مسيرات احتجاجية وقوافل إغاثية إلى غزة.. جامعات صنعاء وقود ثورة الطلاب
نظم الطلاب اليمنيون في العاصمة صنعاء وقفات احتجاجية ونشاطات ومبادرات داعمة لغزة منذ الأيام الأولى لطوفان الأقصى، ولم تغب أيضاً القوافل المالية الداعمة للقطاع.
في ظل الضغوط العالمية على المؤيدين لفلسطين وقضيتها والمحتجين على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يأتي خيار المواجهة ليثبت حالة التحرر والتمكين التي وصل إليها الشباب اليمني، على اعتبار أن الموقف مما يجري اليوم في غزة حتمية أخلاقية وهدف استراتيجي.
يخرج الصوت الطلابي في اليمن اليوم، إلى جانب أصوات الطلاب في العالم، رافضاً المجازر المرتكبة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، و”هذه الحركة الثورية الرافضة للظلم هي تجسيد لتعاظم الوعي في أوساط الشباب الجامعي”، يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة صنعاء ماجد الوشلي.
نظم الطلاب اليمنيون في العاصمة صنعاء وقفات احتجاجية ونشاطات ومبادرات داعمة لغزة منذ الأيام الأولى لطوفان الأقصى، ولم تغب أيضاً القوافل المالية الداعمة للقطاع، وكما كان الدأب في مواجهة الحرب المفروضة على اليمن بالدعم الشعبي بالمال والمؤونة، كذلك هو قائم اليوم مع الحرب المفروضة على غزة.
وفي هذا السياق، أعلنت عضو اللجنة المنظمة لقافلة النصر سندس شاجع في حديثها إلى الميادين نت عن مبادرة تحت عنوان “قافلة النصر” أطلقها طلاب كلية الإعلام في جامعة صنعاء خلال حفل تخرجهم، إذ قاموا بتسيير “قافلة النصر” الأولى لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية، تلتها الثانية والثالثة.
وأشارت شاجع إلى أنّ الدافع من وراء هذا النشاط هو تشجيع الطلاب على مبادرات تدعم القضية الفلسطينية، معتبرة أنّ “من لا يرتبط علمه وتخرّجه بقضيّة مُشرّفة يكون كمن لم يتلقّ علماً على الإطلاق”.
منتديات ثقافية ومسيرات منددة
تُقام في جامعة صنعاء على نحو أسبوعي فعاليات منتدى “طوفان الأقصى” التي تتبنى إعداد أوراق عمل من قبل أكاديميين ومثقفين، تُناقش بما يتناسب وطبيعة كل كلية من كليات الجامعة وسبل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وتقول رئيسة قسم العلوم السياسية في الجامعة نهى السدمي للميادين نت: “منتدى طوفان الأقصى هو النشاط الأول الذي نظمته لجنة نصرة الأقصى في جامعة صنعاء، وهو يقوم على عقد ندوات جماهيرية توعوية بأهمية القضية الفلسطينية وتاريخها وطبيعة الصراع مع العدو، وتسليط الضوء على آثار العدوان على غزة والأسلحة المحرمة دولياً”.
وتضيف: “أعددنا جدولاً زمنياً للفعاليات اليومية، إضافة إلى تخصيص فعاليات خاصة بالمقاطعة للتعريف بالمقاطعة الذكية والسلع البديلة”. من جهته، يلفت عميد كلية الإعلام في جامعة صنعاء عمر البخيتي في حديثه إلى الميادين نت إلى مخرجات المنتدى، بالقول إنّ فعاليات المنتدى أظهرت للجمهور وللشباب الجامعي مدى أهمية مؤازرة الشعب الفلسطيني وضرورة الوقوف معه ودعمه.
وإضافة إلى الفعاليات الثقافية، تعدّ المسيرات المنددة المستمرة أحد أشكال الأنشطة التي تبناها الطلاب في التعبير عن موقفهم من الحرب، منها المركزية ومنها ما أُقيم على مستوى الكليات. وقد وصل عدد المشاركين فيها جميعاً إلى الآلاف.
وبحسب ما أفاد مسؤول إعلام الشارع مهيب العمري للميادين نت: “بلغ عدد المسيرات 13 مسيرة، 3 منها تجاوزت أسوار الجامعة وجابت شوارع العاصمة صنعاء، رافعة الهتافات والشعارات المناصرة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى أكثر من 60 فعالية ووقفة”.
معارض ومسابقات
وشغلت المعارض الفنية والمسابقات الأدبية حيزاً من الأنشطة التي تجتذب الطلاب وتعمل على إشراكهم في إنتاج الفكرة وتسويقها بطريقة مستحدثة وجذابة، وتلفت انتباههم بالصورة والكلمة إلى أدبيات المقاومة وبشاعة العدوان.
في هذا السياق، يقول مسؤول ملتقى الطالب الجامعي مصطفى شاري للميادين نت: “تم التركيز على تنظيم المعارض والمسابقات من منطلق أنها طريقة الاتصال الناجحة لإيصال القضية، ولأنها تجسد الفكرة بطريقة سلسة تلامس العقل والوجدان”.
من جانبه، أوضح عضو ملتقى الطالب الجامعي عبد الواحد الحسني: “أقمنا 3 معارض تضمنت صوراً ومجسمات خشبية ورسوماً وتصاميم ورسوماً كاريكاتورية معبرة وساخرة. بلغ عدد هذه المعارض ثلاثة: الأول بلغ طوله 40 متراً، والثاني 55 متراً، والثالث، وهو الأكبر، بلغ طوله ما يقارب 95 متراً”.
ويلفت الحسني في حديثه إلى الميادين نت إلى أن المعارض تضمنت في محتواها لوحات تجسد الجرائم في فلسطين، ومقارنة الجرائم المرتكبة في اليمن بتلك المرتكبة في غزة، وأيضاً لوحات فنية عن المقاطعة وعن صمود محور المقاومة وبطولاته.
المصدر : الميادين نت