مصباح الهمداني يكتب عن بقيق وخريص
مصباح الهمداني يكتب عن بقيق وخريص!
————–
مازال بنو سعود تحت تأثير وصية صاحب السروال المؤسس، وما زالوا ينظرون لليمني على أنه شاقي مستضعف في بلادهم، أو شيخ متسوِّل على أبوابهم.
قلنا لهم في كل مكان بأن الزمن تغير وعصر الإذلال والأنذال قد ولى دون رجعة منذ أشعلت ثورة 21 سبتمبر شُعلتها.
قلنا لهم بأن قائدنا لا يشبه السابقين من الخونة الشحاتين، وهو ابن حيدر الكرار وأخو حسين مران.
قلنا لهم، فلم يفهموا وجربوا حظهم بعد أن وجدوا معهم أمريكا وإسرائيل وسبعة عشر دولة ودويلة في تحالفٍ هو الأكبر والأطول عبر التاريخ.
أعلنوا الانتصار وسيطرتهم على الأجواء اليمنية كاملة منذ الأسابيع الأولى، وهانحن الآن في السنة الخامسة، وقد دخلنا فيها مرحلة عض الأصابع، بعدَ أن كسرنا أنوفهم في حدودهم الجنوبية وجندلنا الآلاف منهم؛ ممن قيمتهم عند بني سعود كقيمة أبناء الإمارات الشمالية عند عيال زايد؛ مجرد تابعين ومرتزقة.
لقد نفدت مخازن المصانع الأمريكية من السلاح الثقيل والمتوسط، وباتت تشتغل بكامل طاقتها لتعويض ما يحرق ويدمر.
أرسل القائد رسائل السلام ثم التحذير والإنذار في كل مناسبة ومحاضرة، لكن بني سعود ما زالوا تحت تأثير الصدمة ويتساءلون فيما بينهم:
“كيف لهؤلاء اليمنة أن يهزمونا ويذلونا ويكسروا شوكتنا” ثم يلتفتون إلى كبار عملائهم في فنادق الرياض فلا يجدون منهم إلا الذل والسكينة والمسكنة وقبول الإهانة، ويتساءلون ثانية:
“هل هؤلاء من أولئك، وهل أولئك من هؤلاء، ماذا جرى في اليمن؟”
كم ضحكوا وكم سخروا من وعود وإنذارات وإعذارات وتهديدات القائد.
واليوم وبعد أن كلُّوا وملُّوا وضاقت بهم الأرض وطالت بهم الحرب وتمدد بهم الجرح وانفرط بهم العَقد وتفرق بهم الشمل وتمزق بهم الحبل وكثر عليهم الحِمل؛ نحنُ الضاحكون، الحامدون الشاكرون.
لم يعودوا يطيقوا ما نزل بفنادقهم من جيف ولا ما ينزل عليهم من قِبلنا من عذاب
فمنذ اللحظة التي طارت فيها صواريخ اليمن المجيد وطائراته المسيرة ابتدأ عهد جديد وفصل جديد؛ فيما وصلت مملكة ترامب إلى فهرسها الأخير.
بعامها الخامس؛ أصبحت الحرب بالنسبة لهم عجوز شمطاء، ولكنها في جبهاتِنا استفتحتْ خُماسيتها؛ كعروس عنقاء.
لقد بدأت الحرب الحقيقية منذ أن رأينا مطاراتهم وموانئهم وقواعدهم تحترق.
لقد قالها الأمريكي والصهيوني بوجوه كثيرة حينما شاهدا الباتريوت والرادارات وطائرات المراقبة؛ تقف جميعها ببلادة وغباء ولا تستطيع رصد ولا صد طائرات وصواريخ اليمانيين البدائية المتطورة.
كان كبار الخبراء والساسة المحايدون يتوقعون أن يتوقف البعير عن الحرب ويبحث عن مخرج يغطي هزيمته كما أعلنت الناقة.
لكن البعير أغمض عينيه وسد أذنيه وأخذ يتخبط تحت المُسير والصواريخ، وكأنه يسير إلى حتفه، إلى حيث السكاكين والنصال اليمنية الحادَّة.
اليوم السبت ومن فجره المبارك كانت عملية توازن الردع الثانية، في قلب أمريكا الحقيقي، وكبد نتنياهو الرطب، وعيون بني سعود المرتعبة…
عشر طائرات مسيرة مسددة، سمعوا أصواتها، ولم يستطيعوا إيقافها.
لا أبالغ إن قلت أنها الأضخم والأشد والأقوى منذ بدأت الخيارات الاستراتيجية، اليوم لم تستطِع المملكة مدارات فضيحتها ولا تغطية حرائقها، لقد كان المراسلون من كل جنسية، وكم لفتَ نظري أحد المصريين وهو يصور الحرائق ويقول:
” لم أرَ مثل هذا القصف ولا حتى في حرب ستة أكتوبر” ,وثانٍ يقول” أنا نفسي أفهم حاجة، الحريقة هنا، واللي هناك ولَّعت ليه؟ ” وآخر يلتقط بكاميرته الحرائق ويقول:
” أربعة، خمسة، ستة، كل أرامكو تحترق، يارب لطفك”.
يارب لُطفك؛ رددناها آلاف المرات حينما كانت طائرات تحالف الأراذل تنزلُ مئات الآلاف من أطنان الحِمَمْ فوق البيوت والمزارع والأسواق، لكنَّ المُسيرات اليمنية لا تقذفُ حِممها إلاَّ في مواطن الوجع الأمريكي الصهيوني السعودي.
ضربة السبت قاصمة، مكانًا، وتوقيتًا، وأهمية، وتداعياتها كبيرة ومرهقة وصادمة، وما أعلنته البي بي سي ورويترز قبل قليل عن توقف إنتاج وتصدير النفط السعودي بعد الضربة هو واحدٌ من هذه التداعيات المدمرة لمملكة ترامب.
ضربة السبت في البقيق وخريص؛ أحرقَتْ منشأتين تصدران ثمانية مليون برميل نفط يوميًا كما تحدثت صحيفة النيويورك تايمز.
لقد اشتعلت الحرائق في أماكن متعددة وعلى مسافات متباعدة بطول 4 كم.
ضربة السبت أربكت العالَم كله، وأصبحت الأسئلة تغلي في كل مركز ومؤسسة عسكرية عالمية:
“كيف استطاع اليمنيون فعلَ هذا؟” “كيفَ أبطلوا قدرة الرادارات والطائرات؟” “كيف سيطروا على الباتريوت وأبطلوا مفعوله؟” “من أين لهم هذه العبقرية؟” “أين مصانعهم؟” “من هُم علماؤهم؟” وألف سؤالٍ وسؤال سيُطرح، ولن يجدوا له إجابة إلاَّ أن يطأطئوا رؤوسهم نحوأقدام المُجاهدين وقائد المجاهدين أبا جبريل سلام الله عليه.
اليوم كُسرت جمجمة بني سعود، وغدًا سنرميها في مزبلة التاريخ.
اليوم يبتهج اليمانيون في الوطن والمهجر!
اليوم يفرح كل عربي ومسلم وحر فوق هذه الأرض.
اليوم يستبشر كل طفل وامرأة يعانون من حرب وحصار أدوات أمريكا ونعالها.
“وما جعله الله إلا بُشرى لكم، ولتطمئن قلوبكم به، وما النصر إلاَّ من عند الله”
تحية لرجال القوة الجوية والصاروخية والتصنيع ورجال الجبهات ولكل مجاهد يذود عن حياض الوطن.
ولأمريكا وأدواتها وأذيالها ونعالها نقول:
اليوم هو يومنا والغدُ غدُنا والزمان دُوَلْ.
#مصباح_الهمداني