معركة الجو .. تغير موازين قوى وتفوق يتلاشى
إبراهيم يحيى:
طائرة أخرى لتحالف الحرب السعودي الإماراتي، أسقطتها الدفاعات الجوية لقوات صنعاء، في سماء محافظة مارب. سقوط أخر للتحالف، يؤكد انتكاسة حربه في اليمن، وتهاوي تفوقه الأبرز فيها: معركة الجو.المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أعلن صباح الأحد، “إسقاط طائرة تجسس أمريكية في مديرية صرواح محافظة مأرب بصاروخ أرض جو، أثناء قيامها بأعمال عدائية في سماء منطقة المشجح”.
وفقا لبيان مقتضب أصدره العميد يحيى سريع فإن “الطائرة التي تم إسقاطها من نوع سكان إيغل، وعملية إسقاطها موثقة بعدسة الإعلام الحربي وسوف يتم بث مشاهد العملية وحطام الطائرة لاحقا”.
تعد طائرة “سكان إيغل” التي يتراوح وزنها بين 14-18 كجم، طائرة استطلاعية من دون طيار وتتميز بحجمها الصغير وتحلق على ارتفاع 5950 مترا، وبسرعة تبلغ 148 كلم في الساعة.
دخلت منظومة طائرات “ScanEagle” الخدمة لدى جيوش 12 دولة، بعدما أثبتت قدرتها في أداء المهام القتالية أسرع من أي نظام جوي تكتيكي دون طيار، مع إمكانية التحليق 24 ساعة.
وتعد الطائرة من هذا الطراز، الرابعة التي تسقطها الدفاعات الجوية لقوات صنعاء، وسبق أن أسقطت الأولى في مديرية سحار محافظة صعدة عام 2015م، والثانية بمنطقة الجبل الأسود في محافظة الجوف عام 2017.
بينما أسقطت الدفاعات الجوية لقوات صنعاء، الطائرة الثالثة من طراز “سكان إيغل” الأمريكية في جبهات عسير، بين 56 طائرة تجسسية حديثة لتحالف العدوان أسقطتها خلال العام 2019م.
وتشهد قدرات الحوثيين في مجال الدفاع الجوي تطورا ملحوظا، يعزوه تحالف دعم الشرعية إلى “خبرات وتقنيات إيرانية”، فيما يشير خبراء عسكريون في معهد واشنطن للدراسات إلى “ابتكارات ارتجالية”.
حسب خبيرين عسكريين أمريكيين في تقرير منشور على موقع معهد واشنطن، فإن “الحوثيون استطاعوا تطوير ابتكارات ارتجالية لصواريخ سوفيتية ارض-جو، تستطيع خداع رادارات الطائرات الحربية المقاتلة وإصابتها”.
ومن جانبها، تؤكد قوات صنعاء، أن تطور قدراتها الدفاعية الجوية “رغم ما تعرضت له من تدمير ممنهج طوال عشر سنوات سابقة للحرب وما تلاها، نتاج تطوير محلي بخبرات يمنية خالصة في معركة التحرر المستمرة”.
في هذا، سبق أن أعلنت قوات صنعاء، في وقت سابق، عن تمكنها بكوادر وخبرات يمنية من تطوير 8 منظومات دفاعية جوية، على مر سنوات الحرب، بجانب تطوير منظومات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وسبق أن نشرت قوات صنعاء مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية لما يزيد عن 300 عملية إسقاط طائرات تابعة للتحالف، ما بين طائرات حربية نفاثة، ومروحيات عسكرية، وطائرات درون مقاتلة، وطائرات استطلاعية.
لكن هذا التطور لقدرات صنعاء الجوية لا يقتصر على الدفاع، ويمتد إلى الهجوم، على القواعد العسكرية الجوية للتحالف في جيزان وعسير وأبها ونجران، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة متعددة الطرازات والقدرات.
وأعلن بيان صادر عن تحالف الحرب الذي تقوده السعودية، فجر الاحد، انه تمكن من اعتراض وتدمير هجوم جوي واسع على المملكة. بينما نشر نشطاء سعوديون مقاطع فيديو تظهر انفجارات بمواقع في عسير وجيزان والطائف.
التحالف السعودي، أيضا، كان أعلن في بيان له عشية عيد الفطر، أن “انتهاكات الحوثيين وهجماتهم على المملكة العربية السعودية، بلغت حتى اليوم (11 مايو 2021م) 369 صاروخا باليستيًا و626 مسيرة مفخخة”.
ما يؤكد أن تنامي قدرات العسكرية الجوية لقوات صنعاء بوحداتها الثلاث (الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة)، أحدث تغيرا في موازين القوى وبخاصة في معركة الجو، التي باتت صنعاء تخوضها بندية.