معهد “منتدى الخليج الدولي” للأبحاث الأمريكي :الحوثيون لهم اليد العليا وقادرون على إلحاق الألم بالولايات المتحدة
قال معهد “منتدى الخليج الدولي” للأبحاث الأمريكي إن العمليات والمواجهات التي تنفذها القوتين الغربيتين الحاميتين لكيان الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر، أمريكا وبريطانيا، ضد البحرية اليمنية والتي تساند المقاومة الفلسطينية في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً بأنها تمضي بلا دفة قيادة، في إشارة الى تخبط القوى الغربية في مواجهتها مع البحرية اليمنية عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.
وتحت عنوان “سياسة الغرب تجاه الحوثيين بلا دفة في البحر الأحمر”، نشر معهد “منتدى الخليج الدولي” للأبحاث، الأمريكي، تقريراً أكد أن عشرات الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد اليمن لأكثر من شهرين لم تحقق أي نجاح ملحوظ.
وأضاف المعهد الأمريكي أنه وبدلاً تحقيق واشنطن ولندن نجاحاً ضد القوات اليمنية، يواصل اليمنيون استهداف السفن البحرية التي تعبر البحر الأحمر، “بينما يهددون بتوسيع نطاق الصراع عبر الشرق الأوسط”، مضيفاً إن واشنطن لا تريد أن تدرك أن هذا الصراع مرتبط أساساً بالحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال المعهد الأمريكي إن توجه بعض صقور السياسة الخارجية الأمريكيين لاتخاذ إجراءات عسكرية اقوى في اليمن، “هو تفكير خاطئ”.
وأضاف تقرير معهد الأبحاث الأمريكي إن “تصعيد المعركة ضد الحوثيين يزيد من خطر نشوب صراع إقليمي ولن يفعل الكثير لعرقلة عملياتهم بشكل خطير أو التخفيف من التهديد الذي يشكلونه على التجارة الدولية. وبدلاً من التعمق في هذا المستنقع، ينبغي للمسؤولين الغربيين أن يدركوا كيف أن العنف الدائر في اليمن يضر بأولوياتهم الإقليمية. يُظهِر التاريخ الحديث أنه لا يوجد مجال كبير للمخاطرة غير المبررة في سياسة أميركا في اليمن”.
وأضاف التقرير الأمريكي: “وفي ظل توسع ضربات الحوثيين وتصعيد الخطاب الذي يستهدف الآن دولاً إقليمية مثل المملكة العربية السعودية، فمن الواضح أن الاستراتيجية الغربية تتعثر. وشن الحوثيون أكثر من 90 هجومًا ضد السفن الدولية منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، بالإضافة إلى عدة محاولات لضرب مدينة إيلات الإسرائيلية. تستخدم المجموعة تكنولوجيا رخيصة نسبيًا، ولكنها تفرض تكلفة باهظة على خصومها في البحر الأحمر”.
“وفي الوقت نفسه، قام الحوثيون تدريجياً بتوسيع أهداف هجماتهم … وقد أصبحت هذه الضربات قاتلة على نحو متزايد، حيث أسفرت عن مقتل ثلاثة بحارة في السادس من مارس/آذار وإغراق السفينة إم في روبيمار المملوكة لبريطانيا في الثامن عشر من فبراير/شباط . والآن، يقال إن الحوثيين يفكرون في ضرب أهداف في المحيط الهندي، الأمر الذي من شأنه أن يمثل توسعًا جذريًا في مسرح عمليات الصراع.”.
“وقد أشار قائد البحرية الأمريكية المسؤول عن عملية “حارس الازدهار”، الأدميرال جورج ويكوف، إلى هذه المشكلة في مقابلة أجريت معه يوم 26 فبراير/شباط . وأشار ويكوف إلى أن الجماعة المتمردة “لم يتم ردعها” وأنها “تواصل أنشطتها الإرهابية على الرغم من أفعالنا”. وبدلا من تقييم أسباب فشل الولايات المتحدة، اقترح ويكوف ببساطة مطالبة الكونجرس الأمريكي بتمويل إضافي ــ مما يشير فعليا إلى أن الفشل الأولي يمكن حله بالمال والوقت، وإذا ظل النجاح بعيد المنال، فسوف تكون هناك حاجة إلى المزيد من المال والمزيد من الوقت. . وهذا النهج الدائري له سابقة طويلة في التاريخ العسكري الأميركي، وقد تمت ممارسته دون جدوى في فيتنام، وأفغانستان، والعراق؛ ولا يوجد سبب وجيه للشك في أن النتيجة ستكون مختلفة في اليمن. ويدرك الحوثيون أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ليس لديهما مصلحة كبيرة في شن حرب طويلة الأمد في اليمن ضد عدو شعبي”.
وأكد المعهد البحثي الأمريكي، أن الولايات المتحدة وبريطانيا لن تستطيعا التغلب على القوات اليمنية وأنصار الله، والسبب هو الخبرة التي اكتسبها من يسميهم التقرير “الحوثيين” خلال معاناتهم الطويلة السابقة من الحروب الأولى ضدهم في صعدة وحتى الحرب التي قادها تحالف بقيادة السعودية والتي استمرت من ٢٠١٥ حتى ٢٠٢٢، حيث لفت التقرير الأمريكي الى ان حرب التحالف السعودي ضد “الحوثيين” رغم التفوق الجوي والتسليحي والقوة الضاربة لهذا التحالف ورغم استمرارها من ٢٠١٥ حتى ٢٠٢٢ إلا أن هذه الحرب انتهت بتفوق “الحوثيين” وتوسع شعبيتهم وهزيمة المملكة السعودية وخسارتها لسمعتها، مؤكداً أن الحرب الحالية بقيادة واشنطن ضد اليمن لن تزيد إلا من توسع شعبية أنصار الله وقوتهم والتفاف بقية الأطياف اليمنية حولهم، وأن حملة أمريكا العسكرية ضد اليمن ستنتهي بالفشل والهزيمة مثلما انتهت حروب أمريكا السابقة في فيتنام وافغانستان والعراق بالهزيمة.
ويضيف التقرير الأمريكي، إن “الفشل في كبح جماح الحوثيين لا يفعل شيئاً لدعم الردع أو المصداقية. ويعترف المسؤولون في واشنطن بخجل أنهم لا يتوقعون أن تؤدي الضربات الجوية إلى ردع الحوثيين بشكل كامل، مما يصرف المخاوف بشأن النهج الأمريكي من خلال الادعاء بأن الرد الأمريكي “متعدد الأوجه”. في الواقع، في يناير/كانون الثاني، أضافت وزارة الخارجية الحوثيين إلى قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص (SDGT)، وفرضت وزارة الخزانة المزيد من العقوبات على شبكاتها المالية. ومع ذلك، فمن الواضح أن الاستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة ما زالت تعتمد بشكل مفرط على القوة العسكرية. والواقع أن إخفاقات التحالف تستمر في تمكين الحوثيين … وبالتالي، فإن التدخل الغربي ضد الحوثيين يتناقض مع السياسة المعلنة للحكومة الأمريكية وهو بطبيعته هزيمة ذاتية، ويضر في الوقت نفسه بالمصالح الأخرى لأمريكا في المنطقة”.
وتحت عنوان فرعي “لا توجد إجابات سهلة”، قال تقرير معهد منتدى الخليج الدولي للأبحاث، “وفي ظل هذه الخلفية القاتمة، لا نستطيع أن ننكر أن الخيارات السياسية الأمريكية الجذابة قليلة. إن حقيقة الوضع صارخة: فالحوثيون هم جماعة مسلحة معادية … في حين أن التحالف الأمريكي البريطاني استثمر الكثير لدرجة أنه لم يتمكن من الانسحاب ببساطة دون أن يفقد ماء وجهه … وطالما أن الحوثيين لا يخشون القضاء عليهم على يد الغرب، فإنهم لهم اليد العليا في دائرة التصعيد. يمكن للمتمردين أن يلحقوا الألم فعلياً بالولايات المتحدة وإسرائيل دون أي خطر يذكر على بقائهم في اليمن … والدبلوماسية بين الغرب والحوثيين ليست بديلاً واقعياً في الوقت الحاضر أيضاً … وقد يكون هذا الواقع هو الأكثر إشكالية مع تصاعد القتال. ويتعين على القادة الغربيين أن يأخذوا تهديدات الحوثيين على محمل الجد، فمن الواضح أن المسلحين لديهم القدرة على التسبب في ضرر جسيم على نطاق أوسع … وهو الخيار المتاح لها نظراً للقتال المستمر في غزة”.