الله الذي حقق لنا المعجزات بوجه 17 دولة وأفتك سلاح العالم سيحقق لنا معجزة أمام كورونا؟
هذا كلام جميل وممكن لحد كبير، لكن دعونا نتحدث بصراحة
من حقق الله المعجزات على أيديهم في الجبهات رجالٌ على درجة عالية من الارتباط بالله الله حاضر في وجدانهم وروحهم وتفكيرهم في كل لحظات يومهم يبدأون يومهم استغفاراً بالأسحار ثم بالصلاة وقراءة القرآن يذكرون الله ذكراً كثيراً، يسبحونه بكرةً وأصيلاً يذكرونه تضرعاً وخيفةً قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم يتوكلون عليه قبل المواجهة، يذكرونه كثيراً أثناءها، فيثبتهم ويحقق لهم المعجزات بإمكانياتهم البسيطة مقارنة بما يملك عدوهم ليحمدوه ويستغفروه ويسجدوا له شكراً على تأييده ونصره
فهل بلغنا ولو معشار هذه الدرجة من الارتباط بالله؟
علينا أن نتيقن قبل كل شيء أن أأمن ملاذ لنا من هذا الوباء هو اللجوء الصادق لله وأن نستشعر نعمته علينا ورحمته بنا وعفوه عن تقصيرنا الكبير في حقه، فأن نكون حتى اليوم معزولين عن هذا الوباء العالمي ونحن العباد المقصرون هي رحمة ونعمة علينا استشعارها، نعمة تتطلب شكراً عملياً ليزيدنا الله من هذه النعمة {ولئن شكرتم لأزيدنكم}،
الأمر يحتاج التجاءً صادقاً إلى الله، توكلاً عليه، مع تحملٍ عالٍ للمسؤولية في الأخذ بكل الأسباب الممكنة والمتاحة في أيدي كلٍ منا، وحتى وإن كان الممكن والمتاح في ضعيفاً ولا يرقى لمستوى المتاح والممكن للصين وإيطاليا، لكن التدخل الإلهي الذي قهر ببنادق المؤمنين كل المتاح للسعودية والإمارات وأمريكا من سلاح وعتاد ومدرعات وطائرات، هو ما سيغير المعادلة لنا لكن فقط – وحتماً فقط – إن كنا جميعاً بالدرجة المطلوبة في ارتباطنا بالله وتوكلنا عليه في تحمل المسؤولية!
والمسؤولية هنا هي مسؤولية جماعية، على كل فرد في المجتمع، رجلاً وامرأة صغيراً وكبيراً، وكإعلاميين فالمسؤولية تقع على عاتقنا في التوعية بالمفيد من سبل المواجهة، فلن يفيد الناس معرفة أن فلاناً أتى من الصين أو غيرها، لن يفيدهم الهزل واللغو ولن يفيد التذمر، ما سيفيدهم هو معرفة أعراض الفيروس، سبل العزل للمصاب، طرق انتقال العدوى وسبل الوقاية منها، ما سيفيدهم هو التوعية المستمرة وإبقاؤهم على اطلاع بكل الإجراءات الوقائية المتاحة من الجهات الرسمية، وما هو المطلوب منهم في التفاعل معها، الفيروس قاتل، صحيح، لكن نسبة الوفيات ربما لا تتجاوز 4%، وبعض الدول انتقل إليها ولم تسجل أي حالة وفاة، فسبل الوقاية والحد منه سهلة إذا تحمل الناس المسؤولية العالية،
كناشطين وإعلاميين فمهمتنا أن نصل بأنفسنا وبالمجتمع إلى المستوى المطلوب في وعيهم واستشعارهم للمسؤولية، فثمرة التحرك الإعلامي المفيد سنجنيها جميعاً، ومضرة التقصير في هذا التحرك سنتجرعها سوياً وقد نجني حتى على أولئك المخلصين الذين بذلوا أنفسهم للدفاع عنا !
علينا بالعودة الصادقة إلى الله، حمداً وشكراً عملياً على نعمته هذه، والتجاءً إليه كمصدر رئيسي في أن يحمينا ويهدينا أسباب حمايته، ثم التحمل العااالي للمسؤولية في بذل كل الأسباب المتاحة، بذلك قد يديم الله نعمته علينا ويزيدنا منها ويحقق لنا المعجزات، وبدون ذلك فقد نجعلها نعمةً مؤقتة نندم على الكفران بها!