معادلة الحرب تغيرت في الجو أيضا..
بل أيام أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن تصدي الدفاع الجوي لتشكيل قتالي مكون من طائرات العدوان السعودي والإماراتي ، بعدد من صواريخ الدفاع الجوي وأجبره على مغادرة الأجواء دون تنفيذ مهامه في سماء مديرية نهم .
مر الخبر بهدوء رغم مفصلية الحدث على وسائل الإعلام في زحمة الأحداث المتسارعة على الساحة اليمنية ، وتتالي الإنجازات العسكرية والأمنية على الأرض وفي الجو -إسقاط مفخرة الصناعات الجوية الحربية الأوروبية “التورنيدو في سماء الجوف..
المتتبع للعدوان على اليمن ، يدرك أهمية الحدث الأول من نوعه منذ بداية العدوان على اليمن في مارس 2015م ، ان يتم التصدي لتشكيل قتالي ، ويجبر هذا التشكيل القتالي التابع للعدوان على مغادرة الأجواء دون تنفيذ عملياته ، بعد أن نفذت هذه التشكيلات نحو نصف مليون غارة ، واستباحت الأجواء اليمنية لخمس سنوات.
التشكيل القتالي للطائرات الحربية يتكون عادة من 3 إلى 5 طائرات حربية، والتصدي له أمر أكثر تعقيدا بالنسبة إلى وسائط الدفاع الجوي ويتطلب الأمر نظام تنسيق دقيق في ظل عدم القدرة على تشغيل رادار، بما في ذلك تنسيق الإطلاق من بطاريات متعددة ، وفي مناطق متباعده .
إعلان قوات الدفاع الجوي بدء التصدي للتشكيلات القتالية المعادية يؤشر إلى أنها قطعت شوطاً أكثر بكثير مما أعلنت عنه في معرض الشهيد عبد العزيز المهرم للدفاع الجوي ، وانها قد نجحت في إعادة بناء شبكة دفاع جوي متكاملة ، أو بناء نظام ينسق انطلاق الصواريخ من أماكن متعددة ، وملاحقتها لأهدافها.
لم تفش القوات المسلحة بعد كل أسرارها، وغدا قد نقف على حقيقة أن المعلن ليس إلاَّ طرفا لخيط طويل من المفاجآت غير السارة للعدوان ومرتزقته على الأرض ، والذي سيجد نفسه في وضع صعب في ظل التطور الجوي المتسارع للجيش واللجان الشعبية ، والمنظومات الصاروخية والمسيرة ، وفي المقابل تقييد لعمل وفاعلية الإسناد الجوي وطيران العدوان الذي عربد في السماء اليمنية على مدى 5 سنوات من الحرب ، ولن يتمكن المرتزقة من الصمود دونه.
الغارات التي استتبعت هذا الإنجاز خلال الأسبوع الحالي ، وإعلان الإنجازات في مجال الدفاع الجوي ، يشنها العدوان على صنعاء وعدد من المحافظات بحسب مراقبين ، تكتسب للمرة الأولى طابع المقامرة بالدرجة الأولى ولاتصب في خانة تحقيق الأهداف القتالية ، ولجأ بحسب مصدر عسكري إلى استخدام طائرات اف 22 شبحية أو اف 35 الشبحية أيضا .
أراد العدوان القول بأن طيرانه سيستمر في التحليق بالأجواء اليمنية ، حسب مانقله لنا عسكريون ، أشاروا إلى أن بلوغ العدوان مرحلة المقامرة في فاعلية أهم سلاح لديه ، فذلك يؤكد انتصاراً للعقول اليمنية ، وان أهم سلاح للعدوان قد جرى تقييده بالفعل ، والحد من فاعليته ، وهو لجأ بحسب مصدر عسكري إلى استخدام طائرات شبحية اف 22 او اف 35 والتي من المحرم على النظامين السعودي والاماراتي اقتنائها لضمان تفوق “اسرائيل” بدليل عدم سماع أصوات التحليق حيث يمكن لهذه الطائرات القصف من مديات أبعد من طائرات إف 15 او إف16.
والمكابرة التي يظهرها العدوان بشن غارات هنا وهناك على أهداف جوفاء في عطان سبق له قصفها مئات المرات ، لن يغير من الواقع شيئا ، وهي بحسب العسكريين أيضا ، مرحلة تسبق رضوخ الطرف المصدوم للمعادلة الجديدة ،وهذا الوضع يعيشه تحالف العدوان اليوم ، فطيرانه بجميع تشكيلاته فقد حريته في السماء اليمنية ، ويتجنب الطيران على ارتفاع أقل من عشرة آلاف متر.
ويشير مراقبون إلى أن ثمة مشكلة سيعاني منها العدوان إن لم تكن قد بدأت عقب إسقاط طائرة التورنيدو منتصف فبراير الحالي ، فوفقا للصحافة الغربية والإسرائيلية ثمة عدد كبير من الطيارين الأجانب والصهاينة يعملون كطيارين مرتزقة في صفوف العدوان ، لن يخاطروا بأرواحهم للعمل في الأجواء اليمنية ،بعد أن أصبحت عالية الخطورة ، ولن تسمح لهم دولهم خشية إسقاط طائراتهم ووقوعهم في الأسر .
وهذا الواقع الجديد في السماء اليمنية سيجبر الرياض وأبو ظبي على تقليص اعتمادهما على أسطولهما الجوي المكون في معظمه من مقاتلات اف15 معدله واف 16 في معظمها وطائرات تورنيدو ورافال الفرنسية ، وهي لا تختلف كثيرا عن نظيراتها الأمريكية من حيث التقنيات والمواصفات ، ولجوئها إلى طرازات أعلى ك إف 22 أو إف 35، الشبحية، في ظل منع واشنطن حلفائها من الاعتماد على الروس ، وهو سيجعل النظامين السعودي والاماراتي أكثر إعتمادا على الحليف الأمريكي والصهيوني واللذان يحتكران وحدهما هذه الأنواع من الطائرات الشبحية عالية الكلفة , لن يترددا في مزيد من حلب الضرع الخليجي ، ودفع النظامين إلى مزيد من السقوط العلني في الحضن الصهيوني .
ما سيرفع من كلفة العمليات الجوية في السماء اليمنية ، أضعافا مضاعفة على الخزينة السعودية التي لا تحتمل المزيد من الخسائر وكلف الحرب بحسب خبراء عسكريين الذين لم يستبعدوا حصول مفاجآت تجاه هذا النوع من الطائرات أيضا ، والمفاجآت لا تكاد تنتهي في جعبة اليمنيين .
ومن جانب آخر أتى إلإعلان عن تطوير المنظومات الدفاعية المتكاملة، جاء في وقت ملائم قد لايستبعد اختيار التوقيت من جانب وزارة الدفاع ، في وقت عادت فيه المعارك إلى الصحراء والساحل واستكمال السيطرة الكاملة على الجبال الحاكمة والاستراتيجية في السلسلة الشمالية في جميع الاتجاهات .
تمتع الجيش واللجان بشبكة دفاع جوي أكثر فاعلية سيمكنه من الاندفاع براحة أكبر لانجاز النصر الكامل ، وفي الضفة المقابلة على المرتزقة إدراك أن ما يمنع الجيش واللجان من دخول مأرب هو قرار سياسي واحترام لوساطة دولة عربية كان لها سابق جميل إبان حروب صعدة ، وفي الساحل الغربي احترام اتفاق ، ليس إلا، وحقن لدماء اليمنيين .
ماانتظره اليمنيون منذ الغارة الأولى على مطار صنعاء من قبل طيران العدوان ، تحقق ، وباتت الطائرات المعادية تجبر على العودة دون تحقيق مهامها.
المعادلة تغيرت ليس على الأرض فقط .. بل وفي الجو..قادم الأيام كفيلة بكشف المستور.