معجزة سماوية وثقتها عدسة الإعلام الحربي بمأرب:الفيلم الوثائقي “فوق الغارة”.. آياتٌ تتحقّق ووعود تتجسد
وثقت عدسة “الإعلام الحربي” مؤخّراً مشهداً جديدًا من مشاهد الإعجاز في الميدان العسكري، لثلة من المجاهدين في مأرب شمال شرقي صنعاء، وهم يتصدون للغزاة والمرتزِقة، ثم يخرجون من غارة مميتة بحفظ الله وسلامته.
وحوى الفيلم على عدد من المشاهد التي وثقت العديد من المواقف البطولية الخارقة للعادات والعلوم العسكرية المتعارف عليها في الكليات والمعاهد العسكرية، حَيثُ أظهر الفيلم مشاهد لثبات المرابطين في جبهة “اللكمة” المطلة على مدينة مأرب رغم كثافة الزحوف التي نفذها المرتزِقة للسيطرة على التبة، ناهيك عن القصف الهستيري لطيران العدوان على مواقع ومتارس المجاهدين بتلك الجبهة.
وحصل الفيلم الوثائقي “فوق الغارة” على صدى واسع في أوساط المجتمع اليمني بمختلف فئاته وشرائحه، مشيدين بثبات وعزيمة هؤلاء الأبطال، ومدى رعاية الله وحفظه لهم وهم يتصدون للأعداء في ميدان العزة والفخر.
ويقول الشيخ نجيب حسين المطري: إنه وَمن خلال المتابعة والمشاهدة للفيلم “فوق الغارة” تذكرت غزوة الأحزاب، وتذكرت قول الله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا، وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا، إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا”.
ويضيف: “نعم إنني وأنا أشاهد وأتابع فيلم “فوق الغارة”، فقد شاهدت ثلة من الرجال المؤمنين المجاهدين وهم ثابتون ثبوت الجبال الرواسي وكأنهم جبال فوق الجبال، وأسود تفترس وتصطاد ببنادقها كُـلّ المعتدين، وتجبر أُولئك المعتدين المتحصنين بالمدرعات والذين كانوا يظنون أنهم مانعتهم مدرعاتهم من بأس رجال الله فأتاهم الله من حَيثُ لم يحتسبوا وذلك على أيادي أُولئك المجاهدين الأبطال المحتسبين والمتوكلين والواثقين بالله سبحانه، فرأيت المعتدين يفرون كالأرانب بمدرعاتهم”.
ويؤكّـد المطري أن مشاهد الفيلم المفعمة بالصمود الأُسطوري والعجيب الذي تحلّى به المجاهدون في مواجهة أعتى وأشرس هجوم ويصدون أكبر حشد حشده العدوان لكن بعزيمة رجال الله تبخرت وذابت وتلاشت وانكسرت تلك الحشود وفشلت تلك العملية التي خطط لها العدوان.
ويلفت إلى أن المجاهدين الثابتين في جبهة اللكمة تحولوا إلى براكين تلتهم حشود العدوان وزلزال وعواصف تعصف بممتلكات وعتاد المرتزِقة وهو ما أظهرته عدسة الإعلام الحربي في فيلم “فوق الغارة”.
ويتابع حديثه بالقول: “فسلام الله على أطهر الرجال وأشجع الرجال وأخلص الرجال وأوفى الرجال الذين رأيناهم وكأنهم يطوون الصحراء ويقهرون الطبيعة ويسيرون وفق السنن الإلهية والتي يمشي عليها كُـلّ مؤمن مجاهد تقي في أي ميدان وفي كُـلّ مكانٍ وزمان”.
ويواصل: “فالمشاهد للفيلم يسبح الله كَثيراً ويشكره كَثيراً لما يشاهد من التدخل الإلهي والعناية الإلهية والحفظ الإلهي لأوليائه المجاهدين والمتحَرّكين في سبيله سبحانه”.
ويبين الشيخ نجيب أن الله تعالى منح المجاهدين المخلصين حكمة في القول وبصيرة في التخطيط وبصر في الإعداد وأكسبهم خبرة فائقة في التكتيك والتخطيط، منوِّهًا إلى أن صفات المعية الإلهية تجسدت جليًّا من خلال كسرهم للعدو المهاجم وذلك حين حولوا إيجابيات الموقف الجغرافي والعملياتي والقتالي والتكتيكي للعدو في مسرح تلك العملية التي كان يراها العدوّ أنها في صالحه، فحولها المجاهدون إلى سلبيات على المعتدين.
ويشير إلى أن تحَرّكات المجاهدين في المعركة هزمت العدوّ نفسياً وعسكريًّا؛ وذلك كونهم غيّروا موازين المعركة وقلبوا الطاولة على الأعداء مخترقين النظريات والتكتيكات العسكرية التي أعدها المرتزِقة وراهنوا عليها، لافتاً إلى أن المجاهدين تغلبوا على كُـلّ النظريات وأبدعوا وابتكروا تكتيكاً يتلاءم وفقاً للموقف الذي يواجهونه ويتعاملون معه.
ويرى الشيخ المطري أن مشاهد الفيلم الوثائقي “فوق الغارة” جسّدت يوم الأحزاب وكأنها معجزة، ولكن الله قدير والله غالب على أمره وهو يتولى الصالحين والصادقين وهو الذي يجيب دعاء المضطرين وهو الذي يؤيد ويمد وينصر ويعين، مستدلاً بقوله تعالى: “وَلَقَدْ أرسلنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إلى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْـمُؤْمِنِينَ”.
ويرى المطري أن الفضل لله عز وجل، ثم لعزيمة المجاهدين الأبطال الذين نذروا أنفسهم لله وللدفاع عن الدين والبلد والعرض ونصرة المستضعفين، وكذلك لحكمة القيادة ممثلة بالسيد القائد العلم المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وهي القيادة المؤمنة التي تمتلك رؤية صائبة وتحمل منهجاً وقيادة وبصراً وبصيرة في كُـلّ المجالات.
مشاهد تحبس الأنفاس
من جهته يقول المحلل العسكري زين العابدين عثمان إن الفيلم الوثائقي “فوق الغارة “الذي أنتجه الإعلام الحربي وما كشفه من مشاهد ملحميه تحبس الأنفاس تظهر تجليات عظمة تدخل الله تعالى ورعايته وألطافه التي أحاطت بالمجاهدين وحالت دون وقوع أية إصابات في صفوفهم وهم يتعرضون لوابل من الغارات الجوية التي نفذتها طائرات دول العدوان عبر قنابل وصواريخ حديثة ودقيقة.
ويؤكّـد عثمان أن تلك المشاهد تعكس عظمة الثبات والصمود الأُسطوري الذي قدمه مجموعة من المجاهدين الأبطال في خوضهم معركة ملحمية في صد زحوفات مرتزِقة العدوان التي تضمنت عدداً من الأرتال المدرعة ونجاحهم في كسر كُـلّ الزحوف بثبات وتكتيكات حربية فعالة رغم كثافة نيران المدفعية وغارات الطيران المساند للمرتزِقة على الأرض.
ويقول عثمان: “لذلك لا يمكن أن يقاس ما حصل في مشاهد ذلك الفيلم بالمقاييس والمفاهيم العسكرية كونها معجزة وآية من آيات الله سبحانه وتعالى وهي بما تتضمنه تعيد إلى ذهنية العالم، وبالأخص قوى العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بأن المقاتل اليمني يستمد قوته من الله تعالى وأنه على الحق”.
ويضيف:” فهو بعمق إيمَـانه وثقته بالله تعالى وعقيدته الثابتة والصلبة أصبح أعجوبة عسكرية، وأن أفتك الأسلحة وأخطرها وأكثرها تطوراً تصبح معطلة وخارجة عن التأثير وَلا يمكنها أن تقهر المقاتل اليمني، أَو أن تنال من ثباته وصموده، وفي هذا يقول الله تعالى: “ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَٰفِرِينَ”.
آيات تترجم عملياً
بدوره يقول الشاعر ماجد المطري: “طالعت بشغف الفيلم الوثائقي “فوق الغارة” والذي بثه الإعلام الحربي في القنوات الرسمية اليمنية قبل أَيَّـام، وأذهلني جِـدًّا ما لمسته من خلال هذا الفيلم الوثائقي من شواهد حية ودلائل دامغة على معية الله سبحانه وتعالى لأوليائه.
ويضيف: “في تلك المشاهد تتجسد عظمة التدخل الإلهي الكبير والعناية الربانية الهائلة التي يوليها الله سبحانه وتعالى لأنصاره المجاهدين في سبيله”.
ويؤكّـد المطري أن مشاهد فيلم “فوق الغارة” تكشف مدى الوهن والضعف في قوى مرتزِقة العدوان رغم إمْكَانياتهم الكبيرة من العتاد والأسلحة الضخمة التي أعدها تحالف العدوان لمواجهة ثلة من المؤمنين المجاهدين الصادقين ببنادقهم البسيطة وأجسادهم المرهقة وعلى مساحة ضيقة جِـدًّا مقارنة بالمساحة الواسعة التي يتحَرّك منها مرتزِقة العدوان في محاولاتهم اليائسة للسيطرة على تبة “اللكمة”.
ويلفت إلى أن ثبات المجاهدين منقطع النظير على تبة “اللكمة” رغم كثافة القصف الجوي الهستيري لطيران العدوان الذي صاحب وساند الزحوفات المتكرّرة والفاشلة التي نفذها المرتزِقة مدججين بالمدرعات والآليات والأسلحة النوعية، وَأَدَّى إلى النصر المبين مجسداً العزة والعظمة الإلهية التي يمنحها الله لأوليائه في الوقت الذي أُصيب به مرتزِقة العدوان بهزيمةٍ مخزية نكراء متكبدين خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
ويشير إلى أن لقطات فيلم “فوق الغارة” أظهرت ما يتحلَّى به المجاهدون المسبحون المستغفرون المحفوفون بعناية الخالق جل وعلا ومعونته التي رجحت كفة موازين القوى لصالحهم وهم القلة المستضعفين لكنهم بالله كانوا أقوى من كُـلّ قوة وأشد بأساً من كُـلّ بأس.
وعلى ناصيةِ الثَّبات المُشرف ثمة شعبٌ بكهولهِ ونسائهِ وشبابهِ وأطفالهِ جابه الحرب بكل إصرار وتحدٍ، أتخذَ من ثقافتهِ القرآنية حصناً منيعاً يدكُ بهِ عتاولة الظلم، وهذا دأبُ شعبنا اليمني منذُ فجر ولادتهِ؛ كونهُ يحملُ صدق الانتماء وثبات الموقف وهذا ما تجلى لنا من الفيلم الوثائقي لجبهة اللكمة الذي كانت أحداثه وشواهده كفيلة لتتحدث بحسب ما تقوله الأُستاذة رويدا البعداني.
وتضيف البعداني “إرهاصات إلهية وثقتها عدسة إعلامنا الحربي في مدينة مأرب تحديدًا في جبهة “اللكمة” التي نراها حيناً تتجلى في المعية الربانية التي تكلؤهم بالسكينة متى ما حلقت الطائرات سماءهم الزرقاء وتمدّهم بزادِ الصّبر كلما كان البرد أشدُّ وطأةً وأقوم قيلاً، وحيناً آخر في ساحات الوغى حينما تجد فئة قليلة مستنيرة بهدى الله تغلب فئة كثيرة مستمدة قوتها من أعداء الله”.
وتتابع البعداني القول: “ولن يتوانى شعبنا الأبي من ردع كُـلّ من سولت له نفسه المساس بأرضنا حتماً ستكون هناك معادلات تقلب موازيين القوى العالمية”.
من جهتها تقول الناشطة الإعلامية إبتهال محمد أبوطالب: إن إخلاص المجاهدين يتجلى في مواقفهم البطولية الرائعة، ولذا فإنّ تأييدَ الله لهم يتضح في الانتصارات المتتالية، آياتٌ تتحقّق ووعود تتجسد”.
وتضيف أن الإعلام الحربي وثق مشاهد متعددة لانتصارات رجال الرجال، ومشاهد تؤكّـد ثقة المجاهدين بالله، ومشاهد تؤكّـد ذل ومهانة العدوّ، ومشاهد تؤكّـد نور الحق وظلام الباطل، مشاهد يتعامى عنها الشياطين وأتباعهم، ويعترف بها كُـلّ ذي عقل واعٍ”.
وتؤكّـد أبو طالب أن المواقف الأُسطورية التي يجسدها المؤمنون في تبة اللكمة محافظة مأرب في أَيَّـام متعددة بليلها ونهارها، ببردها وحرها تثبت مدى الوعي والبصيرة التي يتحلى بها المجاهدون المرابطون وهم يواجهون أحدث الآليات والتقنيات العسكرية المتطورة.
وتجزم أبو طالب أن ثبات المجاهدين في تبة “اللكمة” ثبات تشهد له ذرات التراب وصمود تعترف به نسمات الهواء.
وترى أن ثبات المرابطين في تبة “اللكمة” دروس يتعلم منها الشرفاء، فبتقوى المجاهدين المؤمنين كانت المعجزة الإلهية مكافأة لهم، موضحةً أن تلك المكافأة مرت بخطواتٍ ومراحل، أولها: إعطاب آليات مدرعة العدوّ وإحراقها في وقتٍ قصير فمن شاهد تلك الآليات المعطوبة والمحروقة يَظن أن المعركة استمرت لشهور لا ساعات كُـلّ ذلك بتأييد الله وَفضله، مستدلة بقوله تعالى: “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ”.
وتشير إلى أن مشهد لحظة ضرب العدوّ بغاراته بجانب المجاهدين في الفيلم الوثائقي جسدت وبكل وضوح مدى التأييد الإلهي للمجاهدين الذين اختلطت أجسادهم الطاهرة بالتراب ليصعب على العدوّ رؤيتهم.
أما عن المشهد الذي وثق نزول الغارة الصاروخية على مترس المجاهدين العظماء فتقول إبتهال:” نجاتهم من الغارة الصاروخية التي استهدفتهم مباشرةً، وكأن شيئاً لم يكن، تثبت أن معجزة سماوية أيدت أُولئك المتقين الذين نصروا الله حبًا واتباعًا مجسدين قول المولى عز قائل: “وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”.
وتضيف: “عند مشاهدة أُولئك المجاهدين الملائكة في صورة أشخاص نرى الوجوه الإيمانية وَالثقة الأكيدة بالله، ونسمع العبارات الإيمانية التي تشير إلى ثقافة قرآنية، فمنهم من قال في معنى كلامه بأنهم على نهج الإمام علي والإمام الحسين -عليهما السلام-، ومنهم من قال: “حسبي الله” أثناء الضرب الصاروخي مَن قَبل العدوّ، قال تعالى: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”، وقال آخر قول الله تعالى: “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ””.
وتختم أبو طالب حديثها بالقول: “سمعنا في تبة “اللكمة” صوت القرآن يبثه المجاهدون في الأرجاء، ليرسلوا رسالةً بأنهم مع القرآن، فالقرآن كتاب لم ولن يتخلوا عنه مسلكاً ومنهجًا.
– محمد ناصر حتروش