مسيرة كبرى بالعاصمة صنعاء وفاءً للشهيد الصماد وتضامناً مع الشعب الفلسطيني وتحذيراً لدول العدوان.
Share
شهدت العاصمة صنعاء، عصر اليوم الجمعة، مسيرة جماهيرية حاشدة، وفاءً للرئيس الشهيد صالح الصماد وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتحذيراً لدول العدوان.
وجددت الحشود الجماهيرية، العهد بالوفاء للشهيد الصماد والمضي على دربه ومواصلة الثبات والصمود في مواجهة العدوان حتى تحرير كل شبر من أرض اليمن من الغزاة والمحتلين.
وردد المحتشدون، الشعارات المؤكدة على أن فلسطين كانت وستظل القضية الأولى للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية مهما تخاذل المتخاذلون وطبع المطبعون، مؤكدين على موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي في التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وجدد المشاركون، دعم ووقوف الشعب اليمني قيادة وحكومة وشعباً إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة غطرسة وإجرام العدو الصهيوني، حتى استعادة كامل أراضيه المغتصبة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل ترابه وعاصمتها القدس الشريف.
ووجهت الجماهير المحتشدة، رسالة تحذير لدول العدوان من الاستمرار في عدوانها وحصارها، مطالبة بإخراج كل القوات الأجنبية من كافة أراضي اليمن، لأن الشعب اليمني لا يمكن أن يقبل بوجود قوات محتلة في جزره ومياهه ومحافظاته، ويعتبر ذلك تدخلا مباشرا في شؤونه.
ودعت الحشود الجماهيرية، أبناء الشعب اليمني للاستمرار في مواجهة العدوان متوكلين ومعتمدين على الله وواثقين بوعده بالنصر.
وخلال المسيرة أوضح مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح في كلمة الفعالية، أن الحضور الكبير لأحرار اليمن ورجالاته في هذا المقام المهيب ومختلف الساحات والمحافظات هو تلبية لدعوة قائد الثورة، وفاء للشهداء العظماء، الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، والرئيس الشهيد صالح الصماد وكل الشهداء الأبرار في اليمن وفلسطين وكل بقاع الدنيا، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي تواطأت قوى الشر العالمية على ظلمه واضطهاده وتشريده من أرضه، والتآمر على قضيته العادلة.
وقال: “نحن في اليمن نطلق شرارة المواجهة للظلم والطغيان بعد أن حذر قائد الثورة بالأمس كل من سولت له نفسه أن يدنس أرض اليمن بقوله “إرحل أيها المحتل”.
وذكر العلامة مفتاح “أن الشهيد القائد والقادة العظماء وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد الصماد حرروا النفوس من الخوف والإرهاب والطغيان والتضليل الأمريكي، وها هو قائد الثورة اليوم يطلق صرخة إرحل أيها المحتل لتحرير الأرض بعد تحرير النفوس”.
وأكد أنه وبعد هذا الإعلان لا مقام لمحتل بأرض اليمن بإذن الله وستنطلق المقاومة الشعبية في كل مكان يتواجد فيه المحتل، وستمتد هذه الصرخة إلى فلسطين لتصرخ في وجه المحتل الغاصب الذي ينتهك الحرمات ويسفك الدماء ويهدم المنازل ويرتكب كل قبيح بتواطؤ دولي وعربي، ولن يجد المحتل أمامه أي وسيلة سوى الرحيل.
وأضاف: “نقول لأبناء الشعب الفلسطيني دماؤكم هي دماؤنا، ودماؤنا دماؤكم، وكل دم يسفك على أرض فلسطين هو دم يسفك على أرض اليمن، وكل مظلومية تقع على أي فلسطيني داخل فلسطين أو في الشتات هي مظلومية للشعب اليمني وكل حر في هذه الأمة وكل أحرار العالم”.
فيما أشار فضل الصماد نجل الرئيس الشهيد إلى أن الشعوب الحية هي التي لا تنسى قضاياها العادلة وتضحياتها وشهداءها الذين قدموا أرواحهم لكرامة الأوطان وعزتها.
ولفت إلى أن الشعب اليمني ضرب أروع الأمثلة في الوفاء للشهداء وللرئيس الشهيد وما زال على العهد والدرب، مؤكدا أن الرئيس الشهيد سيبقى حيا طالما بقي الجميع حاضرون في تحمل المسؤولية ومواصلة طريق الكفاح والنضال.
وقال: “عهدا أن نبقى حاملين لولاء الرئيس الشهيد وبذات العزم الذي كان عليه، حتى تحرير اليمن ودحر الغزاة والمحتلين من كل أراضيه برا وبحرا وجزرا، ولن يسقط اللواء طالما الشعب على خط الثورة مستمرا في معركة التحرر”.
وتطرق إلى مقولة الرئيس الشهيد الصماد “نحن لم نضحي بأنفسنا وأموالنا وممتلكاتنا، ثم نعلن استسلامنا، نحن لم يعد لدينا في هذا الشعب ما نخسره، ولم يبقى لنا سوى كرامتنا وعزتنا، وهي التي لا يمكن أن نساوم عليها أو نستسلم في آخر المطاف”.
وأضاف” نقول للأعداء، قتلتم الرئيس الصماد لكنكم أحييتم شعبا يحمل روح الصماد، قتلتم الرئيس لتسقط الدولة فبقيت الدولة، قتلتم الرئيس لينهار الشعب فنهض الشعب، قتلتم الرئيس الصماد لتحكموا السيطرة على الحديدة وعلى كل البلد فبقيت الحديدة وبقي البلد عصيا عليكم، وهذا هو يمن الإيمان والحكمة ويمن الصماد ويمن الأنصار موعود بالنصر وهو أهل للنصر”.
وعبر نجل الشهيد الصماد عن التحية لجماهير الشعب اليمني التي خرجت إلى هذه الساحة وكل الساحات في المحافظات الحرة، لتحيي هذه الذكرى التي جعل منها الشعب اليمني مناسبة لإطلاق تحذير لدول العدوان، واستنهاض الهمم ورفد الجبهات، وتجديد العهد بالوفاء لدماء الشهيد القائد والرئيس الشهيد وكل شهداء الوطن.
وفي المسيرة الجماهيرية، حيا ممثل حركة الجهاد الإسلامي بصنعاء الدكتور مجدي عزام، خروج هذه الحشود الجماهيرية الكبيرة للوفاء للرئيس صالح الصماد الذي كان له من اسمه نصيب في الصمود والتضحية.
وأكد أن الأمة افتقدت الرئيس الصماد ولم يفقده اليمن فقط، فقد كان خير سند للفلسطينيين، ويوليهم الاهتمام الكبير، قائلا:” إن أي حركة يستشهد رئيسها لا تنكسر بل سيكون استشهاده بداية فجر للحرية وصرخة في وجه العدو”.
وجدد العهد للرئيس الصماد بالمضي في الجهاد وتقديم أغلى التضحيات في مواجهة العدو الصهيوني المتغطرس الذي هو أوهن من بيت العنكبوت.
وأشاد عزام، بالخروج الكبير للشعب اليمن العظيم، الذي احتضن القضية الفلسطينية منذ نشأتها إلى الآن وما زال يدفع ضريبة انتمائه وتمسكه بهويته الإسلامية والإيمانية وعروبته ومناصرته للقضية الفلسطينية.
وقال “نثمن هذا الخروج المبارك وهذا غير مستبعد على قائد الثورة وعلى الحكومة، وهذا الشعب العظيم الذي قاسمنا لقمة عيشه، وما زال يقدم كل ما لديه فداء لفلسطين، ونقول لكم إننا معكم صفا بصف وكتفا بكتف، سنفتح سويا بإذن الله البلدان التي استولى عليها شذاذ الآفاق، وسندخل البيت المقدس سويا، كما وعدنا الله”.
وأضاف “تعجز الكلمات أمام هذا الحشد، ولكن نحن في المقاومة نرسل لكم رسالة بأننا ماضون في جهادنا كما عهدتمونا، ولن يكسرنا العدو، ولن نتراجع عن مقاومة هذا الغول المصنوع من تراب”.
وأكد أن “المقاومة الفلسطينية تستند على أخوة لنا في صراعنا، لأن العدو يعتقد أنه من الممكن الاستفراد بفلسطين، ولكن قيض الله للأمة محور مقاومة صرخ في وجه العدو فأعلن من صنعاء الأبية أن فلسطين لم تعد بمفردها، وأن شعوب المنطقة تلتف حول الشعب الفلسطيني”.
ولفت ممثل حركة الجهاد الإسلامي إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بارك هذا الشعب الموجود في اليمن، وعلّمنا أن البركة في اليمن وأهله إلى يوم الدين، ومنه سيكون المدد، وسيفتح الله على أيدي أبنائه بلاد المؤمنين.
وخاطب الأنظمة المطبعة: “نقول من صنعاء لكل المطبعين، لن تنالوا خيرا وسيسجلكم التاريخ في أسوأ صفحاته، وسينال كل حر يقف إلى جانب فلسطين الخير والنصر”.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية تلاه مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد طاهر أنعم، أن الشعب اليمني قدم الكثير من التضحيات على كل المستويات، وكان من أعظمها الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي قدم روحه في سبيل الله والدفاع عن الشعب.
وثمن تضحيات الرئيس الصماد وثباته وتحمله المسؤولية باقتدار وتفانيه في خدمة الوطن وشعبه، ونزاهته وشجاعته، داعيا جميع مسؤولي الدولة للاقتداء بالرئيس الشهيد.
وأوضح البيان أن النظام الأمريكي وجه وأشرف على اغتيال الرئيس الصماد، ويتحمل كامل المسؤولية عن ذلك مع أياديه في المنطقة، مؤكداً أن الشعب اليمني لن ينسى الجرائم البشعة التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي، وسيتذكرها جيلا بعد جيل.
وأكد أن الشعب اليمني سيظل يواجه العدوان بكل الوسائل المشروعة، وبالتفافه حول قيادته الثورية، وسيظل يناضل بكل قوة حتى إخراج القوات الأجنبية المحتلة من اليمن.
وأعلن تضامن ووقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني كموقف مبدئي وإنساني وديني لا يمكن أن يتغير مهما كان العدوان على اليمن، مؤكدا أن ما تعرض له اليمن من استهداف هو نتيجة لموقفه وما سيكون له من دور فاعل وعملي في تحرير فلسطين.
وأدان بيان المسيرة، بشدة تحركات المطبعين مع العدو الصهيوني والذين أصبحت لهم إلى جانبه مواقف مؤيده وداعمة ومساندة بأشكال متعددة ضد القضية الفلسطينية.
وجدد رفض الشعب اليمني لكافة أشكال التواجد العسكري الأجنبي على أراضيه، بما فيه الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي، مؤكدا أن للشعب اليمني الحق في التعامل مع التواجد العسكري الأجنبي باعتباره عدوانا واحتلالا، واتخاذ كل الخيارات لنيل الحرية الكاملة والاستقلال التام.
وأعلن البيان أن شعب اليمن وقيادته لن يسمح بأي تواجد أجنبي في أي مكان ضمن حدود اليمن وسيادته، مطالبا المحتلين بمغادرة الأراضي اليمنية ومياهه الإقليمية فوراً.
كما أكد تمسك أبناء الشعب بحقوقهم المشروعة وقضيتهم العادلة، داعيا دول العدوان لوقف عدوانها ورفع حصارها وتحملها كل الالتزامات والاستحقاقات المشروعة للشعب اليمني نتيجة عدوانها.
واستنكر البيان، العرقلة الأمريكية لجهود الوساطة العمانية، معتبرا هذه العرقلة امتدادا لسياسة أمريكا العدوانية ضد شعب اليمن، ومؤكداً في ذات الوقت على أحقية الشعب اليمني في الاستفادة من ثرواته الوطنية لصرف المرتبات وتوفير الخدمات.
وطالب باستعادة أموال الشعب اليمني التي نهبها الفاسدون وحولوها لاستثمارات في الخارج كون الشعب أحق وأولى بها، داعياً إلى التمسك بأولوية الملف الإنساني في أي حوار باعتباره استحقاقا إنسانيا وقانونيا للشعب اليمني.
وأشار إلى ضرورة الحفاظ على تمساك الجبهة الداخلية واستقرارها والتعاون وتضافر الجهود من قبل الجميع نحو الأولويات المهمة ومنها التعبئة والجهوزية على المستوى العسكري، وإفشال مخططات ومؤامرات العدوان التي تستهدف وحدة وقوة النسيج المجتمعي وإثارة المشاكل والفتن.
ودعا بيان المسيرة، المكونات السياسية إلى التركيز على الأولويات الجامعة لأبناء الوطن وأن لا ينصرف البعض نحو الاهتمامات الحزبية والفئوية، وبذل المزيد من الجهود لإصلاح وتفعيل مؤسسات الدولة في جميع المجالات حتى تقوم بدورها المطلوب في خدمة الشعب والتخفيف من معاناته التي تسببت بها دول العدوان.
كما أكد على ضرورة مواصلة جهود التعبئة ورفد الجبهات بالمال والرجال حتى تتحقق إرادة الشعب في نيل حريته واستقلاله واستفادته من خيرات وطنه وثرواته.
تخللت المسيرة الجماهيرية قصدية للشاعر عبد السلام المتميز عبّر فيها عن حنكة وشجاعة الرئيس الشهيد الصماد في مواجهة قوى العدوان وتحمله للمسؤولية بكفاءة واقتدار.