مرحلة جديدة من التصعيد اليمني: السعودية أكثر انكشافاً.
الاخبار اللبنانية
في خطوة تصعيدية مدروسة، أعلنت صنعاء، مع بداية الأسبوع الحالي، بداية مرحلة جديدة من المواجهة، تتضمن استخدام صواريخ وطائرات مسيّرة جديدة. مرحلة تمثل الطور الثاني من خطة نقل المعركة من الأراضي اليمنية إلى الأراضي السعودية، بعدما نجح الجيش اليمني واللجان الشعبية في إظهار هشاشة الجيش السعودي ومنظومته التكنولوجية المتطورة، وكشف عورات منظومة الحرب العسكرية والسياسية والاقتصادية على اليمن، وإصابتها بالعجز على الصعد كافة، بما في ذلك القدرة على الاحتفاظ بالحلفاء اليمنيين. لقد وقف بضعة آلاف من المقاتلين اليمنيين في ساحة المعركة، قبالة تحالف يضمّ أكثر من 12 دولة، وتمكنوا من الصمود حتى النهاية، وهم الآن ينجحون في نقل المعركة إلى خارج أرضهم.
على إثر إعلان «أنصار الله» أن العام الحالي (2019) سيكون «عام الحسم»، بدأت قوات صنعاء توجيه ضربات مؤلمة للداخل السعودي، مستخدمة في ذلك التدرج في تنفيذ الخطط والبرامج العسكرية، وهو تكتيكٌ الغاية منه الترقي في استثمار أوراق القوة، بما يتلاءم مع هدف حرمان المملكة من الأمن والاستقرار، وإيقاع الأذى النفسي والمعنوي المناسب في طرف العدوان. وعليه، كان من الطبيعي أن تبتدئ الخطة من المناطق الجنوبية المحاذية لليمن، والتي نُفّذ ضد أهداف سعودية فيها 21 هجوماً بالطائرات المسيّرة خلال الشهرين الأخيرين، على النحو الآتي: «10 على مطار أبها، و7 على مطار جيزان، و3 على مطار نجران، وواحد على قاعدة خميس مشيط»، بالإضافة إلى الإغارة بالمسيّرات السبع على محطّتي ضخّ تابعتين لـ«أرامكو» منتصف الشهر الماضي. تجلى الفشل السعودي، في خضم ذلك، في عجز منظومات الحماية (أميركية الصنع) عن التصدّي للمسيّرات والصواريخ المتوسطة المدى التي استُخدمت من قِبَل الجيش اليمني، حتى بات حلفاء المملكة وأصدقاؤها يضعونها في خانة الدول غير المستقرّة أمنياً، مثلما جاء في بياناتهم التي دانت جميعها المسّ بما سمّته «استقرار المملكة وأمن شعبها»، فضلاً عن اعتبار الضربات اليمنية «تقويضاً للأمن والاستقرار في المنطقة».
أما المؤشر الآخر إلى نجاح خطة نقل المعركة إلى الأراضي السعودية، فهو بدء صدور تحذيرات من الدول من التوجّه إلى جنوب المملكة، وأحدثها ما أعلنته كوريا الجنوبية أمس من رفع مستوى تحذيرات السفر، إلى المناطق الواقعة ضمن نطاق بعد بمقدار 180 كلم عن الحدود مع اليمن، من «المستوى الثاني» (الحذر الشديد) إلى «المستوى الثالث» (التوصية بالانسحاب)، الذي ليس فوقه سوى «المستوى الرابع» (حظر السفر). وأرجعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية توصيتها إلى تصاعد هجمات «الحوثيين» ضد المناطق الحدودية.
وكان الناطق باسم الجيش اليمني، يحيى سريع، قد أعلن، أول من أمس، الانتقال إلى المرحلة الثانية من «عمليات الردع والرد المشروع على الاعتداءات السعودية على الشعب والأراضي اليمنية»، كاشفاً عن «بنك أهداف يشمل أهدافاً حيوية قد تتفوق من حيث الأهمية لدى العدو على المنشآت وأنابيب النفط». مرحلة لن تكون الأخيرة، بل يتوقع أن يعقبها العديد من المراحل التصعيدية، وفق تطور الأمور، ومدى الاستجابة السعودية للمطالب اليمنية.