مصالح الكيان الصهيوني من الأزمة في اليمن
– قبل أيام هدد نائب المتحدث باسم الجيش اليمني “الجنرال عزيز رشيد” الكيان الصهيوني أذا استمر في دعم النظام السعودي والتدخل في شؤون بلاده.
وقال رشيد في بيان إن الجيش اليمني سيقوم بإطلاق صواريخ (أرض- أرض) على قواعد إسرائيلية في إريتريا وجزيرة “إيلات” جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسيمنع السفن الإسرائيلية من عبور البحر الأحمر.
ويعتقد المسؤولون اليمنيون (العسكريون والسياسيون) بأن الكيان الصهيوني يدعم التحالف السعودي ضد بلادهم بشكل مباشر وذلك من خلال سفنه وزوارقه الحربية المتواجدة في البحر الأحمر وعموم المنطقة.
ويسعى الكيان الإسرائيلي لتحقيق عدّة أهداف من وراء دعمه للسعودية في عدوانها على اليمن يمكن إجمالها بما يلي:
السيطرة على مضيق باب المندب
يُعتبر مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر من الممرات المائية المهمة والاستراتيجية جداً من الناحيتين الاقتصادية والأمنية، ولهذا يسعى الكيان الإسرائيلي للسيطرة على هذه المضيق للتحكم بحركة الملاحة البحرية في هذه المنطقة الحسّاسة من العالم. ومن المعروف أن الكثير من البضائع والمعدات التي تصل إلى الكيان الصهيوني إنّما تمر عبر البحر الأحمر بعد مرورها من مضيق باب المندب.
بالإضافة إلى ذلك تخشى إسرائيل من غلق باب المندب على يد الجيش اليمني واللجان الثورية التابعة لحركة أنصار الله في إطار جهودهم الرامية للدفاع عن البلد ضد العدوان السعودي وحلفائه الإقليميين والدوليين، وهو ما يعني بالتالي تضييق الحصار على هذا الكيان وإضعاف موقفه العسكري والأمني مقابل محور المقاومة في عموم المنطقة.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن باب المندب يعتبر من المنافذ الحيوية بالنسبة للكيان الصهيوني وذلك من أجل التواصل مع الدول الأفريقية التي تقيم علاقات مع هذا الكيان في أطار استراتيجيته الرامية إلى تقوية نفوذه العسكري والأمني والاقتصادي والسياسي في عموم القارة الأفريقية.
ولهذا السبب أقام الكيان الإسرائيلي العديد من القواعد العسكرية في عدد من الدول الأفريقية القريبة من باب المندب كإريتريا والصومال وجيبوتي.
فرض التفوق العسكري على المنطقة
يسعى الكيان الإسرائيلي من خلال محاولاته للسيطرة على مضيق باب المندب لفرض التفوق العسكري لصالحه في عموم المنطقة خصوصاً وإن هذا الكيان يدرك تماماً مدى أهمية هذا الممر البحري الاستراتيجي في أي مواجهة محتملة مع أي من دول المنطقة لاسيّما مصر التي خاضت حروباً مصيرية ضد هذا الكيان طيلة العقود الماضية لاسيّما في الأعوام 1967 و1973.
السيطرة على الموارد الطبيعية في اليمن
من الأهداف الأخرى التي يسعى الكيان الإسرائيلي لتحقيقها في وقوفه إلى جانب العدوان السعودي ضد اليمن هو محاولة السيطرة علی الموارد الطبيعية الغنية في هذا البلد الذي يمتلك في أعماقه (أكبر مخزون احتياطي من الجرانيت والرخام) على مستوى الشرق الأوسط بأسره، ويعد من أجود أنواع الرخام على مستوى العالم، حيث يمتاز بقوته وصلابته وتعدد ألوانه التي تتراوح من (10 – 15) لوناً.
بالإضافة للرخام والجرانيت، فأرض اليمن خصبة بالمعادن الأخرى عالية النقاوة والمهمة من معادن البازلت واللفت والدولاميت، بالإضافة للمعدن الثمين (الذهب) والفضة، وبنسب مرتفعة جداً، هذا بالإضافة لمعادن مهمة واحتياطيات عالية من معادن الرصاص والزنك خاصة في مدن صنعاء وحضرموت وشبوة.
كما يمتلك اليمن خزين لابأس به من النفط وهناك في الوقت الحاضر العديد من الموانئ الخاصة بتصدير النفط الخام من هذا البلد بينها ميناء “رأس عيسى” الذي يبعد حوالي 60 كم شمال الحديدة على شاطئ البحر الأحمر و “ميناء الشحر” و”ميناء بلحاف” على بحر العرب. كما يقدر إجمالي الاحتياطي العام من الغاز في اليمن بحوالي 16 تريليون قدم مكعب. أما الاحتياطي من الغاز البترولي المسال فيقدر بحوالي(31) مليون طن متري.
وينبغي التذكير هنا بأن الكيان الإسرائيلي قد دعم التحالف السعودي في عدوانه المتواصل على اليمن منذ نحو ثلاثة أعوام بمختلف أنواع الأسلحة والمعدات الحربية والمستشارين العسكريين والأمنيين، وزوده بالمعلومات الاستخبارية التي يحصل عليها من الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع من دون طيار، إضافة للمعلومات السريّة التي تحصل عليها السفن الحربية لهذا الكيان التي تجوب مياه البحر الأحمر خصوصاً بالقرب من مضيق باب المندب والقواعد العسكرية التابعة لهذا الكيان في العديد من دول القرن الأفريقي وشبه الجزيرة الصومالية التي يحدها المحيط الهندي جنوباً، والبحر الأحمر شمالاً، وتقع فيها جيبوتي والصومال وإريتريا وتتحكم بمضيق باب المندب.