معركة الوعي قصيدة الشاعر الأستاذ عبدالسلام المتميز

معركة الوعي

قصيدة الشاعر الأستاذ عبدالسلام المتميز

 

برقٌ بكف ابن بدر الدين قد ظهرا

فمدَّ في طور سينا نورَ غار حِرَا

بصرخةٍ كعصا موسى وإن بها

إغراقَ صهيون لا مَنجا ولا وزرا

ولو غدا الغربُ لاسرائيل قُبّتَها

والعُرْبُ دون الجدار الفاصلِ الجُدُرا

عجز الصهاين إذلالٌ لها ولمن

قد كان للنصر لاسرائيل منتظرا

(طوفان الاقصى) برغم الجرح منتصر

بل إنه منذ (سبتِ اكتوبرَ) انتصرا

وغزةٌ بدِمَاها سوف تبدأ في

تأديب من طبّعوا أو ولّوا الدبُرا

غداً موازينُ عدلٍ سوف نُبصرها

تُوْفِي الصواعَ لكلٍ حسبما ادّخرا

غدا يرى العالَمُ التغييرَ مكتسِحاً

إنْ رافعاً دولاً أو خافضا أُخَرا

سحائب الذلّ حُبلَى فوقَ من صمتوا

كي تُهطِلَ النارَ لا كي تُهطِل المطرا

وغزةٌ لم تعد تدري أيقتلها

خِذلانُ مَن أسلموا أم نارُ مَن كفرا؟

جيرانها بكروش الذل مُتخمةٌ

وأهلها يأكلون المُر والصبِرا

والبعض يُسلِكُهم جيشُ العِدا طرقًا

وحين يمشون يُفنِي كلَّ مَن عَبَرا

وهكذا كلُّ نهجٍ يرسمون لنا

فلن نرى فيه إلا الشر والخطرا

الكون ضج على لوبِيْ اليهود وقد

بدَت طلائع صحوٍ تكسر الأطرا

(حريّة الرأي) عند الغرب قد قُمِعَت

وبان في الغرب زيفٌ طالما استترا

مكياجها سال عن (تمثالِ حريَةٍ)

وبين نابَيْه (مَصّاص الدِما) ظهرا

لكن سيبقى سؤالٌ نازفٌ بدمي

أين العروبة لم نلمح لها أثرا ؟!

الذلُّ ذنبُ رؤىً عن ربها ابتعدت

فمنهج الله من ذنب الصَغار بَرَا

وما ابتغى القوم في غير القُرَان هدىً

إلا وضلوا وصاروا للورى عِبَرا

فعالِمٌ باسم دين الله جمَّدَها

وجاهلٌ ظل للمجهول منتظرا

وهل إلى العز يسعى الجيل وهو يرى

كُتْبَ العقيدةِ عدّت ذلنا قدرا

أم هل سينقذُ مِن تيهٍ ثقافتنا

من لم يزل بضلال الغرب منبهرا

ومن رضوا المسخ من (داروين) قد خسروا

تكريمَ من قال (إني خالقٌ بشرا)

(يُكلِّبون) هوى الإنسان ثم به

(يُكبِّلون) خُطاه حيثما عبرا

(يستحمرون) رؤى الإنسان ثم بها

(يستعمرون) حِماه ثروةً وثَرى

غرائزيا أرادوه يُحركه

بطنٌ وفرجٌ، فيمشي طوعَ مَن أمرا

سمَّوا عبودية الدنيا لمنهجهم

(حرية الفكر) فانسقنا لهم زمرا

كم بِاسمِ (حريةٍ شخصيةٍ) هدموا

نسيجَ مجتمعٍ كم فكّكوا أُسَرا

ذاك ابنه عند دُور العجز يقذفه

تلك ابنها سامها الإيذاءَ مُذ كبُرا

هذا تحوّل أنثى، ذا بغير أبٍ

هذا تحوّل كلبًا ذلك انتحرا

ففي النفوس خراب في أواصرها

مهما المظاهر كانت تبهر النظرا

أمِن أولئك نستسقي ثقافتنا

إن يدخلوا جُحر ضبٍ نتبَعِ الأثرا

من تتجهْ شطرَ أمريكا محبّتُه

سيعبد الجِبْتَ مهما حج واعتمرا

هم يبدأون بقصف الوعي فانتبهوا

من قبل أن يقصفوا أو يهدموا حجرا

وبعدَ سفك زكاء النفس سفكُ دمٍ

حتما ومن بعد هتك الوعي هتكُ عُرى

ياإخوتي إن نُرِد تحرير أمتنا

فحرروا قبل ذاك السمعَ والبصرا

لا يعثر الجيل عن درب النجا أبداً

إلا وبالفكر قبل الرِجلِ قد عثرا

ما استأجر الخصمُ من قومٍ مواقفَهم

إلا وقد أصبحوا في وعيهم أُجَرا

روح الجهاد تصد الشر إن غُرِست

في الجيل فاستنطقوا الآيات والسورا

فلْيشمَخِ العِلمُ بالبارود مُحتزما

ولْيطلعِ النور بالنيران مُتّزرا

من يتَّبِع شعرَ غاوٍ يغوِ ، كيف بمن

يحذون حذوَ يهودٍ والغَوَى انتشرا

برامجٌ موقعٌ فتوىً لحىً كتبٌ

منظمات فنونٌ ساسةٌ خُبَرا

إلا من (انتصروا من بعد ما ظُلموا)

فهم الضمانة قالت (سورة الشعرا)

فافضح يهود الخنا ، قاطع بضائعها

كيلا تشاركها عدوانها القذرا

من اشترى اليوم شيئا من بضائعهم

فمِن يديه رصاصاً لليهود شرى

ورُبّ دامعِ عينٍ من مجازرهم

مِن جَيبه يدعم الجيش الذي جَزَرا

يذمُّ مَن موّل اسرائيل وهو غدَاْ

مِمّن يمولها فعلاً ، وما شعرا

من يتّجِر بشِرا أو بيع سلعتهم

فإنه بدِما إخوانه اتّجرا

ياعُربُ كم من سلاحٍ عندكم صدِئٍ

يشتاق صاعقُهُ أن يلثمَ الشررا

هاتوه يلْقَ لدينا أيديًا عشقَت

ضغط الزناد إذا جمرُ الوغى استعرا

نقول هذا بصدقٍ لا مُزايَدةً

ولا رياءً ولا زهواً ولا بطرا

لكن نَوح الثكالى فار في دمنا

ودمع غزة في شرياننا سُجِرا

صرخاتهن وربِ العرش تعصرنا

نضفي لقدراتنا تطوير ما قُدرا

هاتوا صواريخكم ياقومنا نُرِكُم

مالم يكن قبلُ في أقسى الحروب يُرى

قد أقبلت أمَريكا الشر جامحةً

مع البريطانِ تُزجِي شرَّها الأشِرا

فلم نكن كرخيصِ النفس مرتزقٍ

ممن أُهِلّ لغير الله أو نُذِرا

نُقْرِي الضيوفَ ولكنْ للعِدا يَدُنا

بالنار تُنضِج أكباد الرمال قِرى

وافاهُمُ بنذير الحق قائدنا

بكل صدقٍ ولكن كذّبوا النُذُرا

بعض الحكومات قطّعن الأياديَ أو

مهابةً قلن (ما هذا الفتى بشرا)

فتلك هيبة أمريكا بنا سُحقت

بمثلِ (طومرَ) أعتى كيدها طُمِرا

نمضي لو الشمس ليلاً أدركَت قمرًا

والشمس لاينبغي أن تدرك القمرا

فطوِّروا الوعيَ بالقرآن تنتصروا

فكراً، كما طُوّر التسليحُ فانتصرا

طبّاً وجبرا وتصنيعا وهندسةً

وتكنولوجيا ابتكارٍ لم يكُ ابتُكِرا

ولنطلب العلم بالقرآن نتْبَعه

بكل صبرٍ كموسى يتْبَع الخضِرا

قد يعجبك ايضا