مشهد التشييع لحظة فارقة ستهز التوازنات الإقليمية والدولية التي سعت أمريكا والكيان وأدواتهما في لبنان والمنطقة لتكريسها
ظهر محمد مهدي، نجل شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، في مقطع فيديو توجه فيه إلى من سيحضرون تشييع “شهيد الإنسانية”، واصفًا إياهم بأهل الوفاء. وأكد أن يوم الأحد 23/02/2025 سيكون يوم الموقف الحاسم، مشيرًا إلى أن “الأحد لناظره قريب”. كما كشف أن الأعداء والخصوم والمبغضين حاولوا جاهدين منع إقامة التشييع بكل الوسائل.
– لا شك أن مشهد التشييع المرتقب هو آخر ما يرغب العدو وخصوم المقاومة في رؤيته، فهو لحظة فارقة تهز التوازنات الإقليمية والدولية التي سعت الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي وأدواتهما في لبنان والمنطقة إلى ترسيخها في وعي شعوب المنطقة، ولا سيما في وجدان جمهور المقاومة.
– سيكون المشيعون في هذا اليوم الحاسم بمثابة ناقضي السردية الأمريكية والإسرائيلية، إذ سيرسخون، بالمقابل، رواية المقاومة، التي تدحض الادعاءات الزائفة حول هزيمتها وانكسار جمهورها. وليس هناك دليل أكثر وضوحًا على تهافت السردية الأمريكية الإسرائيلية من حالة الهلع التي أصابت السلطات الأمريكية والكيان الإسرائيلي وأدواتهما في لبنان والمنطقة جراء هذا التشييع. فإن كان السيد قد رحل، فما الذي يدفعهم إلى هذا القلق المفرط من وداعه؟
– في محاولة لتكريس الرواية الأمريكية الإسرائيلية في مقابل سردية المقاومة، تم رصد استنفار دولي واسع لتعطيل مشهد التشييع. فقد أشارت تقارير إلى قيام شركات طيران عالمية بإلغاء حجوزات مئات المسافرين القادمين من تركيا وأوروبا، حيث تم إلغاء أكثر من 120 رحلة قادمة من أوروبا أو تأخيرها إلى ما بعد 23 شباط.
كما ألغى الطيران التركي 20% من رحلاته رسميًا، بما في ذلك رحلات قادمة من ألمانيا. ولم تقتصر الضغوط على شركات الطيران، إذ استدعت بعض المطارات مسافرين لبنانيين للتحقيق معهم بشأن أسباب سفرهم.
– إضافةً إلى ذلك، شملت الضغوط الشركات والمؤسسات ووسائل الإعلام التي تروّج لرواية الترهيب من المشاركة في التشييع، فيما تعرض موظفون للتهديد بالفصل من عملهم، كما ارتفعت وتيرة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأننا عشية حدث جلل يهدد النظام العالمي القائم.
– في المقابل، تحتفي الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي بانتصارهما المزعوم على المقاومة في لبنان باستشهاد “سيد شهداء الأمة”، لكن هذا “الانتصار” سيفقد زيفه يوم غد، حينما تمتلئ بيروت بملايين المشيعين الذين سيؤكدون أن استشهاد السيد لن يمحو فكرة المقاومة من القلوب، بل على العكس، فإن العقبات التي وضعها الثنائي الأمريكي الإسرائيلي وأدواتهما في الداخل والخارج حالت دون تدفق أعداد أكبر، وإلا لكان لبنان كله قد هبّ من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
– فالمعركة ليست حول تشييع جثمان فحسب، بل هي تأكيد على أن المقاومة حية باقية، وأن الآلاف سينزلون إلى الشوارع لتجديد العهد والميثاق مع السيد الشهيد ونهجه القويم.
– إن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي يدركان تمامًا ما الذي يعنيه يوم التشييع، فهو ليس مجرد وداع، بل لحظة اختبار لحقيقة الصراع. لقد حاول الأعداء الإيحاء بأن المقاومة فقدت شرعيتها وشعبيتها، لكنهم اليوم يخشون أن تثبت الجماهير العكس، وتؤكد أن الخطاب الذي قدمه السيد الشهيد لا يزال متجذرًا في الوجدان العام. فإن كان السيد قد غاب جسدًا، فإنه باقٍ فكرًا ونهجًا، وهذا تحديدًا ما يرعب هذا الثنائي الإرهابي القاتل.