مشروع اممي بعقال سعودي
مشروع اممي بــ”عقال” سعودي، يسعى تحالف العدوان فرضه على اليمنيين، كرد انتقامي على تشكيلهم المجلس السياسي الاعلى لإدارة البلاد بطريقة تشاركية بعيدة عن الاقصاء والالغاء والتفرد.
المشروع لا يختلف مضمونه كثيرا عن مضمون القرار الدولي السابق 2216. فالقرار الدولي لا يطالب بتسليم السلاح بل يطالب “الحوثيين” بــ”سحب قواتهم من جميع المناطق التي سيطروا عليها في وقت سابق، بما في ذلك العاصمة صنعاء”.
اما المشروع المقترح فيطالب ما يصفها بالميليشيات “اي الجيش واللجان الشعبية”، بتسليم اسلحتها والانسحاب من تعز والحديدة وصنعاء والحزام الأمني لها خلال 45 يوما.
وفيما تعرقل الرياض مساعي مفاوضات الحل اليمنية في الكويت، من خلال محاولاتها فرض شروط استسلامية على الوفد الوطني اليمني المفاوض، فهي ترفض ان يتصدى اليمنيون لحل ازماتهم، لذا تطالب في مشروعها بإلغاء المجلس السياسي الاعلى لادارة البلاد. بما يعني انها لا تريد حلا ولا تترك اليمنيين يحلوا ازماتهم المختلفة التي خلفها عدوان المملكة على بلادهم وعليهم.
ولا يلحظ المشروع السعودي الاممي، فك الحصار الظالم الذي يفرضها تحالف العدوان على الشعب اليمني ولقمة عيشه منذ نحو سنة ونصف السنة. بل يركز على رفع الحصار عن المدن وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات للمتضررين، اما كيف يكون ذلك؟ فأمر متروك للنقاش، كيف هذا النقاش؟ من هوالضامن له؟ متى؟ واين؟ وكم مدته؟ وهل يصل الى نتيجة ام لا؟ فهذا ليس مهم… المهم عند السعودي فقط ان يسلم الجيش واللجان اسلحتهم ويخرجوا من المدن، وقال المشروع “مناقشة المسائل السياسية بعد الانسحاب وتسليم السلاح والإفراج عن المعتقلين”.
لم يقل المشروع لمن سيسلم السلاح؟، هل لقوى الامر الواقع التي تسيطر على المناطق المحتلة، وعلى رأسها داعش والقاعدة وتفرعاتهما التكفيرية؟ لماذا لم يطلب المشروع من الجماعات التفكيرية اولا ان تسلم اسلحتها وتخرج من المدن التي تحتلها؟.. بالامس دخلت جماعات “عبد ربه منصور هادي التفكيرية” بلدة الصراري، وقبل ان تقتحم البلدة اعطت الامان لاهلها، لكن عندما دخلت ارتكبت ابادة بحق الاهالي، واحرقت العشرات منهم واختطفت البقية وحتى الان لا يزال مصيرهم مجهولا.. ونبشت قبر شيخ صوفي جليل متوفى قبل نحو 450 عاما واحرقت رفاته.. فأي امان يعطي للسعودية لهكذا جماعات؟ وهل يؤتمن هؤلاء على تسليم اسلحة ومدن ومقدرات بلاد؟ كيف ذلك وهؤلاء لا امان لها؟.
ايضا تتفتق عبقرية معدي المشروع السعودي الاممي، وتجترح معجزة تتمثل بـالدعوة الى “تشكيل لجنة عسكرية من ذوي الخبرات تتولى الإشراف على الانسحاب وتسليم السلاح” .
هل اللجنة ضامنة وممسكة بالارض وبالجماعات الارهابية المسلحة المنتشرة على الارض؟..
اذا لم يكن بامكان دول العدوان السيطرة على الاراضي التي احتلتها في عدن، وان لم يكن بامكانها استرجاع المكلا وحضرموت وغيرها من ايدي القوى التفكيرية الارهابية، فعلى اي اساس تعتمد في سحب السلاح والمدن من ايدي الجيش واللجان الشعبية؟
ولو كان ال سعود مسيطرين على عدن المحتلة من قبلهم، فلماذا يقيم تابعهم عبد ربه منصور هادي في الرياض، ولايقيم عرش مملكتهم في عدن؟ ولماذا لا يتجرأ اي من وزراء هادي عن الاقامة في عدن؟
اذا كانت السعودية وتحالفها لا يسيطران على عدن، ولا يستطيعان استعادة المناطق التي يحكمها التكفيريون؟ افلا يخجلون من انفسهم وهم يطلبون، هكذا وببساطة من الجيش واللجان الشعبية تسليم اسلحتهم ومدنهم واهلهم، للمجهول؟
ولان المشروع السعودي الاممي انجز على عجل، فقد نسي او تناسى اي إجراء سياسي يتعلق بإنشاء مجلس رئاسة أو تشكيل حكومة شراكة. والسبب فقط ان الكيد والحقد السياسي الاعمى هو الذي يهمين على معدي المشروع. وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى الفاجعة التي يعيشونها نتيجة الصدمة والصفعة التي وجهها الشعب اليمني لهم، باعلان الشراكة وتشكيل مجلس سياسي اعلى للحكم.
على كل حال مرة اخرى يضع المشروع السعودي ذو العقال الاممي “العربة امام الحصان”، محاولا فرض شروط استسلامية على الشعب اليمني، وتحقيق ما عجز عنه في الميدان وفي المفاوضات، عبر هذا المشروع. ويبدو ان السعودي لم يفهم بعد، ويبدو انه بحاجة لمن يفهمه، ان الشعب اليمني لا يركع لا لبترودولارت الرياض ولا لأممها المتحدة التي خرجتها من لائحة انتهاك حقوق الاطفال.
الشعب اليمني ما تعود ان ينحني الا لله وليزرع العبوات امام الغزاة المحتلين.
* د. حكم امهز