مشاهد الإباء والأخلاق امام وحشية العدوان..
الحقيقة / احمد شعيتو
رغم وطأة الحرب الشرسة لا يفقدون العزم والصبر والارادة والاخلاق.. شعب محاصر بالجوع والنار، يعاند ويكابد بل يخرج بالملايين رغم خطر الغارات ليتظاهر مؤيدا مجلسا سياسيا يعبر عن تطلعاته في التحرر وعدم التبعية.
جيش يمني ولجان، رغم كثافة وبشاعة الغارات والمجازر التي تقتل اهلهم واطفالهم، لا يفقدون الارادة والصلابة.. يتقدمون في مواقع وعرة بحرفية عالية ويسيطرون على مواقع مطلة على مدن داخل الحدود السعودية والطيران فوق رؤوسهم وسلاحهم جرأة وارادة.
بل يلفتك انهم في خضم المعركة لا يرمون الاخلاق الانسانية جانبا ، حتى بوجه العنصر العسكري الذي يساهم في العدوان. فاللافت انهم في كثير من الحالات يتركون الجنود السعوديين ينجون بحياتهم ويفرون بما يحمل ذلك من تصرف اخلاقي انساني حتى بوجه من يساهم في الاعتداء على اراضيهم فهم اذا لم يكن هناك خطر مباشر نراهم يتركون اليات الجنود السعودية تفر من المواقع على اعتبار انهم بحسب مصادر اعلامية يمنية يقدرون وجود جنود مغرر بهم.
رغم الم الحصار لاشهر طويلة لا يزل الشعب اليمني حيا مقداما حرا ابيا وهذا ما سيمنحه الانتصار.. ولا يزال الجيش واللجان يتقدمون ويصدون هجمات المرتزقة يوميا بل ويتقدمون وراء الحدود. رغم انهم كانوا قادرين منذ بدايات العدوان على التقدم اكثر داخل الحدود لكن اعطوا المجال للصبر والنفس الطويل والمجال للمعتدي لاعادة النظر، وهم اليوم يوميا نراهم في مشاهد سيطرة على مواقع وراء الحدود السعودية ومنها امس مشاهد نرى فيها المقاتلين يباغتون الجنود السعوديين داخل مواقعهم وينادون عليهم بالاستسلام رغم وجود الطيران الحربي ويفر الجنود من اماكن اخرى بآلياتهم مذعورين فنرى في احد المشاهد اليات سعودية هاربة تصطدم الواحدة بالاخرى! وعلى اثر هذه المشاهد تناقل مرتادو التواصل الاجتماعي في اليمن هاشتاغ #سلم_نفسك_ياسعودي مرفقين معه صوراً لعملية الاقتحام وللجنود السعوديين وهم يفرون.
يحاول اليمنيون ان يعبروا عن ارادة صلبة وان يصبروا في ظل اوضاع فقر واوضاع اقتصادية صعبة لا يتحملها بشر ودون وازع انساني من منفذي العدوان. يحاول اليمنيون عبر تظاهراتهم وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ايصال صوتهم واوضاعهم والحقائق في ظل الحظر المفروض على البلاد ومنع وسائل الإعلام من البث وفي ظل التضليل الاعلامي الواسع.
يستمر العدوان مكثفا غاراته بشكل غير مسبوق في الايام الماضية وهو كمن ينتقم من الشعب اليمني ومدنييه ومؤسساته بل مستشفياته ولا نرى من يحرك ساكنا من منظري حقوق الانسان الا بعض الاصوات الخافتة هنا وهناك التي تساوي الجلاد بالضحية وعندما يعلو صوت بعض المنظمات الاممية تخرج الضعوط الاميركية والسعودية لاسكاتها. وقد دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الامم المتحدة، زيد رعد الحسين، إلى إنشاء هيئة دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة باليمن. وسبق وأن طالبت منظمات دولية بإجراء تحقيق مستقبل حول عمليات قصف وجرائم نفذتها التحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن، وعلى رأس هذه المنظمات كانت “هيومن رايتس ووتش” التي أكدت أن “بعض الغارات ترتقي إلى جرائم حرب”.
الشعب اليمني رغم كل هذه الظروف قوي بالمواجهة والتحمل وسيكتب له الانتصار على العدوان عاجلا ام اجلا رغم تضافر قوى العالم ضده وقساوة الغارات من الجو والخطر التكفيري ومرتزقة العدوان من الداخل.
شعب يرزح تحت قصف وحصار خانق ودمار وتشرد عائلات لعام ونصف ليس هناك من يطالب برفع الظلم عنه الا بعض الدول حية الضمير ، هو شعب فقير اساسا والدخل السنوي للفرد أقل من 600 دولار، يبلغ تعداده اكثر من 26 مليون في بلد ضعيف اقتصاديا رغم محاولات استغلال الثروة النفطية في تحسين الاقتصاد، لكن نراه شعبا حيا كان يستقبل لاجئين، ونراه يتظاهر لقضايا العرب والمسلمين قبل قضاياه ويصبر ويعاند اقوى الدول اقتصاديا وعسكريا، ويعرف كيف يدير مواجهة العدوان ويجبر العدوان على قبول التفاوض لكن يأبى التنازلات ولا يرضى رغم ذلك بأي اتفاق لا يحقق حرية ووحدة اليمن كي لا يخذل كل هذه التضحيات.