مرتزقة العدوان في مهمة سلب جديدة.. حرابةٌ ضد الحجاج اليمنيين
عاد الحجاجُ اليمنيون من بيت الله الحرام من طريقٍ وعرةٍ مليئةٍ بالمخاطر، تماماً كما كانت رحلة الذهاب، ولولا الحصارُ وإغلاق الطرقات، لكانت المهمةُ أسهلَ كَثيراً.
وخلال عودهم من طريق أبين والمناطق الواقعة تحت سيطرة مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ، لاقى الحجاج اليمنيون الويلاتِ جراء المعاملة اللاإنسانية والنهب والسلب والترويع والإرهاب، في مشهدٍ يصفُه نائبُ وزير الخارجية، حسين العزي، بأنه طريق الانهيار القيمي والقانوني والضياع الشامل.
ويقول العزي في تغريدة له على صفحته على تويتر: “في مشهدَين يحكيان الكثيرَ ويؤكّـدان أن التمسُّكَ بالسيادة يعني الشرف والقيم والدولة والأمن وكل شيء جميل وأن الارتزاق هو طريقُ الانهيار القيمي والقانوني والضياع الشامل”، مُضيفاً: “بمناطق الحرية تم استقبالُ الحجاج بكل حب وشوق وحفاوة وإجلال وفي مناطق التبعية تم إرهابهم وترويعهم ونهب أغراضهم والله المستعان”.
ويكشفُ هذه المشهدُ حقائقَ المرتزِقة على أرض الواقع، وأنهم ليسوا سوى لصوص على الأرض، يمارسون الحرابة ضد المسافرين، دون أدنى تمييز بينهم، حتى ولو كان هؤلاء العائدون هم حجاج بيت الله الحرام، وهي أمور تضع الكثير من التساؤلات عن هذه التصرفات الشنعاء، كما أنها تثبت مصداقية صنعاء في مطالبها المتكرّرة بفتح الطرقات ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
ولاقت هذه الممارسات ضد حجاج بيت الله الحرام إدانات واسعة، حَيثُ أكّـدت الهيئة العامة للأوقاف أن إقدامَ هذه العناصر بدم بارد على إيقاف حافلة تقل حجاج عائدين إلى أرض الوطن بعد أدائهم لمناسك الحج، وإجبارهم على تسليم كُـلّ ما لديهم من أموال ومقتنيات دون وجه حق هو اعتداءٌ سافرٌ على حرمة الطريق وإخافة السبيل والسعي في الأرض الفساد، وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والأعراف والأسلاف التي تجرّم الاعتداء على المسافرين ونهب ممتلكاتهم.
وأشَارَت الهيئة في بيان لها، أمس، إلى أن تلك الحادثة ما كان لها أن تتم لو أن قوى العدوان والمرتزِقة، استجابوا لمبادرة القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بفتح الطرق التي تسهل حركة السير للمواطن اليمني، بما فيهم الحجاج، مؤكّـدة أن حادثة الاعتداء على الحجاج ونهب ممتلكاتهم، يعكس حالةَ الانفلات الأمني الذي تعيشه المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى الاحتلال وأدواتها، وَأن هذه الجريمة لا تختلف عن جرائم الحرابة.
ودعت الهيئة أبناء المحفد بمحافظة أبين إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم في ضبط العصابة الإجرامية وإعادة ممتلكات الحجاج الذين تم نهبهم وهم في طريقهم إلى منازلهم.
فسادٌ وترويعٌ في الأرض
وتوالت ردودُ الفعل الساخطة والمندّدة بالانتهاكات وجرائم السلب والنهب التي تعرض لها حجاج بيت الله الحرام على يد مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ في منطقة المحفد بمحافظة أبين، أثناء عودتهم من أداء مناسك الحج.
وعبّرت رابطة علماء اليمن عن قلقها إزاء ما يتعرض له الحجاج من الجرائم والسلب والنهب، واصفة ذلك بجرائم الحرابة.
وأشَارَت الرابطة في بيان لها إلى أن ما حصل للحجاج جريمة تضاف إلى السجل الإجرامي لمرتزِقة العدوان والتي ستظل تلاحقُهم إلى يوم القيامة، لافتة إلى أن هذه الجريمة لا تختلفُ عن جرائم الحرابة التي يمارسها قطاع الطرق من إفساد في الأرض وترويع المسافرين وإخافة للناس، موضحة أن جريمةَ نهب الحجاج تعبيرٌ واضحٌ وفاضحٌ عن حالة الانحراف والانفلات في المناطق المحتلّة، وعن سوداوية القلوب التي ارتبطت بالثقافة الوهَّـابية التي أباحت السلب والنهب.
وأوضحت الرابطة أن أحد أسباب معاناة الحجاج وامتهانهم وما تعرضوا له من جرائم الترويع والسلب والنهب، هو تعنت وأنانية قيادات حزب “الإصلاح” ورفضها لفتح الطرقات بمحافظة مأرب وتسهيل وتيسير مرور الحجاج عبرها، منوّهة إلى أن حزبَ “الإصلاح” مشارِكٌ في الإثم والجرم الذي تعرض له الحجاج، داعية الحزب وقياداته إلى مراجعة حساباتهم والتكفير عن سيئاتهم الكبرى ومخازيهم العظمى بحق الشعب اليمني قبل فوات الأوان والخروج من التبعية والولاء للنظامين السعوديّ والإماراتي.
من جهته، اعتبر مجلس الشورى الجريمة، وصمةَ عار في جبين كُـلّ القوى السياسية الموالية للعدوان بالمحافظات الجنوبية، وعيباً أسودَ بحق قبائل أبين التي سمحت للصوص وقطاع الطرق أن يتخذوا من أراضيها ساحات لجرائم ترويع وسلب ونهب المسافرين.
وحمَّل المجلسُ في بيان له، العدوانَ السعوديّ الإماراتي وأدواته كامل المسؤولية عن هذه الجريمة، وكل الجرائم المرتكبة بحق أبناء اليمن، سواء عبر الاستهداف العسكري أَو الحصار الخانق وإغلاق مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة والطرقات وعدم التزامها بالهُدنة.
من جانبه، أدان مجلس التلاحم القبلي جرائم الحرابة والسلب والنهب التي يمارسُها مرتزِقة العدوان بحق المسافرين والتي كان أخرها جريمة النهب والسلب والترويع التي تعرض لها حجاج بيت الله الحرام بمنطقة المحفد، واصفاً إياها بالجريمة النكراء.
وأشَارَ المجلس في بيان له إلى أن هذه الجريمة وسابقاتها من أفظع الجرائم والعيوب والعورات المشينة والمتنافية مع قيم وأسلاف وأعراف القبل اليمنية، والمواثيق الدولية والشرائع الإسلامية، مؤكّـداً بأنها من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم وستبقى عوراً كَبيراً من جباه مرتكبيها.
ودعا البيانُ مشايخَ وعقال وقبائل محافظتي أبين وشبوة للخروج عن صمتهم وتحمل مسئوليتهم القبلية والوطنية والإنسانية والدينية إزاء هذه الجرائم والعيوب والمعورات، والوقوف بحزم تجاه ما يحدث في ساحتهم القبلية، وإعلان موقفهم من هذه الأعمال الإجرامية التي تعكس مدى السقوط والإفلاس الأخلاقي لمرتكبيها، محذراً من مغبة سكوت القبائل اليمنية، عن جرائم الحرابة والسلب والنهب والقتل التي يتعرض لها المسافرون عامة، وحجاج بيت الله الحرام خَاصَّة.
واستنكر الصمتَ الأممي إزاء هذه الجرائم، وطالبها بالتحَرّك الجاد والمسؤول في الضغط على مرتزِقة العدوان لوقف هذه الأعمال الإجرامية الدنيئة.
وتثبت هذه الجرائمُ أن السلوكَ العدواني للمرتزِقة لم يكن سيحدث لولا المباركة من العدوان الأمريكي السعوديّ، الذي كانت له سوابقُ في قتل اليمنيين عبر الغارات المتوحشة، واستهداف المعالم الدينية والأثرية، في مشهد أظهر قبح هذا العدوان وتوحشه ضد اليمن واليمنيين، كما أن هذا المشهد يثبت انحدار المرتزِقة وراء النظام السعوديّ الذي له تجارب عديدة في إيذاء الحجاج اليمنيين وقتلهم وترويعهم على مدى أكثر من مِئة عام.
صحيفة المسيرة