مسئوليتنا تجاه الحصار …بقلم/ عـبدالله علي صبري
يمعن العدوان في استهدافنا بمختلف الأساليب، بهدف كسرنا وإخضاعنا لشروط عنوانها السلام وباطنها الذل والهوان، فيما يجاريه البعض وهو يظن إن بالإمكان تجاوز الأزمة الاقتصادية من خلال تنازلات محدودة يتعين على أنصار الله التلويح بها تمهيدا لاستئناف المفاوضات السياسية.
والحقيقة أننا أمام عدو لا يرعوي عن ارتكاب جرائم الإبادة بحقنا، ولا يرف له جفن وهو يسمع صراخ الأطفال، ومعاناة وأنين الفقراء، بل لعله وصل إلى حالة التشفي حين يرى ويسمع المناشدات الأممية بشأن المعاناة الإنسانية في اليمن.
والمشكلة أيضا مع عدوان أعرابي كهذا أنه يستأسد أكثر ويزداد توحشا إن لمس من خصمه بعض التراجع أو التفهم لحاجة اليمنيين إلى السلام والاستقرار، وهو ما يجعل المفاوض اليمني في حالة من الحذر الشديد قبل إطلاق أية مبادرات للحل السياسي.
من زاوية أخرى فإن المواطن الذي يكتوي بنار المعاناة لا تعنيه هذه التفاصيل، ومع أن غالبية شعبنا قد أثبتوا جدارتهم في الحياة الكريمة بصمودهم وتضحياتهم والتفافهم حول القيادة السياسية، إلا أن الشكوى والتذمر من الوضع الاقتصادي في حالة تصاعد، بينما الحكومة عاجزة عن اجتراح الحلول التي من شأنها التخفيف عن المواطنين، ومساعدتهم على تجاوز المحنة التي تمر بها البلاد.
منذ أيام تعمل الحكومة على معالجة أزمة الغاز المنزلي، بإجراءات توحي الجدية في الانتصاف للمواطنين، من خلال إلزام محطات التعبئة بسعر موحد ومعقول لدبة الغاز، ولعل المرء يسأل، لماذا تأخرت إجراءات كهذه حتى تفاقم الوضع، والسؤال الأهم، هل يمكن للحكومة الاستمرار في حزمها أم أن لوبي الفساد أكبر وأخطر من أن يسمح بخطوة إصلاحية كهذه؟
الأمر ذاته ينطبق على أسعار المشتقات النفطية المتصاعدة، التي تتطلب تدخلا حكوميا عاجلا، وبنفس درجة الحزم التي نشهدها هذه الأيام..وسيكون المواطن مرتاحا لأية خطوات عملية تقود إلى محاسبة ومحاكمة المتسببين والمشاركين في هذه الأزمة، التي طالت المواد الغذائية الأساسية، في ظل الانتهازية التي دأب عليها كبار التجار ومن يتواطأ معهم في الداخل والخارج.
بيد أن كل ذلك على أهميته القصوى ليس كافيا، فتداعيات الأزمة الاقتصادية مرتبطة بالحصار الخانق الذي يفرضه تحالف العدوان على ميناء الحديدة تحديدا، والمؤسف أن فعالياتنا الداخلية الاحتجاجية ذات المطلب الإنساني تتراجع يوما بعد آخر، وقد رصد إعلاميون أن وقفات احتجاجية يدعون إلى تغطيتها أمام الأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء، لا تجد حضورا متفاعلا معها!
لذلك، ونحن على أعتاب العام الرابع للعدوان يتحتم علينا أن نجأر بصوت وحشود كبيرة وبخطوات منظمة وتصاعدية، حتى يسمع من لم يسمع بعد أن في اليمن كارثة إنسانية، ليست بفعل الطبيعة، وإنما بفعل عدو حقير يستهدف كل فئات الشعب اليمني، وأنه لا حل إنسانيا في اليمن ما لم يتوقف الحصار والعدوان، وتكف قوى الهيمنة والاستكبار عن التواطؤ مع التحالف السعودي الأمريكي في حربه على اليمن.
@abdullahalisabry