مسارات في فلسطين… إصرار على التمسك بالأرض وتحدي الاستيطان
Share
تحت عنوان “نمشي وتمشي في دمنا البلاد”، واصل فريق “موطني” مساراته في اكتشاف المزيد من مناطق فلسطين، وما تتعرض له من اعتداءات من قبل المستوطنين.
تحت عنوان “نمشي وتمشي في دمنا البلاد”، واصل فريق “موطني” مساراته في اكتشاف المزيد من مناطق فلسطين، وما تتعرّض له من اعتداءات من قبل المستوطنين.
من أبرز الاعتداءات ما روته مسؤولة الفريق ابتسام سليمان حيث مرّ فريقها قرب المستوطنين الذين صادروا ينابيع مياه المزارعين الفلسطينيين، بهدف تهجيرهم، وقيام جنود الاحتلال بحماية ممارساتهم.
ثلاثة مسارات أظهرت الجديد مما كشفه الفريق من أراضي فلسطين، وثرواتها، الأول، مسار الأغوار: حيث جرى الاستكشاف على أرض الواقع للتغيرات التي تجري من قبل الاحتلال.
قالت سليمان “زرنا قرية عين البيضاء، ومشينا بأراضيها تجاه خلة خظر الى جسر أم عشيش، والفارسية.
قطع الفريق حوالى 10كم برفقة دليله عارف دراغمة، وهو رئيس المجلس القروي لقرية عين البيضاء، وسمع شروحاً وافية عن طبيعة الممارسات الإسرائيلية على أرض الأغوار، من خلال مصادرة الأراضي، وحرمان المزارعين الفلسطينيين من زراعة أراضيهم، والسيطرة على المياه، والعيون علماً أن المستوطنين سيطروا مؤخراً على “عين الساكوت”، وعلى عين الحلوة، وهما آخر نبعين متبقيين من أصل ٤٨ نبعاً في الأغوار، والهدف تقليص عدد السكان الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم وعمادهم الزراعة، وحرمانهم من المياه يهدف إلى مصادرة الأراضي. كل ذلك بحسب سليمان.
أضافت: “مشينا 10 كيلومترات وكنا مجاورين للحدود بين فلسطين والأردن، شاهدنا الأسلاك الشائكة والكاميرات، والأسلاك المعروف المكهربة، وفي أراضي الأغوار، تلاحظ بوضوح سرقة المستوطنين لأراضينا، واغتصابها، ما يترك غصة بالروح”.
رغم ذلك أصرّ الفريق على رسم خطواته في الأغوار، لتثبيت أن “هذه الأرض لنا، ولن نتخلى عنها، علماً أن زملاء آخرين تفقدوا المواقع المذكورة، وتعرضوا للدهس من قبل مستوطن، وأدى الاعتداء إلى استشهاد أحدهم، وتعرّض كل فريقهم لحالة صعبة”.
“أحببنا التأكيد أننا لسنا خائفين”، تقول سليمان، وإنه “من حقنا أن نمشي… فمنطقة الأغوار تمثّل الصمود والكرامة، والانتماء إلى الأرض، وفي الأغوار، أحببنا أن نكون كفريق يثبت حضوره تشجيعاً لبقية الفرق لزيارة المنطقة”.
مسار طوباس..
عن سبب اختيار طوباس، قالت سليمان: “أحببنا التواجد في طوباس في هذه الفترة لأن فيها تنمو وتزهر سوسنة فلسطين، فأحببنا زيارة المنطقة لرؤية السوسنة الوطنية، وفي طوباس هناك الأعداد الكبيرة منها”.
مشى الفريق من إسكان العقبة- خربة سلحب- السهل الشمالي- السالمة- احراش رابا -مطلات ابزيق، وسهل ابزيق، وقطع 13كم، وكان الجو ماطراً، خلافا لمسار الأغوار، وقطع عدة كيلومترات تحت المطر، وهناك مسافة بسيطة بين الأغوار وطوباس، حيث عايش الفريق التنوع المناخي، بين منطقة صحراوية أغوارية، وبين طوباس وهي منطقة خضراء، وسوسنة فقوعة على مد النظر، تشبه الجنة، حسب وصف سليمان، ورغم المطر والبرد كان الجو ممتعاً جداً تعرف فيها الفريق على أسماء المناطق، وعلى المعاناة التي يعيشها الناس.
الكهوف والآبار
المنطقة الشرقية من رام الله تجاه مناطق الأغوار، وتقوم فيها خربة جبعيت، والمغير، وعين الرشراش، وعين فصايل، والمسافة 10 كم.
تعج خربة جبعيت بالكهوف التي كانت تستخدم كمساكن للأهالي، ومواشيهم، وكذلك الآبار لجمع المياه، وآبار صغيرة لحفظ الزيت، كذلك “المقر” التي هي حفرة في الصخر ترتوي المواشي من المياه المحفوظة فيها.
تفيد سليمان أن المستوطنين “يعربدون” في هذه المنطقة على السكان الذين يصمدون فيها، ويسكنون على شكل بداوة في الخيم، وهم يطردونهم بقوة السلاح من المنطقة. شاهدنا خيمة يعيش فيها مستوطن لوحده، ومن يقترب من خيمته، يفلت عليه كلابه المتوحشة لتخويف الناس، أو منع وصولهم إلى تلك المنطقة، لكننا تحديناه، ووصلنا المنطقة، ومشينا بموازاة خيمته عنوة، وأكملنا مسارنا، تجاه عين الرشراش”.
بعد مسير نحو 10 كيلومترات وصولاً إلى عين فصايل حيث يتواجد المستوطنون الغرباء بشكلٍ كبيرِ جداً، ظهر جنود إسرائيليون مشاة يحرسون المنطقة ويحمون المستوطنين.
تحدى الفريق الواقع، ونزل إلى عين المياه، وجلس قربها، ولم يترك لهم الفرصة لتعكير حضوره على أرضه. لا بل بالعكس، سعى الجميع فيه لتعكير مزاجهم، ووجودهم في أراضيه.
تختم سليمان: “على الجميع توجيه الأنظار بكثرة لهذه الأماكن للحفاظ عليها، وفريقنا ملتزم، منتمٍ إلى الأرض، مستمر في مسيرة استكشاف أراضينا الفلسطينية… نستمتع وفي نفس الوقت، نرصد الانتهاكات على أرض فلسطين”.