مع تصاعد العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة :تكاليف الشحن إلى أمريكا وبريطانيا تتواصل في الارتفاع
ارتفاعٌ لا يتوقفُ لتكاليف الشحن إلى أمريكا وبريطانيا مع تصاعد العمليات البحرية اليمنية
يتواصَلُ تصاعُدُ تأثيراتِ العمليات البحرية اليمنية على اقتصادِ العدوّ الأمريكي والعدوّ البريطاني بدون توقف، مع تصاعد نِطاقِ ووتيرة وشد الضربات التي تستهدفُ سفنهما، حَيثُ سجَّلت أسعارُ الشحن من الصين إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة زياداتٍ إضافيةً كبيرةً خلال الأسبوع الماضي، وسط مخاوفَ متزايدةٍ من التضخم وارتفاع أسعار السلع في البلدين؛ الأمر الذي يبرهن مجدّدًا فشلهما في الحد من فاعلية الجبهة اليمنية وارتداد عدوانهما على اليمن بشكل عكسي وصادم؛ وهو ما يؤكّـد مجدّدًا على أن إنهاء الإبادة الجماعية في غزة هي الحل الوحيد.
ونشرت شركة “دروري” تحديثًا لمؤشرات الحاويات العالمية خلال الأسبوع الماضي (من 27 يونيو إلى 4 يوليو)، حَيثُ كشفت البيانات الجديدة أن سعرَ شحن الحاوية بطول 40 قدمًا، من شنغهاي إلى نيويورك ارتفع خلال هذه الفترة بنسبة 17 %، حَيثُ وصل إلى 9 آلاف و158 دولارًا للحاوية الواحدة.
وأشَارَت البياناتُ إلى أن مقدارَ الزيادة في السعر خلال أسبوع وصل إلى 1331 دولارًا، وهي نسبةٌ كبيرة بالمقارنة مع الفترة القصيرة التي شهدت الزيادة.
وبحسب البيانات فقد ارتفع أَيْـضاً سعر شحن الحاويات من شنغهاي إلى لوس أنجلوس بنسبة 12 % خلال الأسبوع نفسه، ووصل إلى 7 آلاف و472 دولارًا للحاوية الواحدة، بزيادة 799 دولارًا على سعر الأسبوع الذي قبله.
وأظهرت البيانات المحدثة ارتفاعًا في سعر شحن الحاوية من شنغهاي إلى شمال أُورُوبا وبريطانيا بنسبة 10 % خلال الأسبوع نفسه، حَيثُ وصل السعر إلى 8 آلاف و56 دولارًا، بزيادة مقدارها 734 دولارًا.
وبذلك تتضاعف نسبة الزيادة في أسعار الشحن بشكل كبير بالمقارنة مع أسعار شهر ديسمبر الماضي، حَيثُ كان أسعار الشحن إلى أمريكا عند متوسط 2000 دولار للحاوية؛ وهو ما يعني أن التكاليفَ ارتفعت أكثرَ من أربعة أضعاف.
وتأتي هذه الزيادات ضمن تأثيرات تزايدت بشكل حاد خلال الأسابيع الماضية؛ نتيجة تصاعد العمليات اليمنية ضد السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، في المرحلة الرابعة، وخُصُوصاً بعد إغراق السفينة “توتور” وإصابة سفن أُخرى بأضرار كبيرة.
وكان من ضمن هذه التأثيرات ارتفاع أسعار التأمين على هذه السفن من 0.3 % إلى 0.7 % وسط توقعات بأن يستمر الارتفاع خلال الفترة القادمة، بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر في قطاع التأمين البحري.
ومن الزيادات المُستمرّة في أسعار التأمين والشحن أن تؤدي إلى ارتفاع في أسعار السلع، حَيثُ تلجأ الشركات المستوردة وَأَيْـضاً مصانع الإنتاج إلى إضافة التكاليف الجديدة على قيمة المنتجات لتغطية الفوارق؛ وهو الأمر الذي يوصل تأثيرات العمليات اليمنية إلى ملايين المستهلكين في أمريكا وبريطانيا.
وقد عبرت وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية خلال الأسابيع والأيّام القليلة الماضية بشكل صريح عن تعاظم المخاوف من التضخم في البلدَينِ؛ نتيجة التصاعد المُستمرّ للعمليات اليمنية وما يترتب عليه من ارتفاع لأسعار الشحن والتأمين وَأَيْـضاً زيادة التأخيرات في تسليم الشحنات، حَيثُ تضطر السفن المستهدفة للابتعاد بشكل أكبرَ عن منطقة العمليات التي تتوسع باستمرار، وهو ما يضيف عدةَ أَيَّـام على الرحلة وبالتالي مزيدًا من تكاليف الوقود.
ويتوقع الخبراء وأصحاب الشركات في أمريكا وبريطانيا أن يستمر ارتفاع الأسعار والتأخيرات خلال الفترة القادمة، بحسب ما تفيد التقارير التي تعبر أَيْـضاً عن مخاوفَ من الوصول إلى مستويات فترة وباء كورونا التي ارتفعت فيها أسعار الشحن إلى نحو 20 ألف دولار للحاوية.