مطار أبو ظبي… ومعادلة الردع
الحقيقة/الميادين نت
استهانت السعودية والإمارات رفيقة دربها في التحالف بما ذكره عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي لـ الميادين منذ أكثر من أسبوع حين نصحهما بتغيير سياساتهما في المنطقة لأنهما سيكونان أكبر الخاسرين في أي مواجهة، طالباً من السعودية أن تهيئ الرأي العام السعودي لإمكانية تلقيه ضربات جديدة.
ما كشفته قناة المسيرة اليمنية يوم أمس من مشاهد عرضت للمرة الاولى عن عملية سلاح الجو المسيّر على مطار أبو ظبي الدولي، وجهت صفعة بالصوت والصورة لمصداقية الامارات حين أظهرت المسيرة لحظات تحليق وضرب طائرة “صماد 3” للمطار والتي تمّ تنفيذها في تموز/ يوليو 2018، ووضعت حدّاً لرواية الامارات التي نفت حينها تعرّض المطار لقصف جوّي مشككة بقدرة الجيش واللجان الشعبية على تسيير طائرة بهذه الدقة لمسافة تتجاوز 1400 كلم.
وقت الحادثة التزمت الإمارات الصمت، لتكتفي بالتغريد من حساب مطار أبو ظبي الرسمي قائلةً إن “حادثة وقعت في المطار تسببت به مركبة لنقل الإمدادات، ولم تؤثر على سير العمليات”، بعدها نفى مسؤول إماراتي في حديث لوكالة “رويترز”، تعرض مطار أبو ظبي الدولي لأي هجوم، مشدداً على أن “العمليات في المطار تسير بشكل اعتيادي”، ورافضاً بالتالي التقرير حول “توقف حركة الملاحة في المطار” بسبب الغارات المزعومة.
زمام الحرب النفسية والاعلامية امتلكها أنصار الله هذا ما أكده رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي يوم أمس، مضيفاً “نحن حرب لمن يحاربنا وسلم لمن يسالمنا والمبادرة برهان”.
موازين القوى بين التحالف السعودي وبين الجيش واللجان اختلفت بشكلٍ ملحوظ منذ أن بدأت حكومة صنعاء تستعيد المواقع التي خسرتها سابقاً على خطوط التماس خلال الشهر الماضي. لكن هذه الموازين أخذت تشير إلى متغيرات نوعية بعد استهداف المنشآت السعودية بـ7 طائرات مسيرة على موقعين نفطيين في العمق السعودي، التي اعتبرها مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية بصنعاء تدشيناً لبنك أهداف جديد يضم 300 هدفاً حيوياً وعسكرياً يشمل السعودية والامارات.
وتوعّدت قيادة الجيش بأن كل جريمة سيرتكبها العدوان بحق أبناء الشعب اليمني ستقابل بعملية رد.
أمام هذه المتغيرات تدخل السعودية في مرحلة إدّعاء دور الضحية، داعيةً المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم من أنصار الله، و للوقوف صفاً واحداً وتوحيد وجهات النظر في سبيل حماية المدنيين في النزاع بأشكاله كافة ودعم تمكين تحييد المدنيين، هذا ما تحدث عنه القائم بأعمال وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة خالد منزلاوي في كلمته في مجلس الأمن الدولي.
هذا الخطاب السعودي غير المعهود منذ بداية عدوان التحالف على اليمن، أكمله منزلاوي بالقول “المملكة تحرص بشكل مستمر على حث المجتمع الدولي لتبني توجه موحد وشامل لحماية المدنيين والنأي بهم عن النزاعات المسلحة”.
وبحسب منزلاوي فإن “الهجوم على المنشآت الحيوية في المناطق الآهلة بالسكان يعد استهتاراً مباشراً وواضحاً بحياة وأرواح المدنيين”.
إلى جانب حديث الدفاع عن المدنيين ادّعت وسائل اعلام سعودية أن “قوات الدفاع الجوي اعترضت صاروخين، الأول فوق مدينة الطائف، والآخر فوق مدينة جدة”. للتحريض على حكومة صنعاء باستهداف الأماكن المقدّسة.
هذا ما نفاه البخيتي، معتبراً لجوء السعودية الى اتهام أنصار الله باستهداف مكة المكرمة “دليل عجز وفشل”، مضيفاً “السعودية على يقين بأننا لا نستهدف مكة المكرمة لذلك يعقدون القمم فيها”. وبموازاة ذلك لا يستهدف الجيش واللجان المدنيين، بل على العكس من ذلك يستهدف الجيش واللجان المرافق الحيوية في السعودية والإمارات دفاعاً عن عشرات آلاف المدنيين والأطفال الذين يتعرضون للقتل من قبل التحالف منذ بداية العدوان. فدفاعاً عن المدنيين يسعى الجيش واللجان إلى إرساء معادلات الردع.