَّ السقف الزمني لهذه المفاوضات محدود بالنسبة للطرف اليمني في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مستشهداً بكلام قائد حركة “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي، من أنه لا يمكن البقاء في حالة اللا سلم واللا حرب”.
واعتبر أنَّ كلًا من الولايات المتحدة الأميركية والسعودية تحاولان إظهار الأخيرة بصورة الوسيط والساعي للسلام وليس كمعتدية كما هو في حقيقة الأمر، وذلك من خلال المراوغة والسعي لتمديد الهدنة من أجل تسوية وضعها الميداني ووضع مرتزقتها، وهذا ما لا يمكن أن يكون دون رفع الحصار عن الشعب اليمني”.
وفي ختام حديثه لـ”العهد”، تطرق الحنش إلى الوضع الميداني بالقول: “هناك تصعيد وخروقات في بعض الجبهات خاصة في محافظات الضالع والحديدة ومأرب، وسيُرد عليها بالأسلوب المناسب لردعها وفرض الالتزام بالهدنة”، داعيًا الشعب اليمني إلى الصمود وعدم استباق الأمور إلى حين إعلان نتيجة المفاوضات بشكل رسمي حتى لا ينخدع بمراوغة قوى العدوان ومكره”.
مصطفى عواضة